العراق: المليشيات تصوّب على الحوار مع واشنطن بعد زيارة قاآني

07 ابريل 2021
طالبت المليشيات بطرح مطلب انسحاب القوات الأميركية في الحوار (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

أصدرت مجموعة من المليشيات العراقية المسلّحة الحليفة لطهران، بياناً مشتركاً اليوم الأربعاء، بعد ساعات قليلة من زيارة زعيم "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، وعقده سلسلة اجتماعات مع زعماء الفصائل المسلّحة وشخصيات سياسية، هدّدت فيه بالتصعيد بحال لم تطرح حكومة مصطفى الكاظمي مطلب انسحاب القوات الأميركية من العراق، خلال جلسة الحوار الأميركي العراقي الجديدة والمرتقبة في وقت لاحق من اليوم الأربعاء.

وذكر بيان لما يُعرف بـ "الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية"، نشرته وسائل إعلام محلية عراقية، "نحن بين جولة أو جولات، من المفاوضات والمباحثات التي تخوضها الحكومة العراقية مع حكومة الاحتلال الأميركي تحت ما يسمّى (الحوار الإستراتيجي)، زيادة على اتفاقات وتحالفات مع بعض دول الجوار ذات الوضع المنهك اقتصادياً". وأضاف أنه "بالنظر لورود معلومات مؤكدة بأنَّ البيان الذي سيُصدر عن الجولة الحالية من الحوار، سيكون بياناً مهلهلاً، سائب المخرجات، ولا يحتوي على أي إشارة لتنفيذ قرار مجلس النواب، بإخراج قوات الاحتلال الأميركي من الأرض العراقية، نرفض مقدّماً البيان المهلهل المزمع إصداره عن هذه اللجنة"، مطالباً "بتغيير أعضاء لجنة الحوار العراقية الحكومية بالتشاور مع من سمتهم الهيئة "الأطراف السياسية والوطنية المختلفة".

واتّهم البيان، اللجنة الحالية بأنّها تضم بين أعضائها شخصيات يحملون الجنسية الأميركية، أو البريطانية، "فليس من المعقول أن يحاور شخصٌ بلدَه الذي يحمل جنسيته، ويُعَدُّ مواطناً من مواطنيه"، وفق ما ورد فيه؟

وطالب بأن يُحدَّد "سقفٌ زمنيٌ واضحٌ لهذا الحوار، كما يجب تحديد سقفٍ زمني لتطبيق مخرجات هذا الحوار، ولا يمكن القبول بسياسة الوقت المفتوح الذي يعني: المماطلة، التسويف، إضاعة المطالب".

وتابع البيان أن "المقاومة العراقية التي أثبتت التزامها بكل التعهدات التي قدمتها، بناءً على طلبات متكررة وملحة من جهات عراقية عديدة، هي في الوقت نفسه تمتلك القدرة العالية والجهوزية التامة لفتح جبهات واسعة على وجود الاحتلال الأميركي كلّه في العراق، وتوجيه ضربات مُرَكّزة وموجعة لهذا الوجود كله".

ولوّح البيان بأن تلك الفصائل "ستردّ بكل قوة وصلابة"، وستوجّه ضربات كبيرة ودقيقة في حال لم يتضمن هذا الحوار إعلاناً واضحاً وصريحاً، عن موعد الانسحاب النهائي لقوات الاحتلال".

وتضم ما تُعرف بـ"الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة العراقية"، عدداً من المليشيات الحليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"العصائب" و"الخراساني" و"سيد الشهداء" و"الطفوف"، وفصائل مسلّحة أخرى تتلقى دعماً من إيران، أعلنت عن تشكيل هذا الكيان التنسيقي أول مرة بعد نحو أسبوع من مقتل زعيم "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني والقيادي بـ"الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد مطلع يناير/كانون الثاني من العام الماضي.

ومن المقرّر أن يعقد العراق والولايات المتحدة الأميركية، مساء اليوم الأربعاء، الحوار الاستراتيجي، على مستوى وكلاء الوزارات والمدراء العامين وعدد من القادة العسكريين العراقيين ونظرائهم الأميركيين، لاستكمال مناقشة الملفات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والخارجية والأمن والاقتصاد والاستثمار والسياسة والطاقة والثقافة، وأيضاً مناقشة اعداد المستشارين الأميركيين في العراق، وفق مصدر حكومي لـ"العربي الجديد".

وفي السياق، قال مصدر سياسي مطلع لـ"العربي الجديد"، إن "اجتماعات زعيم "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني في بغداد ركزت بشكل كبير على الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، مع تشديد أن يكون هناك موعد محدّد ومعلن للانسحاب الأميركي من العراق".

وبيّن المصدر أن "قاآني شدد خلال اجتماعاته في بغداد على ضرورة أن تكون مطالبة الانسحاب الأميركي من العراق أبرز محاور الحوار الاستراتيجي المرتقب بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، ولهذا جاء بيان الفصائل المسلّحة وفق ما تريده إيران وليس وفق ما تريده الحكومة العراقية". وأضاف أن "الحكومة العراقية لم تقرّر طرح ملف الانسحاب الأميركي من العراق بجلسة مباحثات اليوم، فالحكومة بحاجة لهذه القوات لغاية الآن، من ناحية التدريب والتجهيز وكذلك الطلعات الجوية، وتقديم المعلومات الاستخباراتية، لكن عدم مطالبتها بهذا الأمر سيفتح باب المواجهة من جديد بين الفصائل الموالية لطهران والقوات الأجنبية، وسوف يشهد العراق تصعيداً في الهجمات ضد الأهداف والمصالح الأميركية، وهذا ما أبلغه قاآني لقادة الفصائل"، واصفاً موقف حكومة الكاظمي بأنه "صعب".

وكانت جولة الحوار الأولى قد انطلقت منتصف يونيو/حزيران من العام الماضي، وعُقدت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، شارك فيها مسؤولون من وزارتي الخارجية والدفاع في كلا البلدين، بينما عقدت الجلسة الثانية في واشنطن خلال زيارة للكاظمي مع وفد وزاري كبير إلى العاصمة الأميركية، في أغسطس/آب الماضي. وترأس الكاظمي يومها جلسة المفاوضات، والتي ركزت على ملف الأمن والاستقرار في العراق، والدعم الصحي لبغداد، إضافة إلى بحث مسألة الوجود العسكري الأميركي في العراق، وهو ما نتج عنه لاحقاً تخفيض عديد القوات الأميركية من 5500 عسكري إلى قرابة 2500.

وقبيل ساعات من انعقاد الاجتماع المرتقب، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بيان مقتضب صدر صباح اليوم الأربعاء إن "الحوار الإستراتيجي مع واشنطن في المرحلةِ الثالثة منه يحظى باهتمام الحكومة العراقيّة، وخلاله نتطلّعُ إلى تعزيز العلاقات ذات الاهتمام المشترك، وعلى كافة الصُعُد بين جمهوريّة العراق والولايات المتحدة الأميركيّة".

المساهمون