العراق: الفياض والخنجر يجتمعان بوزير الخارجية التركي في أنقرة

07 أكتوبر 2023
فيدان لدى استقباله الخنجر في أنقرة (الأناضول)
+ الخط -

يزور رئيس "تحالف السيادة" خميس الخنجر، أكبر القوى العربية السنية في العراق، ورئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، العاصمة التركية أنقرة لبحث جملة من الملفات، أبرزها ما يتعلق بـ"حزب العمال الكردستاني" وتفاعلاته الأمنية خلال الأيام الماضية.

تأتي الزيارة بعد يومين من زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إلى أنقرة، على رأس وفد عسكري عراقي، عقد خلالها سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأتراك.

وعقد كل من الخنجر والفياض لقاءات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بحسب بيان لوزارة الخارجية التركية الجمعة، لم يقدم مزيداً من التفاصيل. لكن مسؤولاً عراقياً بارزاً في بغداد، قال لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة المسؤولين العراقيين إلى تركيا، تأتي ضمن حراك واسع تجريه بغداد، لاحتواء أي تصعيد تركي في الشمال العراقي يستهدف مسلحي الكردستاني".

وأكد المسؤول أن العراق يرغب بعقد اتفاقية أمنية شاملة مع تركيا، تشمل معالجة أزمة حزب العمال الكردستاني الموجود داخل العراق، لكن بما يحفظ السيادة العراقية.

وبين المصدر أن "الفياض بحث إمكانية عقد اتفاق أمني جديد مع تركيا يهدف إلى الحد من العمليات التركية العسكرية، سواء الجوية أو البرية، خصوصاً بعد تطورها، وأصبحت تستهدف مناطق سكنية داخل المدن وليس حدودية فقط".

وأضاف أن "هناك نية عراقية حقيقية بإعادة استنساخ الاتفاق الأمني مع إيران، مع الجانب التركي، من خلال إبعاد عناصر حزب العمال الكردستاني من الحدود التركية والمناطق الجبلية، خصوصاً أن هناك قنوات تواصل واتصال ما بين هذا الحزب وعدد من الفصائل المسلحة المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي، وأوكلت المهمة إلى الفياض".

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي، لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة السوداني تعمل بشكل حقيقي يختلف عن الحكومات السابقة، لحفظ سيادة العراق، ومنع أي تجاوز على تلك السيادة من قبل دول الجوار كافة، ولهذا جاء الاتفاق الأمني مع إيران لحفظ السيادة، ومنع أي عمليات عسكرية إيرانية داخل الأراضي العراقية. والعراق نجح في تطبيق هذا الاتفاق".

وبين تقي أن "العراق سيعمل على إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية وأمنية مع الجانب التركي، من أجل منع أي تجاوزات تركية على سيادة العراق، مما يهدد أمنه القومي ويزعزع استقراراه، وزيارة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض إلى أنقرة تأتي من باب البحث عن الحلول".

وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن "الفياض يملك علاقات داخلية وخارجية يمكن من خلالها لعب دور مهم في إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية وأمنية مع تركيا وباقي دول الجوار، بما يحفظ سيادة العراق من أي تجاوزات خارجية".

وتوجد في إقليم كردستان العراق، وعلى محوري الحدود الدولية مع إيران وتركيا، عدة جماعات كردية إيرانية وتركية معارضة، شمال أربيل وشرق السليمانية، تتبنى بالمجمل العمل المسلح. وتنفذ كل من أنقرة وطهران عمليات عسكرية برية وجوية متكررة على معاقل تلك الجماعات التي تصنفها بـ"الإرهابية".

وينتشر "العمال الكردستاني" في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق، إلى جانب مناطق غرب نينوى، أبرزها سوران وسيدكان وقنديل وزاخو والزاب والعمادية وحفتانين، وكاني ماسي، إلى جانب مخمور وسنجار.

ويحظى مسلحو "العمال" بعلاقة مباشرة مع مليشيات عراقية مسلحة حليفة لإيران، أبرزها "كتائب حزب الله" العراقية، و"عصائب أهل الحق"، كما نجح في تجنيد المئات من المسلحين المحليين من الأكراد الأيزيديين في سنجار وضواحيها، وشكّل ذراعاً محلية له تعرف باسم "وحدات حماية سنجار".

وأطلقت أنقرة رسمياً في منتصف عام 2021، عمليات عسكرية برية وجوية تستهدف مقرات وعناصر "العمال" في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.

ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، أدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "العمال الكردستاني"، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له. 

المساهمون