أعلنت فصائل عراقية مسلحة حليفة لإيران في العراق مواقف موحدة تجاه رفض نتائج التحقيق الذي أعلنته حكومة إقليم كردستان، ليلة أمس الأربعاء، بشأن الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة حرير ومطار أربيل الدولي منتصف الشهر الماضي، والذي سبّب مقتل متعاقد مدني أجنبي، إضافة إلى مدني عراقي، وجرح 9 آخرين، بينهم عسكريون أميركيون، محملة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي تبعات ذلك، مطالبة بتحقيق يُجرى في بغداد.
وعرضت حكومة الإقليم اعترافات لشخص على أساس أنه أحد المنفذين للهجوم، وأنه ينتمي إلى مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، مقراً بأن العملية كانت بطلب من المليشيا.
وبعد ساعات من إعلان نتائج التحقيق، صعّدت الفصائل المسلحة تلك اتهاماتها لحكومة إقليم كردستان، معلنة رفضها نتائج التحقيق، ومطالبة من رئيس الحكومة اتخاذ موقف مماثل.
وقال عضو في البرلمان العراقي ضمن تحالف "الفتح"، إن من المتوقع أن يصدر بيان لـ"الحشد الشعبي" خلال الساعات المقبلة يرفض نتائج التحقيق، مؤكداً، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "هناك اتصالات مع الكاظمي من قبل قيادات في "الحشد" لنقل المعتقل الذي خرج مدلياً باعترافاته إلى بغداد لغرض التحقق من إفادته".
وردت مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، من جهتها، على الاعتراف، نافية صلتها بالقصف. وقالت، في بيان، إنه "في ضوء الاعترافات، فإن الشخص لا ينتمي إلينا من قريب ولا من بعيد، كما أننا ننفي قصف قاعدة الأميركيين في أربيل"، داعية حكومة إقليم كردستان وسياسييها إلى "عدم الانجراف وراء تخبطات واتهامات الاحتلال الأميركي غير المتوازن".
وحمّلت المليشيا الحكومة العراقية مسؤولية الحفاظ على أفراد تشكيلاتها، و"وجوب التصدي لحملات الاعتقال العشوائي"، وفقاً لوصفها.
مليشيا "عصائب أهل الحق" رفضت أيضاً تلك الاعترافات، معتبرة أنها ليست دليلاً يدين "الكتائب". وقال النائب عنها محمد البلداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "فصائل "الحشد الشعبي" أعلنوا بمواقف واضحة أنهم ضد قصف البعثات الدبلوماسية، ورؤيتنا أن هكذا أعمال خلال هذه الفترة تضرّ قرار إخراج القوات الأميركية"، مبيناً أن "قضية الاعترافات التي عرضتها أربيل تحتاج إلى تحقيق وتأكيد. عليها أن تكمل التحقيقات وأن لا تتسرع بإعلانها".
حملت مليشيا "كتائب سيد الشهداء" الحكومة العراقية مسؤولية الحفاظ على أفراد تشكيلاتها، و"وجوب التصدي لحملات الاعتقال العشوائي"، وفقا لوصفها
واعتبر "الاعترافات وادعاء الشخص بأنه وجه من هذه الجهة أو تلك ليس بدليل، وقد يكون الأمر مدفوعاً من جهة معينة لخلق أزمة معينة"، مشدداً على أن "الكتائب أعلنت بشكل واضح أنها ليست وراء العملية، وهذا يكفي لبراءتها من القصف".
"ائتلاف دولة القانون"، بزعامة "نوري المالكي"، شكك في تلك الاعترافات، معتبراً أنها جاءت بـ"ضغط أميركي". وقال النائب عن الائتلاف حسين المالكي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لغاية الآن لا يوجد أي إثبات ضد أي فصيل مسلح بتنفيذ أي قصف على المنطقة الخضراء أو مطار بغداد أو أربيل، وأن أحداً من الفصائل لم يعترف بتلك الهجمات، والتحقيقات ما زالت جارية، وننتظر نتائجها".
وشكك المالكي في "نتائج التحقيق التي جرت في أربيل، ولا سيما أن واشنطن تتدخل في مجرياتها"، مشدداً بقوله: "نريد تحقيقاً عادلاً وحقيقياً لا يُبنى على أساس سياسي أو صراع محاور، وأن يتم تحديد الجهة المنفذة بشكل رسمي، وأن لا يكون مجرد اتهام فقط".
وحاز إعلان نتائج التحقيق في الهجوم اهتماماً شعبياً واسعاً في العراق.
وقال الخبير بالشأن لسياسي العراقي شاهو القرة داغي: "حكومة إقليم كردستان حددت الفاعل ونشرت الاعترافات، وأعلنت بوضوح أن الجهة التي تقف وراء العملية الإرهابية فصيل مليشياوي "كتائب سيد الشهداء" بدون أي تردد. متى ستقرر الحكومة العراقية التعامل بذات هذه الطريقة دون تردد ومكافحة المليشيات الإرهابية التي تقصف و تزعزع الأمن؟".
حكومة اقليم كردستان حددت الفاعل ونشرت الاعترافات و اعلنت بوضوح ان الجهة التي تقف وراء العملية الارهابية فصيل ميليشياوي "كتائب سيد الشهداء" بدون اي تردد.
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) March 3, 2021
متى سوف تقرر الحكومة العراقية التعامل بنفس هذه الطريقة دون تردد و مكافحة الميليشيات الارهابية التي تقصف و تزعزع الامن؟
فيما قال عمر الجنابي متسائلاً: ""كتائب سيد الشهداء" أحد تشكيلات "الحشد الشعبي"، يتزعمها "أبو آلاء الولائي"، الذي يترأس أيضاً قناتين تلفزيونيتين. يرفض جمهور "الحشد الشعبي" المساس بفصائل "الحشد"، في الوقت ذاته يطالب بدولة يحكمها القانون ولا تتبع للخارج!".
كتائب سيد الشهداء إحدى تشكيلات الحشد الشعبي، يتزعمها "أبو آلاء الولائي"، والذي يترأس أيضاً قناتين تلفزيونيتين.
— عمر الجنابي (@omartvsd) March 3, 2021
يرفض جمهور الحشد الشعبي المساس بفصائل الحشد، في الوقت ذاته يطالب بدولة يحكمها القانون ولا تتبع للخارج! #العراق