على نحو غير مألوف في الحملات الانتخابية العراقية، دخل العدوان على غزة ضمن حملات المرشحين والقوى السياسية العراقية لانتخابات مجالس المحافظات المقررة في الثامن عشر من الشهر المقبل، والتي يتنافس فيها أكثر من 200 حزب وكتلة سياسية مختلفة في عموم مدن البلاد.
ويصف مراقبون الأمر بأنه انعكاس طبيعي لاهتمام الشارع العراقي بمجريات الحرب على غزة، والجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين، ومطالبة القيادات الفاعلة في البلاد بعدم الاكتفاء بإطلاق البيانات المنددة والمستنكرة.
وتخللت المؤتمرات الانتخابية التي جرت في بغداد، وعدد غير قليل من محافظات ومدن البلاد، رفع الأعلام الفلسطينية وأوشحة وكوفيات فلسطينية ارتداها المرشحون للانتخابات خلال إلقاء كلماتهم.
ويقول الناشط السياسي محمد الشيخلي، لـ"العربي الجديد"، إنه "من غير المسبوق في العراق أن تكون في حملات الانتخابات شعارات وطروحات غير محلية"، مؤكداً أن تضمين المرشحين كلماتهم وحملاتهم بموضوع فلسطين وقضية غزة، يأتي بسبب "ما لمسوه من الشارع العراقي من اهتمام وتأثر كبيرين".
ويضيف الشيخلي: "فلسطين القضية التي توحد كلّ العراقيين بمختلف طوائفهم، والتفاعل الشعبي جعلها في صلب الحملات الانتخابية".
وفي بغداد، رفع أحد المرشحين للانتخابات العلم الفلسطيني إلى جانب صورته في فعالية للتعريف عن برنامجه الانتخابي، بينما أعلن آخر عن إلغاء مهرجان احتفالي ضمن حملته الانتخابية حداداً على ضحايا غزة.
ويقول المرشح للانتخابات المحلية في بغداد أحمد الدليمي لـ"العربي الجديد"، إن العدوان على غزة أنسى العراقيين هموم نقص الكهرباء والماء، وتراجع قيمة الدينار والغلاء والتضخم، وصار الموضوع الأول عراقياً"، ويضيف "أن تتبنى موقفاً مؤيداً للمقاومة الفلسطينية فهذا شرف لأي شخص، وموقف يُحسب له، بمعنى أن صاحب الموقف بحاجة لأن يدعم الفلسطيني أكثر من حاجة الفلسطينيين لهذا الموقف الذي يبقى معنوياً، في ظل انقطاع سبل إيصال الدعم والنصرة لهم"، وفقاً لقوله.
وحول ذلك، يقول الباحث بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي إن دخول قضية غير عراقية في الانتخابات العراقية "سابقة" في الانتخابات.
ويضيف متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن "شعارات المرشحين كانت تصب حول دعم المقاومة الفلسطينية، والاستعداد لإرسال مساعدات لهم، والدعوة للتظاهر ولعن الاحتلال، وهذه كلها لكسب تأييد الناخب الذي يتفاعل بشكل كبير مع أحداث فلسطين، أكثر حتى من قضايا مهمة في العراق".