أعلن زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، اليوم الخميس، مقاطعته الانتخابات العراقية المبكرة المقررة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مؤكداً سحب يده من الحكومتين الحالية والمقبلة.
ويعد تصريح الصدر تغيراً في موقف التيار إزاء الانتخابات والحكومة المقبلة، إذ سبق وأعلن التيار في تصريحات متتابعة "أحقيته" برئاسة الحكومة المقبلة، وأنه بدأ استعداداته للانتخابات تمهيداً للحصول على المنصب.
وعبّر الصدر، في كلمة له، عن أسفه على العراق "وهو أسير الكربات والفساد، وقد تكالب عليه من الداخل والخارج كل الجناة، الذين لم يبقوا في البلد إلا الخراب والذل والهوان".
واستطرد أن ّ"ما في العراق من ظلم وفساد لم يعد بالمقدور محوه أو تقليله فالكل تكالبوا على البلد، ولا أريد أن أكون معهم ولا منهم، فكلهم لا يريد إلا المال والسلطة والسلاح ولست من طلابه".
وقال إنه "حفاظاً على ما تبقى من الوطن الذي أحرقه الفاسدون ومازالوا يحرقونه، أعلن أنني لن أشترك في الانتخابات المقبلة، وأعلن عن سحب يدي عن كل المنتمين لهذه الحكومة الحالية وتلك اللاحقة، وإن كانوا يدعون الانتماء لنا آل الصدر".
واعتبر "الجميع إما قاصراً أو مقصراً أو يتبجح بالفساد، لكن الكل تحت طائلة الحساب"، داعياً الشعب إلى "مناصرة العراق ضد الفاسدين والتبعيين والمطبعين. وإياكم أن تبيعوا وطنكم لهم بأي ثمن".
كما حذر قائلاً "انتبهوا قبل أن يكون مصير العراق كمصير سورية وأفغانستان أو غيرها من الدول التي وقعت ضحية السياسات الداخلية والإقليمية والدولية".
وتابع "لست ممن يتنصل عن المسؤولية إلا أن ما يحدث في العراق هو ضمن مخطط شيطاني دولي لإذلال الشعب وتركيعه وإحراقه، خوفاً من وصول عشاق الإصلاح الذين سيزيلون الفساد"، مستدركاً "لكننا لن نركع لهم، فليأخذوا كل المناصب ويتركوا لنا الوطن".
وأعرب عن أمنياته بأن "يكون النجاح للانتخابات المقبلة ووصول الصالحين وتبعد الفاسدين. لكن هيهات".
ويجري ذلك وسط تشكيك أوساط سياسية بعدم إمكانية إجراء الانتخابات بموعدها المقرر، على الرغم من أن ّالحملة الدعائية للمرشحين بدأت رسمياً، وأن المفوضية العليا للانتخابات، أكدت استعدادها لإجرائها، رغم الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد منذ أسابيع.