العراق: السوداني يكشف إجراء مفاوضات مع واشنطن حول مغادرة قوات التحالف

09 سبتمبر 2023
كشف رئيس الوزراء العراقي عن تفاصيل زيارة وزير الدفاع في حكومته إلى واشنطن (Getty)
+ الخط -

كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء الجمعة، عن تفاصيل زيارة وزير الدفاع في حكومته ثابت العباسي إلى الولايات المتحدة الأميركية والتي جرت الشهر الماضي، مؤكدا أن الوزير بحث خروج القوات الأجنبية من العراق.

وزار وفد عسكري عراقي رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي، الشهر الماضي، وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وبحث جملة من المواضيع في مقدمتها العلاقة المستقبلية لتواجد التحالف الدولي، والتعاون الأمني الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، وتبادل الخبرات والمعلومات خاصة في الجانب الاستخباري في ملاحقة ما تبقى من عناصر "داعش"، وعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات مع المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين، بحسب بيان رسمي لوزارة الدفاع العراقية.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية في خبر لها، أن السوداني أكد مساء أمس الجمعة، خلال لقاء له في بغداد مع عدد من الصحافيين والإعلاميين الذين يمثلون وسائل إعلام إيرانية، أن "تواجد قوات التحالف الدولي في العراق منذ عام 2014 يعدّ من القضايا المهمة والحساسة التي يجب تحديد مصيرها اليوم"، مبيناً أن "القدرة الأمنية للعراق موجودة في الشرطة والجيش وقوات الحشد الشعبي، وما إلى ذلك، بحيث يمكن أن تضمن أمن البلاد".

وأكد أنه "يحق للحكومة، نيابة عن كافة المجموعات السياسية في العراق، بحث إزالة وجود التحالف الدولي وصياغة خطة من أجل ذلك"، مبينا أن "وزير الدفاع العراقي زار واشنطن لإجراء مفاوضات بشأن خروج القوات الأجنبية من العراق"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وبشأن ملف اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس قال السوداني، إن "الاستهداف كان انتهاكًا واضحا للسيادة العراقية، ونحن جادون في متابعة هذه القضية، وأن المتابعة القانونية لاغتيال سليماني والمهندس هي أحد المشاريع التي ينتهجها مجلس القضاء والحكومة العراقية"، مؤكدا في هذا السياق: "شكلنا لجنة بحضور مفتشين أمنيين يقدمون كافة المعلومات، ويتم إجراء العديد من المراسلات والزيارات في هذا المجال لتقديم المستندات في المحافل القانونية، وإننا ندعم بشكل كامل اللجنة القانونية الإيرانية العراقية المشتركة بشأن هذه القضية".

أولوية لإنهاء التواجد الأجنبي

من جهته، قال عضو الإطار التنسيقي عائد الهلالي لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة السوداني جادة بقضية حسم ملف التواجد الأجنبي في العراق، وهذا الملف يعد من الملفات الأولية للحكومة، وهذا الأمر متفق عليه، ما بين قادة الإطار التنسيقي ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني".

وبين الهلالي أن "السوداني وحكومته يعملان وفق الأطر القانونية والدبلوماسية لإنهاء أي تواجد أجنبي في العراق، وخصوصاً القوات الأميركية، التي تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا لأمن واستقرار العراق"، مبيناً أن "هناك دعما سياسيا وشعبيا كبيرا لخطوات الحكومة لإنهاء هذا التواجد، الذي أصبح غير مبرر ولا حجة له".

وأضاف عضو الإطار التنسيقي، أن "العراق ليس بحاجة لأي قوة أجنبية، وليس هناك إشكال في قضية استمرار عمل المستشارين الأمنيين للتحالف الدولي بهدف الاستشارة والتدريب حصراً وليس لأي مهام قتالية"، مشيراً إلى أن القوات العراقية "قادرة على حفظ الأمن والدفاع عن البلاد من أي اعتداء كان".

وشهدت الساحة العراقية حالة من الهدوء الأمني غير المسبوق بين الفصائل المسلحة الحليفة لإيران، والقوات الأميركية في العراق، بعد توقّف عمليات القصف واستهداف المصالح الأميركية منذ ما يقارب سنة.

وتُعَدّ فترة التهدئة هذه الأطول منذ مقتل قائد قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع يناير/ كانون الثاني 2020، وجاءت هذه التهدئة، التي لم تُعلَن رسمياً، بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني.

وقبل تشكيل حكومة السوداني في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت القواعد والمعسكرات التي تضم القوات الأميركية في العراق، تتعرض دائماً لعمليات قصف من قبل فصائل مسلحة تُعرّف عن نفسها بمصطلح "فصائل المقاومة الإسلامية"، بواسطة طائرات مسيّرة أو صواريخ كاتيوشا، إضافة إلى استهداف أرتال الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف الدولي.

وكان آخر هجوم صاروخي قد شهدته المنطقة الخضراء قد وقع في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، بصواريخ سقط عدد منها في محيط السفارة الأميركية، أعقب ذلك هجمات بعبوات ناسفة استهدفت ما تعرف بأرتال الدعم اللوجيستي التي تحمل معدات غير عسكرية لقوات التحالف في العراق، آخرها في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022.