من المرتقب أن يعقد "الإطار التنسيقي"، التحالف الحاكم في العراق، مساء اليوم الاثنين، اجتماعاً استثنائياً يجمع قياداته الرئيسة في بغداد، لبحث الأسماء المقدمة للترشح لرئاسة البرلمان العراقي، بدلاً من الرئيس المقال بقرار قضائي محمد الحلبوسي، وسط تأكيدات بالاتفاق على الإسراع بتسمية الرئيس الجديد.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد" فإن أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس البرلمان العراقي هم كل من: سالم العيساوي، وشعلان الكريم، وعبد الكريم عبطان، وفلاح زيدان، ومزاحم الخياط، وزياد الجنابي، ويحيى المحمدي.
وقال عضو تحالف "الإطار التنسيقي" عائد الهلالي، لـ"العربي الجديد"، إن "قادة الإطار التنسيقي سيعقدون اجتماعاً مهماً خلال الساعات المقبلة، بهدف مناقشة الأسماء المرشحة لرئاسة البرلمان والمقدمة لهم من قبل القوى العربية السنية"، قبل أن يستدرك بالقول: "وحتى اللحظة لا يوجد أي اتفاق على دعم مرشح واحد من الأسماء المرشحة".
وذكر الهلالي أنّ "هناك وجهات نظر مختلفة من قبل قوى الإطار التنسيقي بشأن الأسماء المرشحة، واجتماع اليوم يأتي من أجل تقريب وجهات النظر والسعي إلى الوصول لاتفاق بدعم الإطار لمرشح واحد أو مرشحين"، معتبراً أن "هذا الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في العمل السياسي".
وأضاف: "نعتقد أن حسم اختيار رئيس البرلمان الجديد، يحتاج إلى مزيد من الوقت، ولهذا نتوقع أن يتم ذلك بعد انتخابات مجالس المحافظات المؤمل أن تجري في 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي".
من جهته، قال النائب خالد المفرجي، المتحدث باسم حزب "السيادة" أبرز القوى العربية السياسية السنية، بزعامة خميس الخنجر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار إقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي وإنهاء عضويته من قبل المحكمة الاتحادية كان مفاجئاً، ولهذا لا توجد أي استعدادات سياسية لأمر كهذا، وكما هو معتاد فإن عملية اختيار رئيس البرلمان وكذلك الجمهورية والحكومة، تتطلب وقتاً، فهذا الأمر يخضع لتوافقات سياسية، ولن يتم تمرير أي من الرئاسات الثلاث بقوة طرف على حساب طرف آخر، بل يجب أن تتم العملية بالتوافق".
وأضاف المفرجي أنّ "الحوارات الجادة مستمرة ومتواصلة ما بين كل الأطراف السياسية السنية والشيعية وكذلك القوى الكردية، لكن لغاية هذه اللحظة لا اتفاق نهائياً على اسم رئيس البرلمان الجديد، لكن هناك رغبة حقيقية بحسم هذا الملف سريعاً، وهذا الأمر متوقف حالياً على مسار المفاوضات الجارية، وهي مفاوضات تسير حالياً ببطء".
وتابع المتحدث باسم حزب "السيادة": "نحتاج إلى يومين حتى نستطيع القول إن حسم اختيار رئيس البرلمان الجديد، سيكون قبل انتخابات مجالس المحافظات أو بعدها، فهذا متوقف حالياً على المفاوضات حتى ساعات متأخرة من كل ليلة، والحوارات تجري ما بين كل الأطراف، وهناك تراجع بحدة الخلافات".
في المقابل، قالت النائبة عن كتلة "تقدم" البرلمانية، نهال الشمري، في تصريح صحافي، أمس الأحد، إنه "جرى اتفاق ما بين الأطراف السياسية على تأجيل اختيار رئيس مجلس النواب الجديد إلى ما بعد انتخابات مجالس المحافظات، مع الإبقاء على الأسماء المرشحة نفسها".
وأضافت الشمري أن "خروج المنصب من حزب تقدم أمر ممكن، وهناك احتمالية بذلك، وهذا حسب الاتفاقات، كما أن حسم اختيار رئيس البرلمان سيكون مرتبطاً بشكل كبير بنتائج انتخابات مجالس المحافظات، ولهذا أجل الحسم إلى ما بعد الانتخابات".
وأرجأ البرلمان العراقي، الأربعاء الماضي، جلسة انتخاب رئيس جديد له حتى إشعار آخر، بسبب عدم التوافق على المرشح الجديد للمنصب.
وقضت المحكمة الاتحادية في العراق، في وقت سابق، بإنهاء عضوية الحلبوسي من البرلمان، على خلفية دعوى قضائية كان قد رفعها أحد البرلمانيين، اتهمه فيها بتزوير استقالته من البرلمان، بهدف ممارسة ضغوط عليه.