العراق: إعادة توزيع وحدات الجيش شماليّ بغداد وعمليات عسكرية في نينوى والأنبار

18 يونيو 2023
إعادة توزيع وحدات الجيش في الطارمية لمنع أي خروقات (Getty)
+ الخط -

أصدرت السلطات الأمنية العراقية، أمس السبت، توجيهات بإعادة انتشار وحدات الجيش في بلدة الطارمية، على المحور الشمالي للعاصمة بغداد، ضمن خطة لضبط أمن العاصمة ومنع تسجيل خروقات أمنية، فيما شنّت قوات أمنية مشتركة، فجر اليوم الأحد، عمليات عسكرية جديدة في محافظتي نينوى والأنبار، لملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وتُعَدّ بلدة الطارمية خاصرة العاصمة بغداد من محورها الشمالي، وهي من البلدات التي تواجه ضغوطاً وتضييقاً أمنياً أنهك الأهالي، وقد سجلت في البلدة خلال الفترات الأخيرة عمليات انتقامية من قبل فصائل مسلحة، على أعقاب أي عمل عنف، وتمثلت تلك العمليات الانتقامية بحملات اعتقال عشوائية طاولت العشرات من شباب البلدة، وانتشار للفصائل، وغير ذلك من عمليات التضييق.

وأثار الأهالي أخيراً مخاوف مما أسموها "الانعكاسات السلبية" للخطط الأمنية، التي من الممكن أن تستغلها بعض الفصائل لإرباك أمن البلدة، وطالبوا رئيس الوزراء بحصر إدارة الملف الأمني بيد القوات النظامية فقط.

وأمس السبت، تفقد نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن قيس المحمداوي، قاطع شماليّ بغداد، وعقد اجتماعاً موسعاً بحضور القادة والآمرين وممثلي الأجهزة الأمنية المختلفة وهيئات الركن بهدف إعادة توزيع وانتشار القطعات في القاطع، وتقييم الجهد الاستخباري والأمني.

وشدد على ضرورة أن "تكون الوحدات العسكرية على درجة عالية من الاستعداد والمتابعة للمعلومة والعمل بمهنية ووطنية عالية والتعاون مع أهالي الطارمية من أجل أن تكون منطقة آمنة، وطرد كل ما يوجد فيها من تنظيمات إرهابية أو عصابات الجريمة المنظمة".

المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة للجيش، اللواء تحسين الخفاجي، أكّد أن "الزيارة تهدف إلى استثمار نجاح القوات الأمنية في مجال مطاردة وملاحقة الإرهابيين، وخصوصاً في مناطق شمال بغداد، وبعد نجاح قتل والي الطارمية في تنظيم داعش"، مبيناً، في تصريح نقلته صحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأحد، أن "الزيارة تم خلالها إعادة توزيع وانتشار القوات الأمنية وتقييم الجهد الاستخباري والأمني في البلدة".

وأكّد أنه "أُعيد توزيع وحدات الجيش في الطارمية لمنع أي خروقات قد يستغلها عناصر التنظيم".

وتضمنت خطة توزيع الوحدات، الانتشار في الثغرات التي من الممكن أن يتسلل منها عناصر تنظيم "داعش" من خارج أسوار بغداد إلى البلدة، وقال ضابط في الجيش العراقي، في البلدة، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن "الخطة تركز على سد الثغرات التي حُدِّدَت سابقاً، والتي استطاع عناصر التنظيم استغلالها للتسلل وتنفيذ أعمال عنف".

وأكّد أن "إعادة الانتشار بحسب الحاجة الأمنية للبلدة، خطوة جيدة وتحظى بدعم الأهالي"، مشيراً إلى أن "البلدة مستقرة أمنياً نسبياً، إلا أنها تواجه أحياناً تضخيماً لأعمال العنف من قبل بعض الأطراف التي لها أجندات سياسية تريد من خلالها عكس صورة سلبية عن البلدة وأهلها، لتحقيق أجندات خاصة".

وشدد على أن "الوضع الأمني في البلدة لا يختلف عن مناطق بغداد الأخرى، إلا أن موقعها الجغرافي على حدود العاصمة يحتم الاهتمام الأمني فيها وتحديث الخطط العسكرية بشكل مستمر".

من جهتهم، أكّد أهالي البلدة ووجهاؤها تعاونهم التام مع قوات الجيش والأجهزة الأمنية، وقال الشيخ علي المشهداني، وهو أحد وجهاء الطارمية، إن "الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة، وإن الأهالي متعاونون جداً مع القوات الأمنية، وقد أثمر التعاون خلال الفترات السابقة إحباط أعمال عنف مختلفة، من خلال التعاون المعلوماتي بين الأهالي وقوات الأمن".

وشدد على "ضرورة استمرار انتشار وحدات الجيش، على اعتبار أن البلدة تعتبر خاصرة بغداد الشمالية".

على الصعيد الأمني ذاته، أفاد الجيش العراقي بانطلاق عملية أمنية واسعة انطلاقاً من جزيرة الحضر جنوب الموصل، وصولاً إلى الحدود الفاصلة مع محافظة صلاح الدين، ومن أربعة محاور، بهدف تجفيف منابع الإرهاب وفرض الأمن والاستقرار".

وأضاف البيان أن "عملية أمنيّة بالتزامن انطلقت من ستة محاور تستهدف مناطق غرب الأنبار والشريط الحدودي مع سورية والأردن والسعودية، والعملية الأمنية المشتركة تسير وفق أهداف محددة من ستة محاور، وتستمر لعدة أيام والتنسيق العالي بين جميع القطعات".

وبالتزامن مع العمليات العسكرية، انفجرت عبوة ناسفة جنوبيّ مدينة الموصل، على قطعات الجيش العراقي، أدت إلى إصابة منتسبين اثنين بجروح بالغة، بينهم ضابط برتبة ملازم، فيما انفجرت عبوة ناسفة أخرى بقوة من الجيش في أثناء فتحها طرقاً في جزيرة الصينية بمحافظة صلاح الدين، ما أدّى إلى مقتل جندي وإصابة آخر بجروح، بحسب مصادر أمنية لـ"العربي الجديد".

وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، قد أكّد قبل أيام تراجع هجمات عناصر "داعش" خلال الفترة الأخيرة، بشكل واضح، بفعل الضربات الجوية، مشيراً إلى أنّ أعداد عناصر التنظيم باتت قليلة جداً، وأنّ "الباقين يتحصنون في المناطق الجبلية والأماكن الوعرة الصعبة جغرافياً في أطراف محافظتي ديالى وكركوك وصحراء الأنبار وجنوب غرب نينوى".

وأجرت قيادة الجيش العراقي، مطلع الشهر المنصرم، مراجعة لخطط المرحلة المقبلة لـ"ملاحقة الجماعات الإرهابية وتضييق الخناق عليها"، محذرة من التراخي بتنفيذ الخطط.

وتخشى الحكومة العراقية من تراجع الملف الأمني ونتائجه على استقرار البلد. ووجّه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الشهر الماضي، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم وتحدّ من حركتهم.

المساهمون