مصادر عراقية لـ"العربي الجديد": أربيل توافق على إعادة سكان القرى العربية في الخازر وحسن شام
كشف مسؤولون سياسيون في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، عن تعهدات كردية بإعادة سكان القرى العربية في مناطق الخازر وحسن شام، المحاذية لحدود الإقليم مع محافظة نينوى، إلى مناطقهم، وذلك بعد نحو 7 سنوات من سيطرة قوات البشمركة الكردية عليها إثر استعادتها من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، بدعم من قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
وفي مايو/ أيار 2016 أعلنت قوات البشمركة انتهاء حملة عسكرية على مواقع لتنظيم "داعش" في منطقة الخازر المحاذية للحدود الإدارية لإقليم كردستان، شمالي العراق، والسيطرة على 15 قرية بالكامل تقطنها عشائر عربية مختلفة، أبرزها شمر وطي والحديديين والحمدانيين.
ويبلغ عدد سكان القرى مجتمعة نحو 10 آلاف شخص ما زالوا نازحين بمناطق مختلفة، بعضهم في مخيمات قريبة من قراهم.
ووفقاً لمصادر في إقليم كردستان العراق، فإن حكومة الإقليم تتجه لتنظيم آلية عودة سكان القرى العربية في الخازر خلال الأسابيع المقبلة. وأبلغ سياسي مقرب من الحكومة "العربي الجديد"، بأنّ قرار إعادة فتح القرى والسماح لأهلها بالعودة جاء بعد لقاء أجراه عدد من نواب محافظة نينوى مع رئيس "الحزب الديمقراطي" الحاكم في الإقليم مسعود بارزاني قبل يومين، ومطالبته بحل مشكلة القرى منزوعة السكان التي تسيطر عليها البشمركة.
وأوضح أنّ بارزاني أكد تلبية ذلك إلى جانب طلب تمديد فترة الإقامة المؤقتة للنازحين في الإقليم والتي تمنح لهم بشكل دوري من قبل قوات الأمن في الإقليم.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي شيروان الدوبرداني، في حديث مع "العربي الجديد"، تلك المعلومات، وقال في اتصال هاتفي إنّ التوجيه الصادر من قبل بارزاني هو "إعادة نازحي القرى العربية في مناطق الخازر وحسن شام والتي تعتبر ضمن ما يعرف بالحزام الأمني الموجود بين قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة التابعة للإقليم".
وأضاف الدوبرداني أنّ "لجنة مشكلة برئاسة القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني نوزاد هادي، بدأت العمل فعلياً في تدقيق ومراجعة أسماء العائلات التي ليس عليها أي مؤشر ارتباط بالإرهاب من قبل الأجهزة الأمنية، وصلت لقاءات عديدة مع بعض عوائل هذه القرى سواء الموجودة داخل إقليم كردستان أو في مخيمات النزوح، بغية البدء بعملية إعادتها".
لكنه استدرك بالقول "للتوضيح، هذه القرى البنى التحتية فيها متضررة ومدمرة تدميرا شبه كامل بسبب العمليات العسكرية أثناء معارك طرد داعش منها ولم تمتد إليها يد الإعمار حتى الآن، وبحسب ما سمعنا من أهالي هذه القرى فإنهم أبدوا استعدادهم لإعادة إعمار منازلهم حال عودتهم ومن أموالهم الخاصة وخلال بضعة أسابيع ستتم إعادتهم إلى قراهم ومنازلهم".
كما أشار النائب في البرلمان العراقي إلى موافقة سلطات الإقليم على تمديد فترة الإقامة الأمنية للنازحين من سكان محافظة نينوى الموجودين في الإقليم من شهر واحد إلى 3 أشهر ضمن تسهيلات جديدة تقدمها أربيل التي استضافت، خلال السنوات الماضية، أكثر من 3 ملايين نازح من سكان محافظات شمال البلاد وغربها.
في هذا الإطار، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي إنّ "عودة سكان القرى العربية إلى منازلهم تمثل خطوة إيجابية وإنسانية حيال ملف النازحين وبقرار سياسي".
وأضاف النعيمي أنّ "عودتهم فيها أمل أن تتشجع باقي قوى السلاح والقرار في العراق بإعادة سكان مناطق أخرى مبعدين عنها، خاصة في بابل وصلاح الدين والأنبار، لفتح صفحة جديدة وتجاوز آثار حقبة داعش، وما خلفته من مآس على مختلف المستويات".
ومنتصف شهر مايو/ أيار الماضي، أعلنت وزارة الهجرة العراقية في بغداد عن مباحثات مع وزير داخلية إقليم كردستان العراق ريبر أحمد، تتعلق بإعادة نازحي الخازر وحسن شام إلى مناطقهم الأصلية. وذكرت، في بيان، أنّ "اتفاقاً تم يقضي بتشكيل لجنة بين وزارة الهجرة والحكومة المحلية في إقليم كردستان من أجل إعادة النازحين وإنهاء معاناتهم".