العاهل المغربي: المغرب والجزائر توأمان والوضع الحالي لعلاقاتنا لا يرضينا

01 اغسطس 2021
الملك محمد السادس: قناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين (فرانس برس)
+ الخط -

وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، السبت، دعوة جديدة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لـ"العمل معاً، في أقرب وقت يراه مناسباً، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، وذلك في مبادرة جديدة لطي صفحة التوتر الذي اشتد في الأسابيع الماضية.

وقال العاهل المغربي في خطاب بمناسبة عيد جلوسه على العرش، ليل السبت، إن المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين، إنهما توأمان متكاملان، معتبراً أن "الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول".

وتابع: "قناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بلدين جارين، وشعبين شقيقين، لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية، بما في ذلك معاهدة مراكش التأسيسية لاتحاد المغرب العربي، التي تنص على حرية تنقل الأشخاص، وانتقال الخدمات والسلع ورؤوس الأموال بين دوله. 

وأضاف الملك محمد السادس: "ليس هناك أي منطق معقول يمكن أن يفسر الوضع الحالي، لا سيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود أصبحت متجاوزة، ولم يعد لها اليوم أي مبرر مقبول".

واعتبر أن "الحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام من أطروحات مغلوطة بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات".

إلى ذلك، كان لافتاً حرص العاهل المغربي على بعث رسائل طمأنة إلى القادة الجزائريين، وقال: "أؤكد هنا لأشقائنا في الجزائر أن الشر والمشاكل لن تأتيكم أبدا من المغرب، كما لن یأتیکم منه أي خطر أو تهديد؛ لأن ما يمسكم يمسنا، وما يصيبكم يضرنا"، موضحا أن المغرب والجزائر، يعانيان معاً من مشاكل الهجرة والتهريب والمخدرات والاتجار بالبشر.

وعبر الملك محمد السادس عن أسفه جراء التوترات الإعلامية والدبلوماسية التي تعرفها العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين، وتترك انطباعا سلبيا، داعيا إلى "تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف، الذي يضيع طاقات بلدينا، ويتنافى مع روابط المحبة والإخاء بين شعبينا".

ولا تكاد العلاقات الجزائرية المغربية تتلمّس طريقاً لحلّ الخلافات بين البلدين حتى تعيد التصريحات السياسية الأزمة إلى نقطة بداية الخلاف الحاد. ويشكل ملف الصحراء أبرز القضايا الخلافية بين الجزائر والمغرب، إذ تتهم الرباط الجزائر بتقديم الدعم لـ"جبهة البوليساريو" الانفصالية، فيما تعتبر الجزائر القضية مسألة أممية. 

ولم تؤدّ دعوة العاهل المغربي محمد السادس التي تضمنتها برقية التهنئة التي وجهها إلى الرئيس الجزائري، في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى "فتح صفحة جديدة" في العلاقات بين بلاده والجزائر وطي صفحة الخلافات، وإلى تحسّن العلاقات بين الدولتين الجارتين.

وكان اتهام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في فبراير/شباط الماضي، ما سماه اللوبي المغربي – الفرنسي بعرقلة تطور العلاقات بين الجزائر وباريس والحد من كل المبادرات خدمة لمصالح الرباط، قد ألقى بظلاله كذلك على العلاقات بين الدولتين.

وعلى امتداد الأشهر الماضية، أدخلت التصريحات السياسية العلاقات بين البلدين إلى مرحلة الأزمة، على خلفية موقف الجزائر من فتح دول أفريقية قنصليات لها في العيون والداخلة، أكبر مدن الصحراء، ومن تأمين الجيش المغربي معبر الكركرات الحدودي الفاصل بين المغرب وموريتانيا.

كما أدخلت دعوة السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال، خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو/تموز الماضي، إلى "استقلال شعب القبائل" في الجزائر، في رد على إعلان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة دعم حق تقرير مصير سكان الصحراء، في أزمة جديدة بعد قرار الجزائر استدعاء سفيرها بالرباط.

المساهمون