العاهل البريطاني تشارلز الثالث يعين أول رئيس وزراء في عهده

25 أكتوبر 2022
سلم الملك تشارلز الثالث سوناك مهامه في ظرف عصيب (جونثان برادي/Getty)
+ الخط -

بعد فوزه في رئاسة حزب المحافظين، التقى ريشي سوناك، اليوم الثلاثاء، الملك تشارلز الثالث الذي كلفه رسمياً بتشكيل الحكومة الجديدة، ليصبح بذلك ثالث رئيس للحكومة البريطانية خلال شهرين، في بلد يعاني من عدم استقرار غير مسبوق وأزمة اجتماعية عميقة.

وهذه المرة الأولى التي يسمّي فيها الملك تشالز الثالث رئيساً للحكومة. فقد سُميت رئيسة الحكومة المستقيلة ليز تراس من قبل الملكة إليزابيث الثانية في السادس من سبتمبر/أيلول في قصر بلمورال الاسكتلندي. ثمّ توفّيت الملكة بعد ذلك بيومين.

وتُلقي ليز تراس، التي قدّمت استقالتها الخميس بعد 44 يوماً على تسلّمها منصبها، آخر خطاب لها أمام مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت عند حوالى الساعة العاشرة والربع (9:15 بتوقيت غرينتش) ثمّ تتوجه إلى قصر باكنغهام حيث ستُسلّم استقالتها للملك. بعد ذلك، يستقبل تشالز الثالث ريشي سوناك، على أن يتوجه بعدها إلى داونينغ ستريت حيث سيلقي خطاباً عند حوالى الساعة 11:35 (10:35 بتوقيت غرينتش).

وبذلك، يدخل سوناك البالغ 42 عاماً التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير حكومة المملكة المتحدة. وهو حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتادة للنخبة البريطانية.

وبعد فوزه داخل حزب المحافظين الإثنين، وعد سوناك بـ"الاستقرار والوحدة". وقال إنّ "جمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى"، مضيفاً أنّ "المملكة المتحدة دولة عظيمة، لكن لا شكّ في أننا نواجه تحدّياً اقتصادياً عميقاً".

وسيصبح سوناك رئيساً للحكومة في بلد يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. فقد تخطّى التضخّم معدّل 10%، وهو الأعلى بين دول مجموعة السبع. ويأتي ذلك فيما لا تزال أسعار الطاقة آخذة في الارتفاع، وكذلك أسعار المواد الغذائية، وفي الوقت الذي تحوم فيه مخاطر الركود. وسيتعيّن على سوناك تهدئة الأسواق التي اهتزّت بسبب إعلانات ميزانية حكومة ليز تراس في نهاية سبتمبر/ أيلول، والتي أُلغيت معظم أجزائها في سياق اتخذ منحى كارثياً.

ويصل سوناك إلى السلطة خلال مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار. وهو خامس رئيس للحكومة البريطانية منذ العام 2016، عندما اختارت البلاد الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاءٍ أُجري حينها.

مناصرو بريكست

سيترأس سوناك حزب المحافظين الذي يشهد انقسامات عميقة بعد 12 عاماً على وجوده في السلطة. وحذّر النواب في معسكره من أنه يجب عليهم "الاتحاد أو الموت"، في ظلّ تحقيق المعارضة العمّالية تقدّماً في استطلاعات الرأي قبل عامين من الانتخابات العامّة.

وحلّ هذا التحذير على الصفحات الأولى من الصحف اليومية البريطانية. فقد أشادت "ذي ديلي ميل" بـ"حقبة جديدة"، بينما قالت "ذا صن": "عسى أن تكون القوة معك ريشي"، واضعة سيفاً ضوئياً في يد هذا المشجِّع الكبير لسلسلة "حرب النجوم".

واستبعد سوناك انتخابات مبكرة يطالب بها حزب "العمّال". ولكن وفقاً لاستطلاع أجرته شركة "إيبسوس" الإثنين، فقد أعرب 62% من الناخبين عن رغبتهم في إجراء مثل هذه الانتخابات قبل نهاية العام 2022.

كذلك، أفاد استطلاع أجراه مركز "يوغوف" بأنّ 38% فقط من البريطانيين راضون عن تبوّؤ ريشي سوناك رئاسة الحكومة.

وسيتعيّن على هذا المؤيّد لـ"بريكست" والذي ينظر إليه على أنه براغماتي، تشكيل حكومة بسرعة من أجل منح ضمانات للأسواق وإرضاء المجموعات المكوِّنة لغالبيته، في ظلّ مخاطر مواجهة مصير ليز تراس. كذلك، سيتعيّن عليه شرح نواياه خصوصاً أنه لم يتحدّث عنها خلال الحملة السريعة لرئاسة حزب المحافظين التي بدأت الخميس.

فقد فاز سوناك من دون برنامج أو تصويت من الأعضاء، بعد تخلّي رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردنت في التأهّل.

وخلال الحملة الانتخابية السابقة التي جرت في الصيف، والتي خسر خلالها أمام ليز تراس، شدّد وزير المال السابق (2020-2022) على ضرورة محاربة التضخّم واصفاً وعود تراس بخفض الضرائب بـ"الحكاية الخيالية".

وفي ما يتعلّق بالهجرة، أعرب سوناك عن تأييده البرنامج المثير للجدل، والمتمثّل في إرسال المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة إلى رواندا. ومع ذلك، تجرى حظر هذا المشروع في المحكمة.

والإثنين، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن اختيار ريشي سوناك كأول رئيس وزراء غير أبيض لبريطانيا بأنه إنجاز "رائد".

وهنّأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الإثنين، سوناك، مشدّداً على ضرورة إعادة "الاستقرار" إلى المملكة المتحدة.

بدوره، هنّأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعيم حزب المحافظين الجديد، مرحّباً بوجود هذا "الجسر الحي" مع بلاده والذي يشكله هنود المملكة المتحدة، "في الوقت الذي نقوم فيه بتحويل روابطنا التاريخية إلى شراكة حديثة".

(فرانس برس)

المساهمون