العاهل الأردني في جولة أوروبية: ماذا يحمل في حقيبته الدبلوماسية؟ 

14 أكتوبر 2023
يتوقع أن يضع الملك الأزمة الإنسانية في القطاع في إطار أوسع بحثاً عن حل سياسي (الأناضول)
+ الخط -

غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني العاصمة عمان، اليوم السبت، في جولة أوروبية لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة، تشمل بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وعلى جدول أعماله الأوضاع المتدهورة في غزة، وضرورة "تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين".

ويلتقي ملك الأردن في لندن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، كما يجتمع في روما برئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وفي برلين، يلتقي بشكل منفصل كلاً من، الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار الألماني أولاف شولتز، وعدداً من المسؤولين، ويختتم جولته في باريس بلقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين أيمن الصفدي في تصريحات صحافية، اليوم السبت، إن العاهل الأردني يبدأ اليوم جولة أوروبية، هدفها الرئيس حشد موقف دولي يدفع باتجاه وقف الحرب على غزة، وإيصال المساعدات إلى القطاع، وضمان سلامة المدنيين في القطاع، متحدثاً عن "جهد أردني على مدار الساعة" يقوده الملك لوقف هذه الحرب. 

وأضاف أن الأردن "على اتصال مع كل القوى الدولية الفاعلة، وبالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين والعرب، من أجل وقف هذه الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع، والحؤول دون دفع المنطقة برمتها نحو جحيم التصعيد والحرب".

وقال الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، نضال الطعاني، إن ملك الأردن "يتمتع برؤية سياسية واضحة لمشاكل المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويقوم بدور إيجابي في هذا الإطار".

ورأى أن العاهل الأردني قادر على نقل "الصورة الحقيقية لما يتعرض له الأهل في غزة وفلسطين من ظلم، والتحديات الإنسانية هناك إلى أوروبا"، بحكم "علاقاته القوية" على الساحة الدولية "وهو قادر على المخاطبة بمنطق يعرض خلاله واقع الأحداث بصورة شمولية غير مجتزئة"، مبيناً أن الخطاب الأردني هو "خطاب إسلامي وسطي، يلقى قبولاً لدى الرأي العام الأوروبي"، متوقعاً أن يتمكن الأردن من "التأثير في التوجهات الأوروبية تجاه ما تشهده المنطقة من أحداث خاصة في قطاع غزة".

وقال إن الملك عبد الله سيركز خلال جولته على "ضرورة فتح ممرات وطرق آمنة لإيصال المساعدات الإغاثية الإنسانية والطبية، ومحاولة وقف التصعيد الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية على القطاع، خاصة أنه في حال غياب الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية ستكون هناك ارتدادات على أمن المنطقة، ومعركة إقليمية ستكتوي بنارها حتى الدول الأوروبية".

وقال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، لـ"العربي الجديد"، إن "الاتجاه العام العالمي هو إنهاء التهديد الذي يمثله قطاع غزة بما يشمل إزالة حماس، وهو ما ظهر في تصريحات الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس جو بايدن ووزيري الخارجية والدفاع، والحديث عن حق إسرائيل بالدفاع عن النفس، واعتبار أن الحرب ضرورية لإنهاء (الإرهاب) الذي تمثله حماس، على حد وصفهم، بالنسبة للغرب".

وأضاف أن أغلب الدول الغربية تنظر إلى هذه الحرب على أنها مبررة، و"هذا متفق عليه أوروبياً وأميركياً، وفيما يتعلق بالموقف الروسي، فإنه مختلف، لكن من يصنع القرار الدولي في هذا العالم هو الغرب". مشيراً إلى أن الهامش الذي تتحرك به الأردن هو "الدور الدبلوماسي فقط"، وهو دور مبني على أن "المشكلة ليست في هجمات حماس بالدرجة الأولى، بل بالصراع العربي الإسرائيلي، والرؤية الأردنية بالحل تتلخص بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الـ 4 من يونيو/حزيران 1976، وعاصمتها القدس. وهو ما كرره الملك في اجتماعات الأمم المتحدة والمحافل الدولية".

وتابع أن وجهة النظر السائدة تجاه قطاع غزة في العالم الغربي هي وجهة النظر الإسرائيلية، فقد "استطاعت تل أبيب وبغفلة السيطرة برؤيتها على وسائل الإعلام الغربية، فتبنى الغرب مغالطاتها كقطع رؤوس الأطفال، التي تراجع البيت الأبيض عن تأييدها لاحقاً"، ورأى في "قتل صحافيين في وسائل إعلام، منها (رويترز)، ما قد يكشف لأوروبا جزءاً من الحقائق، وأن الواقع ليس كما ترسمه إسرائيل، فهناك صورة من الجانب الآخر مختلفة للوضع".
 
وبين أن الملك "سيذهب إلى أوروبا للحديث بالسيناريو التالي: حماية المدنيين، وفتح المعابر والحدود أمام المساعدات الإنسانية والأغذية وهو الإطار العام، لكن الإطار الأوسع سيكون التأكيد على أن هذا الصراع يحتاج إلى حل سياسي، وليس إنسانياً، وهذا الصراع بين غزة ودول الاحتلال شهد 5 جولات سابقة وهذه السادسة، كلها تعكس المشكلة نفسها: أنه لا حلول، والأفق السياسي الإسرائيلي مسدود في ظل سيطرة اليمين على الحكومة".

ونوه بأن الأردن يخشى من سيناريو "التهجير القسري" على الحدود المصرية الذي تسعى إليه إسرائيل، وتكراره في الضفة الغربية، "الأمور ستصبح كارثية والأردن لا يتحمل مهاجرين جدداً"، وفي ظنه أن "كشف الوضع والمأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع، خاصة مع بدء وصول الصور للغرب حول قتل الأطفال، والعدد الكبير من الوفيات وقصف المستشفيات، يضعف القوة الأخلاقية التي ادّعتها إسرائيل للحرب، وهو ما قد ينعكس على نتائج جولة الملك الخارجية".
 

المساهمون