قال نائب رئيس حركة "فتح" الفلسطينية محمود العالول، موجهاً خطابه إلى حشد من الحركة على دوار المنارة في مركز مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، مساء السبت، إنّ أنصار الحركة يخرجون إلى الميدان لإرسال رسالتهم وليحددوا موقفهم، قائلاً: "كنا تحدثنا عنها سابقاً وقلنا للجميع؛ نرجوكم ألا يستفز أحدكم فتح، وإذا استفززتم فتح فإنها لن ترحم أحداً".
واستدرك العالول بالقول إنه "ورغم ذلك فإنّ فتح تخرج لترسل رسالة أساسية، مفادها بأنّ الشعب وفتح جاهزون من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي يعيشها، والتي لها علاقة بمواجهة الاحتلال، وهي التحدي الأول والمعركة الأساسية التي يُجمع عليها الفتحاويون".
لكنه تساءل: "إلى أين يأخذنا الآخرون؟ نحن لسنا راغبين بمعارك وصراعات ثانوية، عليكم أن تصحوا لذلك".
ووجه العالول رسالة إلى من سمّاهم "الآخرين" في إشارة إلى الأحداث الداخلية التي رافقت مسيرات التنديد بمقتل المعارض نزار بنات؛ وقال: "أيها الآخرون الذين تأخذوننا باتجاه صراع ثانوي، إلى أين أنتم ذاهبون؟ أليس هذا لمصلحة الاحتلال؟ ونحن نخوض معركة ضده، أليس في هذا راحة للاحتلال؟".
وتابع العالول أنّ "فتح" لن تعادي أحداً وهي مع التعددية والرأي الآخر، لكنه قال: "أيضاً لدينا القدرة على التمييز ما بين من يعارضنا ونحترمه ونستمع لرأيه ونناقشه، وبين من ربما يعمل لمصالح أخرى ضد الشعب الفلسطيني؛ علينا أن نراه جيداً"، وقال إنّ "فتح وتنظيمها خُلقا من أجل فلسطين وخدمة الشعب الفلسطيني، ووجدت الأجهزة الأمنية بعقيدة وطنية".
وتابع في رسالته: "نرجو من البعض أن يفكر جيداً، لأن فتح مضطرة لأن تحمي حلم الشهداء، وأن تحمي مسيرتنا النضالية، ولن نسمح لأحد بأن يخرجها عن ذلك، هذه دعوة من فتح للكل، وللبعض نقول لهم أوقفوا هذه المهاترات، وأهلاً وسهلاً بكم من أجل نقاش حوار موحد".
وتجمّع الآلاف، مساء السبت، على دوار المنارة وسط مدينة رام الله بعد دعوة من حركة "فتح" لـ"مبايعة" الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واحتفالاً بانتصار الأسير المحرر الغضنفر أبو عطوان، بعد إنهاء الاعتقال الإداري بحقه إثر إضرابه عن الطعام الذي استمر 65 يوماً.
وتخلل فعاليات حركة "فتح" في رام الله إطلاق نار من أماكن متفرقة حول مكان الاعتصام، وبعضها من بين المشاركين في الفعاليات.
ورفعت رايات حركة "فتح" وأعلام فلسطين، وكتب على بعضها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فيما رفع عدد من المشاركين صور عباس، وهتفوا لعباس بالقول: "يا أبو مازن لا تعبس بدك عسكر بنلبس"، "من القدس التحية للقيادة الشرعية"، وهتافات تحيي الرئيس الراحل ياسر عرفات، مثل: "طلقة وطلقة ونار بنار يرحم روحك أبو عمار"، وللوحدة الوطنية والقدس والأقصى، وهتافات تحيي حركة فتح ونائب رئيسها محمود العالول: "يا أبو جهاد سير سير واحنا وراك للتحرير".
وبعد وقفة على دوار المنارة خرج المشاركون في مسيرة جابت شوارع رام الله، قبل أن يتوجه جزء منها باتجاه مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية) وتمنعه الأجهزة الأمنية من إكمال مسيره باتجاه المقاطعة بسلسلة بشرية من رجال الأمن.
وتأتي المسيرة وسط احتقان كبير في الشارع الفلسطيني إثر مقتل المعارض والمرشح السابق للمجلس التشريعي نزار بنات، في 24 يونيو/ حزيران الماضي، أثناء اعتقال أجهزة الأمن له في الخليل جنوبي الضفة، فيما أظهر تقرير التشريح الذي أعلنته مؤسسات حقوقية وتقرير لجنة التحقيق التي شكّلتها السلطة الفلسطينية أن وفاته غير طبيعية، كما أظهر تقرير التشريح أنه تعرض للضرب في كافة أنحاء جسده.
وخرج في الضفة الغربية منذ ذلك الحين عدد من التظاهرات، التي هتف فيها المشاركون ضد الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية، وبعضها هتف مطالباً برحيل عباس والسلطة الفلسطينية، فيما تم قمع عدد من المسيرات وفضها، إما من قبل أجهزة الأمن بالزي الرسمي أو من قبل أفراد أمن بالزي المدني.