تعهدت حركتا "فتح" و"حماس" الفلسطينيتان، اليوم الخميس، "بالوحدة" ضد مخطط الاحتلال لضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وطالب نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، صالح العاروري، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، في مؤتمر صحافي مشترك، في سابقة من نوعها منذ سنوات جمعت بين قياديين من الحركتين لأمر لا يتعلق بملف الانقسام؛ بضرورة بلورة رؤية استراتيجية موحدة لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية.
وقال العاروري في كلمة عبر "الفيديو كونفرنس" من بيروت، إنّ "الضفة الغربية هي ساحة المعركة ضد مخطط الضم الإسرائيلي، وقطاع غزة جاهز بكل الوسائل وكتائب القسّام أعلنت قبل أيام أن الضم هو إعلان حرب".
وأكّد أنه "إذا استطاع الكيان الإسرائيلي تمرير مخطط الضم على جزء من الضفة الغربية فهذا يعني أن مسلسل الضم سيستمر".
وأضاف "إذا بدأ الضم وسيطر الاحتلال على القدس والأغوار والكتل الاستيطانية وعلى الطرق، فستُفتح الشهية لضم المزيد من أراضي الضفة".
مؤتمر صحافي مشترك بين جِبْرِيل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة #فتح مع صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة #حماس مجرد مؤتمر شكلي أم بداية لمرحلة جديدة في العلاقات؟ pic.twitter.com/gckmDBMa7r
— Shireen AbuAqla (@ShireenNasri) July 2, 2020
وأشار العاروري إلى أن الاحتلال سينتقل بعد تنفيذ الضم إلى التفكير في معالجة موضوع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي يُعرف بسوابقه في التهجير والترحيل.
وتابع "سيبدأ الاحتلال بالضغط على السكان في الوضع المعيشي والأمني ويفتح لهم باب الهجرة لأماكن أكثر استقراراً لترحيلهم من الضفة".
وبين أن الاحتلال يعتبر أن الضفة الغربية "أرض الميعاد"، "وهم مستعدون للذهاب إلى خيارات خطيرة".
وقال: "فُرض علينا أن نواجه هذه المخططات، ولا يسعنا أن نسكت أو نمرر أو نتعايش مع هذا الواقع بأي حال من الأحوال".
وعد العاروري خطوة الضم إلغاءً للحل السياسي بقيام دولتين، "لأنه لا يمكن بهذا المشروع إنشاء دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس".
وأشار إلى أنه "لا يمكن لأي من القوى الوطنية أن تقبل حلولًا وسط في الخيارات المطروحة من الاحتلال والإدارة الأميركية".
ودعا العاروري إلى الوقوف وقفة حقيقية وصادقة للتصدي لمشروع الضم وإفشاله، مشيراً إلى أنه "قد سبق وفعلنا، ونستطيع أن نكرر ذلك".
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس": "لم نكن نحن وفتح مختلفين على مواجهة الاحتلال والتصدي لمخططاته، حتى عندما كنا على خلاف".
وأضاف "علينا تجميد خلافاتنا ولا نتوقف عندها لمصلحة اتفاق استراتيجي وجوهري في التناقض الوجودي مع الاحتلال".
وأوضح العاروري أن "التجربة تقول إن العمل المشترك في الانتفاضتين الأولى والثانية نجح في إفشال مخططات الاحتلال"، مبينًا أنه "عندما عملنا معاً فرضنا على الاحتلال التراجع والتنازل".
ووجّه رسالة لقواعد "حماس" و"فتح" وشعبنا بقوله: "يجب أن نعمل معاً في كل المواقع. لا تنتظروا تعليمات تفصيلية ومباشرة، نحن في هذا المؤتمر نقول على الجميع أن ينخرط في العمل المشترك لمواجهة مشروع الضم".
وطالب بضرورة انخراط الجميع في العمل المشترك بمواجهة مشروع الضم، والدفاع عن شعبنا، مؤكداً أن حركته ستمارس كل أنواع النضال والمقاومة ضد مشروع الضم.
وأيد خطوات قيادة السلطة والمنظمة السياسية والقانونية والدبلوماسية كافة لمواجهة خطة الضم.
وقال العاروري: "نحن معاً نعمل على استقطاب كل قوى أمتنا الرسمية والشعبية والبرلمانية للوقوف صفاً واحداً مع فلسطين في مواجهة هذا المشروع".
صفحة جديدة
بدوره، قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب من رام الله "نريد فتح صفحة جديدة مع حماس وتقديم نموذج للشعب الفلسطيني، وهناك حديث هادئ ومُتزن مع حماس وبه وصلنا إلى هذه المرحلة"، مؤكداً: "نريد فتح صفحة جديدة مع حماس وعمر الدم ما بصير ميّ".
وأضاف: "الشعب ينتظر منا أن يكون هذا اللقاء انطلاقة باتجاه مسار تحقيق الوحدة الوطنية، واليوم نريد أن نخرج بصوت واحد وتحت علم واحد من جميع فصائل العمل الوطني، وحركة حماس شريك لنا وجزء أصيل من الشعب الفلسطيني."
وتابع: "ندعو محيطنا الإقليمي إلى الوقوف مع القضية الفلسطينية المركزية، ونقول للعمق الإقليمي إننا ندافع عن مقدساتكم وواجبكم أن تقفوا مع فصائل العمل الوطني الفلسطيني وهذا حق لنا عليكم".
وأشار الرجوب إلى أنه: "نحن اليوم سنخرج بصوت واحد وتحت علم واحد ونعمل على بناء رؤية استراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات في ما يتعلق بقيادة الشارع بمشاركة كل الفصائل بعيداً عن التناقضات والترسبات في العلاقة، نحن سنفتح صفحة جديدة وسنقدم نموذجا لشعبنا وأسرانا والشهداء".
وأكد أن حركته ستعمل على تطوير كل الآليات مع حركة "حماس" لتحقق وحدة الشعب الفلسطيني، وقال: "مصيرنا واحد وقيادتنا واحدة تأتي عبر آليات ديمقراطية ونحترم نتائجها، على ألا نعود للماضي وترسباته ونفتح صفحة جديدة".