الصين تعزز علاقاتها مع روسيا: الأعين على توسيع بريكس

11 سبتمبر 2024
وانغ يي في فيتنام، 25 يوليو 2024 (ساي أونغ ماين/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة وزير خارجية الصين لروسيا**: يزور وانغ يي روسيا للمشاركة في اجتماع بريكس الـ14 للأمنيين ومستشاري الأمن الوطني، بدعوة من سيرغي شويغو، لمناقشة الوضع الأمني الدولي والقضايا الإقليمية.

- **تعزيز العلاقات الصينية-الروسية**: تهدف الزيارة لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق لقمة بريكس المقبلة في كازان، مع الاحتفال بالذكرى الـ75 للعلاقات الدبلوماسية، وتزامنها مع مناورات بحرية وجوية مشتركة.

- **أهمية بريكس**: تسعى الصين وروسيا لتعزيز بريكس كمنصة للتعاون بين الدول النامية، مناقشة توسيع العضوية، تطوير الآلية، والتنسيق بشأن الأزمة الأوكرانية ومبادرات السلام.

يبدأ وزير خارجية الصين وانغ يي، زيارة رسمية لروسيا، اليوم الأربعاء، تستمر يومين، وذلك للمشاركة في الاجتماع الـ14 لكبار المسؤولين الأمنيين ومستشاري الأمن الوطني في مجموعة بريكس في سانت بطرسبرغ، وهو اجتماع يناقش الشؤون الأمنية للدول الأعضاء في المجموعة. وكان آخر اجتماع لممثلي الشؤون الأمنية لدول بريكس قد عُقد في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا في يوليو/تموز 2023.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في إحاطة صحافية الاثنين الماضي، إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، وإن الصين ستتبادل خلال الاجتماع وجهات النظر مع شركائها في بريكس حول الوضع الأمني الدولي الحالي والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، وبحث الاستعدادات السياسية للاجتماع السادس عشر لقادة بريكس.

لين وي: الصين وروسيا ستسعيان للتنسيق لتعزيز نجاح قمة بريكس

وأضافت أن عالم اليوم متشابك بالأحداث، كذلك فإن التحديات الأمنية المختلفة معقدة وشديدة، موضحة أنها باعتبارها منصة مهمة للتعاون بين الدول النامية، فإن مجموعة بريكس تلتزم دائماً حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة وممارسة التعددية وتعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلاً ومنطقية. ولفتت إلى أن الصين تتطلع إلى العمل مع شركائها في بريكس لتوطيد الشراكة الاستراتيجية وزيادة إثراء مفهوم التعاون بين أعضاء المجموعة في المجال السياسي والأمني، وضخ زخم جديد والمساهمة بنشاط في الحفاظ على السلام والأمن العالميين.

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الحالي أن بكين مستعدة للارتقاء بالعلاقات مع موسكو إلى مستوى جديد، وتعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين. ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فضلاً عن افتتاح أعوام الثقافة بين الصين وروسيا. وتأتي زيارة وانغ يي قبل قمة بريكس المهمة في كازان الشهر المقبل، التي من المتوقع أن يحضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد في وقت سابق مشاركة نظيره الصيني في القمة التي ستعقد في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث تنعقد في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لإقامة تحالفات أقوى وسط العقوبات الغربية الثقيلة في أعقاب غزوها لأوكرانيا عام 2022.

الصين حليف حاسم لروسيا

ولطالما كانت الصين حليفاً حاسماً لروسيا، حيث عززت الدولتان، اللتان أعلنتا شراكة "بلا حدود" قبل الصراع في أوكرانيا، تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والدبلوماسية. والشهر الماضي، أشاد بوتين بالعلاقات الاقتصادية المتنامية مع الصين خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ. وحول أبرز ملفات الزيارة، قال الباحث في معهد جيانغ شي للدراسات السياسية لين وي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه لا يمكن تناول زيارة وانغ يي لروسيا بمعزل عن الترتيبات المتعلقة بقمة بريكس المقبلة، وإن كانت تندرج في إطار أمني. وأضاف أن الصين وروسيا ستسعيان للتنسيق الوثيق من أجل تعزيز نجاح القمة في ظل التحديات المشتركة، واعتبار أن بريكس منصة مهمة لدول الجنوب العالمي ورأس حربة في الصراع القائم بين قوة تدعو إلى التعددية، وأخرى تحاول تكريس الهيمنة والأحادية القطبية.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وأشار إلى أن عقلية الحرب الباردة أدت إلى تآكل سلطة الآليات متعددة الأطراف في ظل تسييس القضايا الاقتصادية وتزايد العقوبات الأحادية، وبالتالي يجب على بريكس اتخاذ زمام المبادرة وتحمّل المسؤوليات الكبيرة المنوطة بها. ولفت إلى أن ذلك يستدعي تحويل بريكس إلى آلية تعاون متعددة الأطراف تعتمد على الدول النامية، إلى جانب تعزيز التأثير السياسي للمجموعة، بما يعزز الثقة بالتعددية، وإظهار القدرة على الحفاظ على السلام والأمن، ولعب دور أكبر لتسوية النزاعات السياسية والقضايا الساخنة، وهي قضايا ستكون حاضرة على أجندة المسؤولين الأمنيين ومستشاري الأمن الوطني في مجموعة بريكس في سانت بطرسبرغ، حسب قوله.

جيانغ لي: البلدان عززا التبادلات الثنائية على جميع المستويات

وأشار لين وي إلى التنسيق المتبادل بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال إن الصين لا تزال تتمسك بموقفها الداعي إلى حل الأزمة عبر قنوات الحوار، كذلك تعمل على تسويق مبادرتها المكونة من ستة بنود، والتي قدمتها مع البرازيل في مايو/أيار الماضي وأيّدتها 45 دولة. وأضاف أن بكين لن تألو جهداً في استغلال كل منصة دولية لتأكيد موقفها الثابت، وإعلان رفضها التام للاتهامات الغربية بشأن تصدير مواد ذات استخدام مزدوج إلى روسيا تستخدمها الأخيرة في صناعاتها العسكرية. ولفت إلى أن مثل هذه الاتهامات تحاول الزج بالصين في أتون الأزمة، وتشويه موقفها باعتبارها دولة مسؤولة وراعية للسلام في الأزمات الدولية.

وأضاف الباحث الصيني أن أحد الملفات التي من المتوقع مناقشتها أيضاً خلال زيارة وانغ يي لروسيا، مسألة توسيع عضوية بريكس وتطوير آليتها بما يتوافق مع اتجاه العصر ويتماشى مع مصالح جميع البلدان، وهي خطوة من شأنها أن تضخّ زخماً قوياً في التعددية القطبية وإضفاء الطابع الديمقراطي على المجموعة. هذا وكانت ماليزيا قد أعلنت رغبتها في يوليو الماضي في الانضمام إلى مجموعة بريكس، كذلك قدمت تركيا طلباً رسمياً للانضمام إلى مجموعة بريكس مطلع الشهر الحالي، وهي ملفات ستُناقَش في القمة المقبلة في كازان.

وتتزامن زيارة وانغ يي لروسيا مع إعلان وزارة الدفاع الصينية، أول من أمس الاثنين، أن بكين وموسكو ستجريان مناورات بحرية وجوية مشتركة في بحر اليابان وبحر أوخوتسك في وقت لاحق من الشهر الحالي. ومن المقرر أن يرسل الجيش الروسي قوات بحرية وجوية للمشاركة في مناورة "الشمال-التفاعل 2024" التي تنظمها الصين في المجالين البحري والجوي في بحر اليابان وبحر أوخوتسك، وتهدف إلى تعميق التنسيق الاستراتيجي بين الجيشين وتعزيز القدرات في التعامل مع التهديدات الأمنية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس الثلاثاء، أن مجموعة من السفن الحربية الروسية والصينية التقت في مياه الجزء الشمالي من خليج بطرس الأكبر جنوب فلاديفوستوك للمشاركة بتدريبات القيادة والأركان الاستراتيجية. وأضافت: "تشارك في التدريبات من البحرية الصينية، أربع سفن حربية وسفينة إمداد. وستتدرب مجموعة السفن الحربية الروسية - الصينية المشتركة خلال التمرينات، على وضع إجراءات عملية مشتركة للدفاع عن الاتصالات البحرية وعن مناطق النشاط الاقتصادي في المنطقة البحرية المحاذية للدولتين في المحيط الهادئ".

تعزيز التبادلات بين البلدين

وفي تعليقه على هذه التفاعلات، قال أستاذ العلاقات الدولية في مركز ونشوان للدراسات الاستراتيجية، جيانغ لي، إن البلدين عززا خلال السنوات الأخيرة التبادلات الثنائية على جميع المستويات، وإن العام الحالي كان شاهداً على تعاون كبير في المجال الأمني والعسكري. ولفت، في حديثه مع "العربي الجديد"، إلى أنه في يوليو الماضي، أرسل الجيش الصيني سفينة حربية (المدمرة الصاروخية الموجهة جياو زو) إلى سانت بطرسبرغ، للمشاركة في احتفالات يوم البحرية الروسية، وذلك بالتزامن مع إطلاق دورية استراتيجية جوية مشتركة بين الصين وروسيا فوق بحر بيرنغ شماليّ المحيط الهادئ، ودوريات بحرية مشتركة بين الصين وروسيا في غرب المحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي. وقال إن زيارة وانغ يي لروسيا، تأتي في إطار التنسيق الوثيق بين البلدين للمضيّ قدماً في تعزيز هذه التبادلات ومناقشة الملفات ذات الاهتمام المشترك، سواء الإقليمية أو الدولية.

المساهمون