الصين تراهن على المئوية الأولى لترامب في البيت الأبيض

31 ديسمبر 2024
شي جين بينغ ودونالد ترامب، أوساكا 28 يونيو 2019 (بريندان سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتساءل وسائل الإعلام الصينية عن قدرة بكين على تحسين العلاقات مع واشنطن خلال المائة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية، حيث تُعتبر هذه الفترة فرصة حاسمة لتجنب التوترات وتحديد مسار العلاقات المستقبلية.

- تعتبر قضايا تايوان وبحر الصين الجنوبي حساسة لبكين، وإذا أثبتت سياسة ترامب تجاه الصين نجاحها، فقد يستمر في نفس النهج، وإلا فقد يضطر لتعديلها، مما قد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين.

- لقاء شي جين بينغ وجو بايدن أكد التفاهمات المشتركة دون تحقيق اختراقات كبيرة، مما يترك العلاقات في حالة انتظار حتى تنصيب ترامب واستيضاح توجهاته تجاه الصين.

تساءلت وسائل إعلام صينية، اليوم الثلاثاء، عما إذا كانت بكين تستطيع وقف التدهور في العلاقات مع واشنطن خلال المائة يوم الأولى لدونالد ترامب في البيت الأبيض، إذ يُنظر إلى الاتصال المبكر بالإدارة الجديدة على أنه نافذة مهمة لبكين للمساعدة في تحديد مسار العلاقات الثنائية في المستقبل. وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست إن الأيام المائة الأولى من ولاية ترامب الثانية ربما توفر للقيادة في الصين فرصة "بالغة الأهمية" للتواصل معه في محاولة لتجنب ارتفاع حدة التوترات، ورأت أن هذه الفترة تمثل اختباراً مبكراً لنهج الرئيس الأميركي المنتخب تجاه الصين، في ظل حالة عدم اليقين بشأن سياساته الخارجية.

ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن مسألة تايوان والنزاع في بحر الصين الجنوبي هما أكثر القضايا حساسية بالنسبة لبكين، موضحة أنه إذا أثبتت المرحلة الافتتاحية أن سياسته تجاه الصين ناجحة وفعالة فمن المرجح أن يستمر ترامب على المسار نفسه بعد مرور مائة يوم، ولكن إذا شعر بأنه لم يكن لها التأثير المطلوب فقد يبدأ بعد ذلك في تعديلها لاحقاً الأمر الذي يضع البلدين أمام مواجهة مفتوحة.

وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد التقى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بنظيره الأميركي، جو بايدن، على هامش اجتماع زعماء منطقة آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) الحادي والثلاثين في البيرو. وأكد الرئيسان التفاهمات المشتركة السابقة المكونة من سبع نقاط بشأن المبادئ التوجيهية للعلاقات الصينية الأميركية وإيجاد طريقة للعيش جنباً إلى جنب، والحفاظ على خطوط الاتصال المفتوحة، ومنع الصراع، ودعم ميثاق الأمم المتحدة، والتعاون في مجالات ذات اهتمام مشترك، وإدارة الجوانب التنافسية للعلاقة بشكل مسؤول. وبالرغم من الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء فإنه لم يسجل أي اختراقات أو التوصل إلى تفاهمات كبيرة،، ليكرّس لقاء شي وبايدن الأخير حالة الانتظار حتى موعد تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني المقبل، واستيضاح التوجه الذي ستسلكه إدارته في التعامل مع الصين.

وكان الباحث في معهد الجنوب للدراسات الدولية الصيني، وانغ خه، قد توقع في حديث سابق مع "العربي الجديد" أن تكون حقبة ترامب نسخة باهتة من ولايته السابقة في ما يتصل بسياساته تجاه الصين. وأشار إلى أن ترامب في تصريحات خلال حملته الانتخابية كرّر أهمية التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات الصينية، وأكد ضرورة دعم التصنيع في الداخل الأميركي لقطع الطريق أمام المنافسين الصينيين، وهي التصريحات نفسها التي أطلقها في حملته الانتخابية الأولى ونفذها خلال ولايته الرئاسية، وبالتالي لن تكون هناك مفاجآت في ما يتعلق بإدارة الصراع والمنافسة بين البلدين. هذا ولا تزال عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض تثير تساؤلات عن تأثير ذلك في ملفات دولية وإقليمية، لعل أبرزها الاستراتيجية الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، التي تسعى من خلالها واشنطن لاحتواء الصين.

المساهمون