الصين تراقب من كثب تطلعات الحكومة اليابانية الجديدة

10 أكتوبر 2024
شيجيرو إيشيبا رئيس الحكومة اليابانية الجديدة، 9 أكتوبر 2024 (ديفيد ماريل/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت العلاقات الصينية اليابانية تحسنًا مع الحكومة اليابانية الجديدة، حيث أجرى وزيرا الخارجية محادثات لتعزيز العلاقات الثنائية والسلام في آسيا والمحيط الهادئ، مع التركيز على احترام اليابان لالتزاماتها بشأن قضية تايوان.
- أكد وزير الخارجية الياباني على تعزيز العلاقة الاستراتيجية مع الصين، مشيرًا إلى إمكانات التعاون في مختلف المجالات، والتزام اليابان ببناء علاقة بناءة ومستقرة مع الصين.
- أثارت استراتيجيات رئيس الوزراء الياباني الجديد قلقًا في المنطقة، خاصة بشأن الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة ودعوته لإنشاء "حلف شمال الأطلسي الآسيوي"، مما أثار تحذيرات من تأثيرها على أمن المنطقة.

حظي أول اتصال صيني مع الحكومة اليابانية الجديدة باهتمام كبير في الأوساط الإعلامية الصينية، ووصفت صحف رسمية، اليوم الخميس، ذلك بأنه إشارة إيجابية لمستقبل العلاقات بين البلدين. وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية إن الصين مستعدة لاغتنام فرصة تشكيل حكومة يابانية جديدة لتحسين العلاقات بين البلدين، الأمر الذي قد يؤدي أيضاً إلى تحقيق السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكملها.

وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي أجرى، أمس الأربعاء، محادثة هاتفية مع نظيره الياباني المعين حديثاً تاكيشي إيوايا، أعرب فيها عن أمله أن تجلب الحكومة اليابانية الجديدة زخماً جديداً وتعزز التطورات الجديدة في العلاقات الصينية اليابانية. وأكد وانغ أن سياسة الصين تجاه اليابان حافظت دائماً على الاتساق والاستقرار، معرباً عن أمله أن تحترم اليابان التزاماتها السياسية بشأن قضية تايوان، وتلتزم بشكل ثابت بمبدأ الصين الواحدة وتؤسس تصوراً موضوعياً وعقلانياً للعلاقات بين البلدين.

وأشار وانغ إلى أن الصين تقدر الإشارات الإيجابية التي أرسلتها الحكومة اليابانية الجديدة وإيوايا، والتي تعكس الرغبة في استقرار وتطوير العلاقات الثنائية، ودعا البلدين إلى التعلم من التاريخ والتمسك بتطلعاتهما الأصلية، وتوسيع التعاون وإزالة الاضطرابات، والتقدم الشامل لعلاقاتهما الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة، من أجل بناء علاقات ثنائية بناءة ومستقرة تلبي متطلبات العصر الجديد.

من جهته، قال إيوايا إن الحكومة اليابانية الجديدة مستعدة لتعزيز العلاقة الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة بين اليابان والصين بشكل شامل، وملتزمة ببناء علاقة ثنائية بناءة ومستقرة. وأضاف أن هناك إمكانات هائلة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وأن اليابان مستعدة لتعزيز الاتصالات مع الصين على جميع المستويات لحل القضايا العالقة من خلال التشاور، من أجل جلب المزيد من الفوائد للشعبين.

هذا وكانت الحكومة اليابانية استملت مهامها مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد انتخاب زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم شيجيرو إيشيبا رئيساً للوزراء خلفاً لسلفه فوميو كيشيدا. وقام رئيس الوزراء الجديد بحل البرلمان أمس الأربعاء تمهيداً لإجراء انتخابات عامة، في الوقت الذي يسعى فيه إلى تأمين أغلبية حزبه في مجلس النواب. ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في 27 أكتوبر الجاري، ويمثل ذلك أقصر فترة بين تولي رئيس وزراء منصبه وحل مجلس النواب في تاريخ اليابان بعد الحرب. كما ستكون الانتخابات العامة هي الأولى منذ ظهور فضيحة الأموال السياسية للحزب الليبرالي الديمقراطي في أواخر عام 2023.

ومنذ وصوله إلى السلطة، كشف شيجيرو إيشيبا عن استراتيجياته المتعلقة بسياسة اليابان الخارجية، من بينها إعادة صياغة الشراكة العسكرية بين اليابان والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الصين. أيضاً كانت لافتةً دعوته خلال حملته الانتخابية إلى إنشاء "حلف شمال الأطلسي الآسيوي"، وقد صرح في وقت سابق بأن "إنشاء نسخة آسيوية من حلف شمال الأطلسي أمر ضروري لردع الصين"، كما أكد أن "غياب نظام دفاع ذاتي جماعي مثل حلف شمال الأطلسي في آسيا يعني احتمال اندلاع الحروب لأن الدفاع المتبادل غير ملزم".

استراتيجية متهورة

وفي تعليقه على هذه التوجهات، قال وي جينغ، المختص في الشأن الآسيوي من معهد فودان للدراسات والأبحاث، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه يتعين على الصين أن تراقب تطلعات رئيس الوزراء الياباني الجديد ورغبته في إعادة صياغة الشراكة العسكرية مع واشنطن، وأن تراقب أيضاً ما إذا كان سيتواصل مع تايوان. وأضاف أن شيجيرو إيشيبا طرح استراتيجية متهورة شملت الكثير من الأفكار المتطرفة التي لا تمت بصلة، حسب قوله، للسياسة الخارجية التي انتهجتها اليابان خلال العقود الماضية، مثل: اقتراحه نشر قوات يابانية في القاعدة الأميركية في غوام، من خلال مراجعة اتفاقية وضع القوات الثنائية وما يقول إنها معاهدة أمنية "غير متكافئة" بين اليابان والولايات المتحدة، وحثه على إعادة التفكير في الموقف النووي الأميركي في المنطقة لضمان الردع، وقوله إن التحالف المقترح على غرار حلف شمال الأطلسي يجب أن يأخذ في الاعتبار أيضاً مشاركة أميركا الأسلحة النووية أو إدخال الأسلحة النووية إلى المنطقة. وأضاف جنيغ وي أن جميع هذه الأفكار لم تلق قبولاً لدى دول المنطقة، بل على العكس، كانت مصدر قلق للجميع، لذلك ينبغي التعامل بحذر مع شخصية كهذه لما تمثله من خطر محتمل على أمن واستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويشار إلى أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك كان صرح، في وقت سابق، في تعليقه على أفكار شيجيرو إيشيبا، بأنه "من المبكر للغاية" الحديث عن إنشاء حلف شمال أطلسي آسيوي، في حين قال وزير الخارجية الياباني المعين حديثاً تاكيشي إيوايا إن الالتزامات الدفاعية المتبادلة في آسيا "ليست سوى فكرة للمستقبل".

المساهمون