الصين: الأزمة الأوكرانية تجر واشنطن إلى الهاوية

01 نوفمبر 2024
قالت وسائل إعلام حكومية صينية إن واشنطن فقدت السيطرة على الصراع في أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في الأزمة الأوكرانية، حيث فرضت عقوبات على 400 كيان وشخص من دول متعددة، بما في ذلك الصين والهند، في محاولة لتكثيف الضغوط على روسيا، مما يعكس معضلة واشنطن في إدارة الصراع.

- تشير التقارير إلى أن العقوبات الأميركية قد لا تكون فعالة بشكل كبير في التأثير على القدرات العسكرية الروسية، حيث تمتلك روسيا نظام أسلحة مستقل، بينما تسعى الشركات الأوروبية والأميركية إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية.

- تتزايد المخاوف من أن تؤدي الإجراءات الأميركية إلى تعميق الأزمة، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى هاوية لا نهاية لها، وسط انتقادات لفقدان السيطرة على الصراع.

قالت وسائل إعلام رسمية في الصين اليوم الجمعة إن الأزمة الأوكرانية تجر الولايات المتحدة إلى الهاوية، مشيرة إلى أن الإجراءات الأميركية الجديدة التي تستهدف دولاً، بما في ذلك الصين، تظهر معضلة واشنطن بشأن أزمة أوكرانيا، وذلك تعليقاً على إعلان وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على كيانات وأفراد من عدة دول متهمة بالالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على موسكو.

وكانت وكالة "رويترز" قد ذكرت، الأربعاء الماضي، أن وزارة الخارجية الأميركية فرضت عقوبات على ما يقرب من 400 كيان وشخص من أكثر من اثنتي عشرة دولة ومنطقة في إطار إجراءات جديدة ضد روسيا من أجل تكثيف الضغوط عليها. ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي وصف الإجراء بأنه "الأكثر تضافراً" ضد التهرب من العقوبات من جانب دول ثالثة. ووفقاً لرويترز، تشمل الدول المتضررة من القيود روسيا والصين والهند والإمارات وتركيا وتايلاند وماليزيا وسويسرا. واستهدفت العقوبات أيضاً عشرات الشركات، من الصين والهند على وجه التحديد، مما يمثل أكبر إجراء جماعي ضد كيانات من هذه الدول حتى الآن.

وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تجد فيه الحكومة الأميركية نفسها في مأزق بعد أن فقدت السيطرة على الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول عزل روسيا بشكل أكبر من خلال تكثيف العقوبات، لكنها عالقة في مأزق بشأن هذه القضية، حيث يخرج الوضع في ساحة المعركة عن سيطرة الولايات المتحدة. ولفتت إلى أنه إذا اختارت واشنطن الانسحاب من المشاركة، فستكون لحظة محرجة أخرى تكشف عن عدم كفاءتها، على غرار الانسحاب من أفغانستان، ولكن إذا استمرت في تصعيد مشاركتها، فقد تجر الأزمة الأوكرانية الولايات المتحدة إلى هاوية لا نهاية لها.

ونقلت الصحيفة عن الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لو شيانغ، قوله إن سلاسل توريد غير أميركية نشأت بصورة مكثفة ومتواترة تحسباً لمثل هذه الخطوات. وأضاف الباحث أن العديد من الشركات الأوروبية، وحتى الأميركية، تسعى إلى نزع الطابع الأميركي عن عملياتها لتعزيز علاقاتها التجارية، إذ إن استخدام التكنولوجيا الأميركية يجعلها عرضة لقيود أميركية غير معقولة. وفي ما يتعلق بتأثير الخطوة الأميركية على القدرات العسكرية الروسية، قال الخبير الصيني إن العقوبات غير فعالة إلى حد ما، حيث تمتلك روسيا نظام أسلحة مستقلاً ولا تحتاج إلى الاعتماد على دول أخرى.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على شركتين صينيتين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قالت إنهما تتعاونان مع كيانات روسية لتصميم وبناء وشحن طائرات بدون طيار هجومية بعيدة المدى، في إطار الإجراءات العقابية ضد الشركات التي تدعم حرب روسيا ضد أوكرانيا. وأوضح البيت الأبيض في حينه، أن الأسلحة، وهي جزء من سلسلة غاربيا الروسية من الطائرات بدون طيار القتالية بعيدة المدى، صُمِّمت بالاشتراك مع كيان روسي خاضع للعقوبات، وأُنتجت في الصين وشُحنت مباشرة إلى روسيا. ورغم أن الولايات المتحدة فرضت في السابق عقوبات على شركات صينية لتوفير مكونات للقاعدة العسكرية الصناعية الروسية، فإن العقوبات الأخيرة كانت الأولى ضد كيانات صينية "تطور وتنتج بشكل مباشر" أنظمة أسلحة مع شركات روسية.