بسرعة تقترب من 2 كم/الثانية، أي نحو خمسة أضعاف سرعة الصوت البالغة 343 متراً/الثانية، تشكل الصواريخ الفرط صوتية تحدياً كبيراً لأمن الدول، بسبب قدرتها على المناورة، وتجنب الدفاعات الأرضية التقليدية.
ويبرز في هذا السياق جهد أميركي ياباني مشترك لتطوير أنظمة الدفاع الجوي للتصدي لهذه الصواريخ، بعد أن قطعت الصين وروسيا وكوريا الشمالية شوطاً كبيراً في تطوير هذه التقنية، التي ظهرت فعاليتها الخطيرة في الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث استخدمت روسيا صواريخها الفرط صوتية المسماة "كينجال" أي الخنجر.
ما هي الصواريخ الفرط صوتية؟
هي الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بمقدار بين 5 و25 ضعفاً، وبحسب التكنولوجيا المستخدمة في الصواريخ فهناك فئتان لهذه الصواريخ تختلف عن بعضها بطريقة وصولها للسرعة المطلوبة:
صواريخ الانزلاق المعزز: ويحلق الصاروخ في هذا النوع بسرعة كبيرة وبشكل قوس تقع ذروته على ارتفاعات عالية فوق سطح الأرض، وعند بلوغ ذروة القوس ينفصل الصاروخ عن حامله، ويسقط باتجاه الأرض بسرعة كبيرة تفوق سرعة الصوت قد تصل بحسب موقع "The Union of Concerned Scientists" المتخصص لعشرين ضعفاً.
صواريخ كروز: على عكس النوع السابق فالمحركات مثبتة على الصاروخ ولا تنفصل عنه، وبالتالي يجب أن تكون هذه المحركات صغيرة وخفيفة نسبياً، مما يحد من السرعات القصوى التي يمكن أن تحققها هذه الصواريخ، وقد تصل إلى عشرة أضعاف سرعة الصوت، وهي أبطأ بكثير مما يمكن أن تحققه أسلحة الانزلاق المعزز.
لماذا يصعب اعتراضها؟
بالإضافة لسرعتها الكبيرة، فإن قدرة الصواريخ الفرط صوتية على المناورة وتغيير المسار يجعل من الصعوبة بمكان اعتراضها وإسقاطها بالطرق المستخدمة حالياً، وكان الأدميرال جون هيل، مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، قد قال في أغسطس/آب لموقع "Defense News"، المتخصص بالشؤون العسكرية، إن حماية الولايات المتحدة من الصواريخ والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت هي الأولوية القصوى لوكالته.
وأصدرت الولايات المتحدة عقوداً لثلاثة متعاقدين دفاعيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 لتطوير صواريخ اعتراضية ضد الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن الأمر سيستغرق على الأرجح حتى منتصف هذا العقد لتطوير قدرة دفاعية بحسب "وول ستريت جورنال".
هل يمكن لها حمل الرؤوس النووية؟
بشكل عام لإيصال رأس حربي نووي، يجب أن يكون الصاروخ كبيراً بما يكفي لحمل العبوة المتفجرة، وقوياً بما يكفي لنقلها إلى هدف بعيد، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام تصميمات عدة من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وبحسب "The Union of Concerned Scientists" فسباق تطوير الصواريخ الفرط صوتية هو حالياً بسبب قدرتها على حمل الرؤوس النووية، مثل صاروخ "أفانجارد" الروسي، وهو صاروخ عابر للقارات تفوق سرعته سرعة الصوت، وكذلك صاروخ DF-17 الصيني الذي تفوق سرعته سرعة الصوت وهو مصمم لحمل متفجرات تقليدية أو نووية.