وزير الخارجية الأردني يحذر من أثر تراجع الدعم الدولي في حياة اللاجئين السوريين

27 يوليو 2023
الصفدي خلال لقاء كليفرلي في عمّان (وزارة الخارجية الأردنية/ تويتر)
+ الخط -

حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم الخميس، من عدم قدرة الأردن على توفير سبل العيش الكريم للاجئين السوريين نتيجة تراجع الدعم الدولي.

وقال خلال تصريحات صحافية مشتركة اليوم مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي في العاصمة عمّان، إن الأردن تجاوز طاقته الاستيعابية في استضافة اللاجئين السوريين، وذلك في ظل تراجع الدعم الدولي، وخصوصاً المنظمات الدولية.

وأضاف أن وقف برنامج الأغذية العالمي لمساعداته سيزيد من معاناة اللاجئين، مؤكداً أن بلاده "لم تُقصر في التعامل أو توفير العيش الكريم للاجئين السوريين، لكن المنظمات الدولية هي التي قصرت في مسؤولياتها".

وحول القضية الفلسطينية، أكد الصفدي ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية التي تقوض حلّ الدولتين، ومنها الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم، محذراً في الوقت نفسه من خطورة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى التي تزيد من حالة التوتر في المنطقة.

وأدان اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى المبارك واستفزازه للمسلمين، مشيراً إلى أن الأردن مستمر في بذل كل جهد ممكن لحماية حق الشعب الفلسطيني. وبحسب قوله، فإن "السلام خيار استراتيجي فيما الاستفزازات تقوض حل الدولتين".

وأشار إلى أنه ناقش مع الوزير البريطاني عدة قضايا إقليمية، بما فيها العبء الذي يتحمله الأردن جراء استضافة اللاجئين، في ظل تراجع الدعم الدولي. وثمن الصفدي دعم بريطانيا المستمر للأردن، لافتاً إلى ضرورة تنمية العلاقات بين البلدين على جميع المستويات وفي مختلف القطاعات.

بريطانيا تقدم 30 مليون جنيه إسترليني للأردن

بدوره، أعلن وزير الخارجية البريطاني تقديم بلاده 30 مليون جنيه إسترليني للأردن، مؤكداً استمرار بريطانيا بدعم الأردن الذي يعمل على تحسين الوضع الإقليمي، مشيراً كذلك إلى أن الأردن يلعب دوراً مهماً في عملية السلام، وأن المملكة المتحدة ستستمر بدعمه في الشأن الإقليمي المتعلقة بجهود السلام.

وتابع: "لدينا رغبة مشتركة بأن يسير حل الدولتين بشكل سلمي. نعمل دائماً لوضع خريطة سلام، فالسلام مصلحة للجميع"، معبّراً عن امتنانه لدور الأردن في رعاية المقدسات.

وقال إن الأردن كان دائماً ملجأً للنازحين من أكثر من 30 دولة، ولديه عدد كبير من اللاجئين، وهو ما يمثل تحديات اقتصادية على البنية التحتية. وتابع: "أفضل طريقة لحل أزمة اللاجئين، التأكد من أن الدول التي جاؤوا منها أصبحت آمنة، وهذا هو ما يخص سورية بالذات".

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن تقليص مساعداته الشهرية لأكثر من مئة ألف لاجئ سوري يقيمون في الأردن، اعتباراً من أغسطس/ آب، بسبب نقص التمويل.

وقال البرنامج الأسبوع الماضي في بيان إنه "سيضطر آسفاً إلى تخفيض قيمة المساعدات الشهرية بمقدار الثلث لجميع اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والأزرق والبالغ عددهم 119 ألف لاجئ بسبب نقص في التمويل".

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تقدر المملكة عدد الذين لجأوا إلى أراضيها منذ اندلاع النزاع في سورية في عام 2011 بنحو 1,3 مليون شخص.

وأضاف البيان: "ابتداءً من شهر أغسطس/ آب المقبل، سيحصل اللاجئون السوريون في المخيمات على تحويل نقدي مخفض قدره 21 دولاراً أميركياً للفرد شهرياً، بانخفاض عن المبلغ السابق البالغ 32 دولاراً أميركياً".

وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن "مصادر دخل اللاجئين في المخيمات محدودة، حيث يعمل 30 بالمئة فقط من البالغين، معظمهم في وظائف مؤقتة أو موسمية، وتشكل المساعدات النقدية مصدر الدخل الوحيد لـ57 بالمئة من سكان المخيمات".

وأكد البيان أنه رغم تخفيض قيمة المساعدات و"استثناء حوالى 50 ألف فرد من المساعدة لإعطاء الأولوية للأسر الأشد احتياجاً، لا يزال برنامج الأغذية العالمي يواجه نقصاً حاداً في التمويل قدره 41 مليون دولار أميركي حتى نهاية عام 2023".

المساهمون