الشرطة تداهم منزل ومكاتب نافالني في موسكو

27 يناير 2021
ألقي القبض على نافالني لدى عودته إلى روسيا(ألكسندر نيمنوف/ فرانس برس)
+ الخط -

فتشت الشرطة الروسية، اليوم الأربعاء، مسكناً في موسكو مملوكاً لزعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، تقيم به زوجته، كما فتشت مكاتب منظمته التي تسعى لمكافحة الفساد.
وأبلغ مساعدو نافالني بالمداهمات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يتضح على الفور ما إذا كان أي شخص قد اعتقل. 
ولفت رئيس مؤسسة "صندوق مكافحة الفساد"، إيفان زدانوف، في تصريح عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، إلى أن "الشرطة داهمت مكتب المؤسسة وشقة نافالني وقامت بعملية تفتيش"، موضحاً أن "الشرطة اقتحمت الشقة بعد كسر بابها، وقامت بالتفتيش بدعوى انتهاك القواعد الصحية والوبائية".

 

كذلك، قال مدير منظمة نافالني للتحقيق في الفساد، ليونيد فولكوف، بحسب وكالة "فرانس برس"، إن عمليات التفتيش تمت بذريعة الانتهاكات الصحية والقيود بسبب الوباء.
وجاءت المداهمات بعد أن أعلنت يوليا نافالنايا، زوجة نافالني، يوم السبت، أنه تم توقيفها من قبل الشرطة الروسية في موسكو خلال تظاهرة دعم لزوجها المسجون. وقالت بنبرة سخرية على صفحتها في إنستغرام بعد أن نشرت صورة سيلفي التقطتها في عربة الشرطة "اعذروني على رداءة نوعية (الصورة)، الضوء سيئ في عربة نقل المساجين".
ووسط تزايد التوترات بسبب قضية نافالني، خرجت تظاهرات تطالب بإطلاق سراحه في أنحاء البلاد نهاية الأسبوع الماضي. وأبلغ عن اعتقال أكثر من أربعة آلاف شخص في الاحتجاجات. ودعا أنصار نافالني للخروج في مزيد من التظاهرات الأحد المقبل.
وألقي القبض على نافالني يوم 17 يناير/ كانون الثاني لدى عودته إلى روسيا من ألمانيا، حيث قضى خمسة أشهر يتعافى من تسميمه بغاز أعصاب يتهم الكرملين بتدبيره. بينما تنكر الحكومة الروسية تورطها في التسميم.

عدو بوتين اللدود
وأثار اعتقال نافالني وقسوة الشرطة ضد الاحتجاجات انتقادات واسعة من الغرب ودعوات للإفراج عن نافالني.
نافالني، المعارض للرئيس فلاديمير بوتين وعدوه اللدود، سقط في غيبوبة بينما كان على متن رحلة طيران داخلية من سيبيريا إلى موسكو يوم 20 أغسطس/ آب. ونقل من مستشفى في سيبيريا إلى مستشفى في برلين بعدها بيومين. وأكدت مختبرات في ألمانيا وفرنسا والسويد وفحوص أجرتها منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية تعرضه لغاز أعصاب نوفيتشوك.
ورفضت السلطات الروسية فتح تحقيق جنائي كامل الأركان، مشيرة إلى قلة الأدلة على تعرض نافالني لتسميم.
في ديسمبر/ كانون الأول، بث نافالني تسجيلاً لمكالمة هاتفية قال إنها مع رجل وصفه بأحد أفراد جهاز الأمن الاتحادي ويزعم أنه سممه في أغسطس/ آب ثم حاول التستر على ذلك. وأنكر الجهاز الأمني التسجيل بوصفه مفبركاً.

موسكو  "تحذر"
في المقابل، حذّرت موسكو من أن الخطوات التي يتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن قضية تسميم نافالني تهدد بتقويض التعاون بين الطرفين.
وأشارت الخارجية الروسية، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم"، إلى أن الاتحاد الأوروبي، على الرغم من إقراره بعدم فعالية ما يسمى بـ"المبادئ الخمسة" للتعامل مع روسيا، فشل خلال العام الماضي في إطلاق عملية مراجعتها، بل واصل انتهاج سياسة العقوبات بحق موسكو.
ووصفت الوزارة الإجراءات العقابية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحق مواطنين ومؤسسات روسية بأنها غير قانونية. 
وشددت الوزارة على أن الخطوات التي جاءت على خلفية قضية نافالني "تمثل ذروة للإجراءات العدائية بحق روسيا وتعرض للخطر إمكانية تطوير التعاون المستقبلي مع الاتحاد الأوروبي إطلاقاً".
وأصدر الاتحاد الأوروبي، في أكتوبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، قراراً بشأن عقوبات ضد ستة روس ومعهد علمي فيما يتعلق بقضية "نافالني"، حيث مُنع هؤلاء الروس من دخول الاتحاد الأوروبي.

المساهمون