الشرطة السودانية تقمع محتجين في تظاهرات جديدة رفضاً للانقلاب

26 مايو 2022
أطلق على تظاهرات اليوم اسم "مليونية 26 مايو" (فرانس برس)
+ الخط -

تجددت الاحتجاجات، اليوم الخميس، في السودان رفضا للانقلاب العسكري ومطالبةً بعودة الحكم إلى المدنيين.

وتجمع المحتجون، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، في مواكب سلمية تحت اسم "مليونية 26 مايو"، منادين بتنحي العسكر وعودة الحكم المدني الديمقراطي، ومحاكمة المتورطين في قتل شباب الحراك الشعبي، وإطلاق سراح المعتقلين.

وفي محطة باشدار، أغلق المحتجون الطرق، وأحرقوا إطارات السيارات، ورددوا هتافاتهم المعتادة، قبل محاولتهم التوجه نحو القصر الرئاسي في الخرطوم، التي تصدت لها الشرطة بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وطاردتهم في الشوارع القريبة، لتضطر بعدها إلى الانسحاب تحت وابل من حجارة قذفها المحتجون، لتتكرر بعدها محاولات المتظاهرين التقدم نحو القصر، وتستمر محاولات التصدي لها من قبل الشرطة. 

وجاءت "مليونية" اليوم بناء على دعوة من "لجان المقاومة السودانية"، التي تعهدت، في بيان، بمواصلة نضالها مسلحة بالعمل السلمي حتى النصر على الظلم.

وأمس الأربعاء، مرت سبعة أشهر على انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عجز فيها عن إقناع الشارع، وفشل في تكوين حكومة بديلة لحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فيما يستمر الحراك الشعبي بصورة شبه يومية، وقتل خلاله ما لا يقل عن 96 شخصاً وأصيب المئات.   

وفي تطورات اليوم، قالت لجنة الأطباء المركزية إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع أمام مستشفى الجودة مباشرةً، ما أدى إلى اختناق المرضى ومن ضمنهم حالات حرجة وأمراض مزمنة، كما تعرض للاختناق بعض الكادر الطبي ومرافقون.

كما خرجت الاحتجاجات المطالبة بسقوط حكم العسكر، في عدة مدن مثل القضارف (شرقا) ونيالا (غربا).

سياسياً، يسود الجمود العملية السياسية التي تتبناها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية "إيقاد" لتقريب وجهات النظر بين فرقاء الأزمة في السودان، فيما يتواصل الهجوم الإعلامي من جهات مقربة من العسكر تطالب بطرد البعثة الأممية.

وكان تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" قد استنكر، في بيان له في الساعات الماضية، الهجوم على البعثة، واتهم السلطة الانقلابية بالوقوف خلفه، وأشارت في بيان لها إلى أن الحملة الممنهجة مصدرها قياديون في النظام يحتلون موقع القيادة ضمن تركيبة "منظومة انقلابيي 25 أكتوبر"، ومعهم من شاركوهم الحكم حتى سقوطهم، لإرهاب بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس".

وأكدت "الحرية والتغيير" أن ما تقوم به البعثة الأممية يتسق مع تفويضها ممثلاً في مساعدة الانتقال السياسي نحو الحكم الديمقراطي، ودعم عمليات السلام وتطبيقها، وحماية المدنيين في المناطق المتأثرة بالحرب، وغيرها من الأهداف.

وكان وسطاء دوليون قد قدموا رؤيتهم إلى مجلس السيادة العسكري في السودان، لتسهيل حوار سوداني سوداني للتوصل إلى توافق لإدارة الفترة الانتقالية.

جاء ذلك في اجتماع بالقصر الرئاسي بالخرطوم، شارك فيه ثلاثة من أعضاء مجلس السيادة، هم محمد حمدان دقلو" حميدتي"، وشمس الدين الكباشي، وإبراهيم جابر إبراهيم، فيما شارك من طرف الوسطاء كل من رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس ومبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ود لباد ومبعوث منظمة التنمية الحكومية "إيقاد" إسماعيل أويس.

وأكّد عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، في تصريحات صحافية عقب اجتماع اليوم، الدعم الكامل للمجهودات التي تبذلها الآلية الثلاثية، لإنجاح الحوار بين الأطراف السودانية، وتسهيل مهمتها، مضيفاً أن الاجتماع  تناول ضرورة تعجيل بداية الحوار المباشر، والفراغ منه خلال فترة زمنية محددة.

المساهمون