الشرطة الإسرائيلية تعتقل 12 شاباً بعد اقتحام صندلة في الداخل الفلسطيني

23 مايو 2023
قادت الشرطة الإسرائيلية المعتقلين إلى مركز المخابرات بمدينة العفولة (متداول/العربي الجديد)
+ الخط -

داهمت الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، قرية صندلة، في مرج ابن عامر، بـالداخل الفلسطيني، واعتقلت 12 شاباً من البلدة على خلفية احتجاجاتهم على استشهاد ديار عمري.

وقادت الشرطة المعتقلين إلى مركز المخابرات في مدينة العفولة، فيما يسود جو من التوتر في صندلة بعد اقتحام الشرطة وأجهزة الأمن المنازل والعبث بها، بينما تحوم طائرات إسرائيلية فوق القرية.

وكان ديار عمري (19 عاماً)، قد قُتل يوم 6 مايو/ أيار من قبل مستوطن يدعى دنيس بوكين (32 عاماً)، وهو من مستوطنة "غان نير" الملاصقة لقرية صندلة، وذلك خلال شجار دار بينهما.

وتنظم عائلة الشهيد عمري وأهالي قرية صندلة تظاهرات احتجاجية أمام محكمة الناصرة، بالتزامن مع جلسات محاكمة المتهم.

وأكد فراس عمري، من قرية صندلة لـ"العربي الجديد، أنّ "الشرطة الإسرائيلية داهمت قرية صندلة واعتقلت 12 شاباً"، لافتاً إلى أنّ الشرطة قامت بتفتيش السيارات وتسطير مخالفات سير.

وأضاف: "منذ استشهاد ديار عمري، يتواجد عناصر الشرطة بشكل يومي، في الليل والنهار في القرية، ويطاردون الشباب ويوينظمون بحقهم مخالفات سير".

وتابع: "قامت الشرطة بانتزاع علم فلسطين وأعلام خضراء مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله من قبر الشهيد ديار"، مضيفاً: "هذه عقلية بن غفير (وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير)، الذي ينتهجها ويرسخها داخل المخابرات والشرطة".

ومضى قائلاً: "كل الاحتجاجات سلمية، ونعبر عن غضبنا وحزننا لأنهم قتلوا شاباً وحيداً لذويه بدم بارد دون أي سبب.. لا يريدوننا أن نعبّر عن آلامنا". 

وتابع: "يريدون بالنهاية أن يقولوا إنّ المجرم القاتل بريء، وإنه كان تحت تأثير الكحول، وقتل الشهيد وهو فاقد لوعيه. هذه العقلية الصهيونية التي بالعادة ترسخها، هم لا يريدون أن نقف أمام المحكمة في تظاهرات ونعبّر عن صوتنا".

من جهته، كتب الصحافي رشاد عمري، من عائلة الشهيد على "فيسبوك": "بعد استشهاد ديار عمري، تقوم قوات من حرس الحدود الإسرائيلي، بحملة استعراضية واستفزاز، في شوارع قرية صندلة، وبنفس الوقت تقوم بحراسة مستوطنة جان نير، التي يسكنها المستوطن الإرهابي الذي قتل ديار بدم بارد".

وتابع: "نحن توقّعنا هذا الترهيب من هذه المؤسسة العنصرية، التي بدلاً من ملاحقة العنصريين في مستوطنة جان نير، تقوم بترهيب أهالي بلد الشهيد ديار... نقول لحرس الحدود وشرطة إسرائيل وجميع أجهزة القمع الإسرائيلية، لن ترهبنا الاعتقالات ولن نتراجع عن حقنا مهما قمتم بترهيبنا والتنكيل بنا".

من جهتها، قالت لجنة الحرية بالداخل الفلسطيني، في بيان صدر صباح اليوم الثلاثاء، عن حملة الاعتقالات في قرية صندلة، إنّ "شرطة بن غفير شنّت، بقوات كبيرة من حرس الحدود، وبمرافقة الشاباك وبتغطية من المروحيات الشُرَطية، صباح اليوم، حملة اعتقالات وحشية في قرية صندلة".

وأضاف البيان أنّ "هذا الأسلوب الترهيبي الذي تمارسه الأجهزة الأمنية ضد قريةٍ مكلومة، بعد أن قتل مجنّدٌ يهوديٌّ سابقٌ من مستوطنة جان نير المحاذية، الشهيد الشاب ديار عمري رميا بالرصاص.. يعكس العقلية الفاشية للسلطة الرسمية وأجهزتها الأمنية وعلى رأسها الشرطة، وهي ممارسات مرفوضة رفضاً مطلقاً، إذ تمثل اعتداء على الحرمات ووسيلة من وسائل القمع وتكميم الأفواه وتقييدًا لحرية التعبير والحق في الاحتجاج ضد الجريمة التي ارتُكبت بحق أحد أبناء القرية".

وتابع: "لقد بررت الشرطة حملتها القبيحة هذه بأنها جاءت على خلفية الاحتجاج الذي شهدته قرية صندلة مباشرة عقب استشهاد الشاب ديار عمري، كردة فعل طبيعية على قتله بدم بارد، وهذا يعكس العقلية الإسرائيلية في التعاطي مع أيّة قضية يكون فيها الطرف المعتدِي يهوديًا والمعتدَى عليه عربيًا".

وطالب البيان بـ"وقف هذه الحملات القمعية التي ليس لها أي مبرر، سوى ترهيب الناس وتخويفهم بهدف منعهم من ممارسة حقهم في تنظيم الاحتجاجات المشروعة التي تضمنها كل الشرائع والقوانين، كما نطالب بإطلاق سراح المعتقلين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم عبروا عن غضبهم واحتجاجهم على قتل ابن قريتهم بدم بارد".

المساهمون