"الشاباك" يخفف ظروف اعتقال الإرهابي الذي أحرق عائلة دوابشة

30 اغسطس 2024
أحد أقارب عائلة دوابشة في منزلهم المحترق بعد الجريمة، 3 يناير 2016 (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وافق الشاباك على نقل الإرهابي الإسرائيلي عميرام بن أوليئيل، قاتل عائلة دوابشة، من جناح الحراسة المشددة إلى الجناح التوراتي بعد ضغوط من حاخامات ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

- رغم مخاوف الشاباك من اتصالاته مع نشطاء اليمين المتطرف، سُمح له في العامين الماضيين بالتواصل مع عائلته وحاخامات، وزيارة الجناح التوراتي خلال الأعياد.

- في إبريل، طلب مسؤولون كبار في الشاباك تحسين ظروف سجن السجناء الأمنيين اليهود، ووجه 14 نائباً رسالة لرئيس الشاباك مطالبين بتخفيف ظروف سجن بن أوليئيل.

وافق جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) هذا الأسبوع، على طلب قاتل عائلة دوابشة، الإرهابي الإسرائيلي عميرام بن أوليئيل، لتسهيل ظروف سجنه، ووافق على نقله من جناح الحراسة المشددة إلى الجناح التوراتي، بحسب ما أفادت صحيفة هآرتس العبرية اليوم الجمعة. وكان "الشاباك" قد رفض حتى اليوم طلب بن أوليئيل، والذي صُنّف منذ اعتقاله عام 2015 بوصفه أحد كبار السجناء الأمنيين اليهود، لعدة أسباب، منها موقف "الشاباك" بأن تأثيره كبير على نشطاء اليمين المتطرّف الذين ينظرون إليه بصفته نموذجاً يحتذى به.

ومنذ إدانته بالقتل والحكم عليه بثلاثة أحكام مؤبدة وعشرين سنة إضافية في السجن عام 2020، يقضي بن أوليئيل عقوبته في جناح الحراسة الخاضع لمراقبة مشددة في منطقة معزولة في السجن، ويرفض التعامل مع نساء، بما في ذلك العاملات في السجون. وبعد القرار الأخير، سيتمكن بن أوليئيل من مقابلة سجناء آخرين، والتواصل الدائم مع موظفي الجناح. وجاء قرار نقل بن أوليئيل بعد نقاشات بين القسم اليهودي في "الشاباك" وحاخامات بارزين في الصهيونية الدينية، والذين عملوا من أجل بن أوليئل، وعلى رأسهم الحاخام يعقوب مادان والحاخام دوف ليئور، وهو حاخام وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي ضغط في السنوات الأخيرة من أجل تخفيف ظروف سجن بن أوليئيل.

وعلى مر السنين، كانت هناك خشية في "الشاباك" من أن يؤدي تخفيف شروط سجنه إلى إقامة اتصالات بين بن أوليئيل ونشطاء من اليمين المتطرف، لكنهم سمحوا له في العامين الماضيين بالبقاء على اتصال مع عائلته، ومع بعض الحاخامات، من بينهم الحاخام ليئور، باعتبار ذلك نوعاً من الدعم النفسي. وعدا عن الدعم النفسي، حصل الإرهابي الإسرائيلي بن أوليئيل أيضاً على كتب ولوازم شخصية و"أوانٍ مقدّسة" وملابس للأعياد. كما حاول "الشاباك" في السنوات الأخيرة إضافة شريك إليه في زنزانته، لكن بحسب مصادر في "الشاباك" تحدّثت للصحيفة، لم يكن ذلك ممكناً بسبب سلوكه. وفي العام الماضي، سُمح لبن أوليئيل بزيارة الجناح التوراتي في السجن خلال الأعياد، وفي نهاية العطلة العودة إلى زنزانته المعزولة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت صحيفة "هآرتس" نقلاً عن مصادر في المؤسسة الأمنية لم تسمّها، أن مفوض سلطة السجون كوبي يعقوبي، المقرّب من الوزير بن غفير، ورئيس فريق الوزير حنمائيل دورفمان، زارَا بن أوليئيل في زنزانته في مناسبتين مختلفتين. وفي فترة ماضية، نقلت عن ضابط كبير في سلطة السجون، أن بن أوليئيل أكثر من تنشغل به سلطة السجون من بين جميع السجناء، وأن الطلبات المتعلقة به من قبل مكتب الوزير بن غفير "لا تتوقف". كما قام بن غفير بترقية يعقوبي، ما يساعده على التصرف مباشرة مع الضباط في قضية بن أوليئيل.

وفي إبريل/ نيسان الماضي، توجه مسؤولون كبار في "الشاباك"، بشكل استثنائي، إلى المستشارة القضائية للحكومة غالي بهارف ميارا في قضية المفوض يعقوبي، وأخبروها أن الأخير يعمل على تحسين ظروف سجن السجناء الأمنيين اليهود من دون التشاور المسبق معهم. وقبل نحو عام، كشف رئيس "الشاباك" رونين بار، عن أن سبب عزل المستوطن عاميرام بن أوليئيل، قاتل عائلة دوابشة عام 2015، ووضعه في الحبس الانفرادي في سجن إيشل، هو "استمرار تواصله مع ناشطين متطرفين يعتبرونه قدوة لهم، بحسب المعلومات الاستخبارية".

وجاءت أقوال بار في رسالة وجهها إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبن غفير، وفق ما أوردته قناة "كان 11" عبر موقعها الإلكتروني في تلك الفترة. ووجه 14 نائباً من الائتلاف الحاكم في الكنيست الإسرائيلي وقتئذ، رسالة إلى رئيس "الشاباك"، مطالبين بتخفيف ظروف سجن المستوطن القاتل، حتى إن منهم من شكك في ارتكابه الجريمة البشعة بحق عائلة دوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية عام 2015، عندما أحرقهم المستوطنون وهم نيام في منزلهم، ما أدى إلى استشهاد الأب سعد، والأم ريهام، والرضيع علي، فيما أصيب الطفل (في حينه) أحمد بحروق بالغة. ورفض "الشاباك" وقتها نقل بن أوليئيل إلى الجناح التوراتي في السجن خوفاً من تأثيره على السجناء الآخرين المحتجزين هناك. لكن بار أوضح أنه لا يمانع نقله إلى القسم في رأس السنة العبرية وما يُسمى "يوم الغفران"، وأيضاً خلال عيد الفصح اليهودي (بيسح).

وكتب أعضاء الكنيست من الائتلاف، في تلك الفترة، ومنهم طالي غوتليب وكيتي شيطريت من حزب "الليكود"، في رسالتهم إلى رونين بار: "نتوجه إليك لنقل السجين إلى القسم التوراتي في أسرع وقت"، مضيفين أنه "منذ سجن عميرام بن أوليئيل قبل سبع سنوات ونصف، يرقد وحيداً في زنازين العزل التام، في أصعب ظروف السجن في إسرائيل"، بحسب مزاعمهم. كما زعموا أن "وضعه النفسي تراجع وهناك خطر حقيقي على صحته، النفسية والجسدية".

من جانبه، شكك وزير التراث عميحاي إلياهو من حزب القوة اليهودية الذي يتزعمه بن غفير، بمصداقية إدانة المستوطن القاتل بالجريمة، وذلك خلال حديث سابق لموقع "يديعوت أحرونوت". وقال إلياهو:" لا أعرف إن كان قد قتل أم لا. أنا لا أثق أبداً بجهاز القضاء في إسرائيل اليوم، فهو ملوث بالسياسة". يذكر أن المطالبة بتخفيف ظروف سجن بن أولئيل، تأتي في إطار حملة مستمرة منذ فترة من أجله، بمشاركة أعضاء كنيست وجهات أخرى.