السيسي لصحيفة ألمانية: منعنا المهاجرين من اقتحام أوروبا ولم نعاقب أحداً بسبب رأيه

25 ابريل 2021
السيسي: النقد مسموح به للجميع في مصر بشرط أن يكون نقداً بناءً وليس تحريضياً (فرانس برس)
+ الخط -

نشرت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية في مصر، مساء السبت، ملخصاً لحوار أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، زعم فيه أنه "لا يوجد أي شخص في مصر سُجن بسبب آرائه السياسية، باعتبار أن الأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعيش ظروفاً صعبة مثل مصر".

وادّعى السيسي أن "النقد مسموح به للجميع في مصر، بشرط أن يكون نقداً بناءً، وليس تحريضياً"، مستطرداً بأن "الدولة (الحكومة) لم تعاقب أحداً بسبب إبداء رأيه، لكن تحقيق الاستقرار أمر مهم للغاية في بلد يبلغ تعداد سكانه ما يزيد على 100 مليون نسمة مثل مصر، ويشكل الشباب أكثر من 60% منه".

وأضاف السيسي، الذي قاد انقلاباً للجيش على الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي في عام 2013: "التحريض على الانقلاب أمر خطير، وغير مقبول. وألمانيا قطعت شوطاً طويلاً لتحقيق الاستقرار، وهي الآن من بين أغنى البلدان في العالم"، مستكملاً: "لدينا في مصر ما لا يقل عن مليون شاب وشابة يدخلون سوق العمل كل عام، ولا تستطيع الدولة توفير الوظائف لهم".

وشدد على أنه لا يمكن خلق تلك الوظائف إلا إذا استقر الوضع الأمني، قائلاً: "لا يمكن خلق الوظائف إلا إذا ساعدتنا أوروبا في بناء الصناعات، حتى لو كانت تنافس صناعاتها. ومصر نجحت في منع المهاجرين غير الشرعيين من اقتحام أوروبا من طريق حدودها البحرية منذ سبتمبر/ أيلول 2016".

إعلام وحريات
التحديثات الحية

وواصل السيسي: "كان من المهم لنا ألّا يتأثر أمن أوروبا نتيجة الهجرة غير الشرعية، التي لا يمكن وقفها عبر مصر إلا بتهيئة المناخ المناسب للأمن والاستقرار. ونحن لا نطالب بأي شيء في المقابل من دول أوروبا، ولا نستخدم ذلك في الابتزاز السياسي أو الاقتصادي"، على حد زعمه.

وزاد بقوله: "لدينا ستة ملايين لاجئ في مصر، من بينهم 500 ألف لاجئ من سورية، بالإضافة إلى عدد كبير من العراق واليمن والسودان وليبيا وإثيوبيا، ودول أفريقية أخرى. ويرى الكثير منهم أن مصر دولة عبور فقط، لكننا لن نسمح لهم بالمضي قدماً نحو أوروبا".

وقال السيسي: "اللاجئون في مصر يتلقون المعاملة نفسها التي يحصل عليها المصريون، ونحن نقدم لهم ما في وسعنا، بما في ذلك اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. ومصر ليس لديها أي مخيمات للاجئين مثل بعض الدول، حيث يعيش هؤلاء داخل المجتمع المصري مثل أي مواطن آخر"، وفق قوله.

وأضاف: "لا أحد يستطيع معارضة شعب انتفض مرتين، الأولى في عام 2011 والثانية في عام 2013، ويمكن الناس أن ينهضوا مرة ثالثة أو رابعة إذا اختلفوا مع الحكم. وكان مبارك (الرئيس المخلوع الراحل) في السلطة لمدة 30 عاماً قبل أن ينقلب الناس ضده، وبقي مرسي في منصبه لمدة عام واحد فقط قبل أن يزيحه الشعب"، حسب مزاعمه.

وذكر السيسي أن "ما يجري في مصر الآن يثير استياء جماعة الإخوان المسلمين، التي وصلت إلى السلطة عقب مساعٍ دامت 90 عاماً. والجماعة تحاول نقل انطباع سلبي عن حالة حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية في مصر، بغرض تشكيل ضغط أوروبي على القاهرة".

وتساءل في حواره: "هل تريدون تطبيق معاييركم الخاصة فقط للحرية والديمقراطية؟ أم يجب عليكم النظر أولاً إلى حالة الشعب المصري، ومعرفة أوضاع الفقراء وغير المتعلمين؟ لا أريد أن أطلب الدعم من أجلهم، ولكن أعطونا بعضاً من معرفتكم، وصناعتكم، ونحن نريد أن نشارك في تقدمكم، تماماً كما تريدون منا أن نتبنى أفكاركم عن الحرية".

وتطرّق الرئيس المصري إلى القضية الفلسطينية، بالقول: "إذا كانت هناك دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، فسيكون ذلك ضمانة لأمن المواطنين الإسرائيليين، وليس فقط للفلسطينيين. ولهذا فنحن نعمل على دعم المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، حتى تؤدي المحادثات إلى حلول ملموسة على أرض الواقع".

المساهمون