استمع إلى الملخص
- أكد السيسي على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، مشدداً على أهمية تحويل الاعتراف الدولي إلى عمل لتحقيق السلام ووقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن السلام يفتح آفاق التعاون الإقليمي.
- أشار السيسي إلى الذكرى الـ51 لحرب أكتوبر 1973، مشيداً بالسلام كخيار استراتيجي لمصر، وداعياً للاستفادة من التجربة المصرية في التعاون لتحقيق التنمية.
هاجم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجدداً ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، قائلاً خلال تفقده عناصر الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني في مدينة الإسماعيلية، اليوم الثلاثاء، إن "أحداث (ثورة) 2011 كانت إما ترتيباً أو سوء تقدير أو مؤامرة، والهدف منها إسقاط جناحي الأمة، الجيش والشرطة، وسقوط الدولة في اقتتال أهلي كبير يستمر ويأكل كل فرص التنمية، حتى وإن كانت متواضعة ومحدودة".
وأضاف أن "جهود مكافحة الإرهاب استمرت لمدة عشر سنوات، وهي فترة من أصعب الفترات التي مرت على الدولة"، مستطرداً بأن "عقيدة القوات المسلحة تتمثل بالحفاظ على استقرار الدولة والحدود، وحماية مصالحها القومية بعقل ورشد وتدبر، وعدم تضييع قدراتها في ممارسات قد لا تكون عائدة بالنفع"، على حد تعبيره. وتابع: "أقدّر شرف العسكرية المصرية، وأقدّر عزة ومكانة العقيدة المصرية الحريصة، وكل همنا محاربة التخلف والجهل والفقر. والقوات المسلحة جزء من الشعب المصري، وحريصة دوماً على تحقيق الأمن والاستقرار، وقد لعبت دوراً هاماً في حماية الشعب المصري، والأمن القومي، من تداعيات فترة صعبة سواء في عام 2011 أو في 2013".
وزاد السيسي مخاطباً الجنود بقوله: "عقيدتكم شريفة مخلصة لوطنها، وليس لأي أحد آخر، وأجندة الدولة المصرية ليست خافية، فنحن نريد أن نعيش في سلام على حدودنا، وأن نتعاون مع الآخر (في إشارة إلى إسرائيل)، لأن تجربة التعاون والتنمية أفضل من الاقتتال".
وأكمل: "من حق الشعب الفلسطيني أن يكون له دولة مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، حماية للمواطن الإسرائيلي والفلسطيني معاً. والقضية الفلسطينية قضية محورية في وجدان كل الناس، وهي قضية عادلة، والمجتمع الدولي بالكامل يعرف ويعترف بذلك، ولكن الأهم أن تتحول هذه المعرفة وهذا الاعتراف إلى عمل من أجل تحقيق السلام".
واستطرد السيسي بالقول: "نحن في هذه المرحلة نسعى إلى ثلاثة أهداف، وهي أهداف لم تتغير منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتتمثل في إيقاف إطلاق النار، وعودة وإطلاق سراح الرهائن (الإسرائيليين)، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لأن سكان القطاع يزيدون على مليوني إنسان، ويعانون أشد المعاناة بفعل الحرب التي أسقطت منهم أكثر من 40 ألف قتيل، معظمهم من النساء الأطفال".
وذكر السيسي أنه "يجب أن نتوقف أمام الأرقام الكبيرة من الضحايا والمصابين في غزة، وحجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية الأساسية في القطاع. وفي مرحلة ما بعد انتهاء الحرب لدينا خيار إقامة دولة فلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، حتى ننهي بذلك، ونغلق، مرحلة من الصراع والكراهية بين الطرفين".
وأضاف: "باسمي، وباسم كل الأشقاء في المنطقة العربية، أقول إن السلام سيفتح آفاقاً حقيقية للتعاون على مستوى الإقليم، لأن الحرب هي الاستثناء، والحالة العامة تتمثل في السلام والاستقرار والبناء والتنمية. والدولة المصرية بكل مؤسساتها، بما فيها القوات المسلحة، ليس لديها أجندة تجاه أي طرف في الصراع، وموقفها ثابت ولا يتغير من القضية الفلسطينية العادلة".
وتطرق السيسي إلى الذكرى الـ51 لحرب السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1973، قائلاً: "الفرق في الإمكانيات (بين مصر وإسرائيل) وقت هذه الحرب كان كبيراً، لكن إرادة القتال لتحرير الأرض كانت فى ذهن وقلب كل جندي ومواطن مصري. وعلى الرغم من التفاوت فى الإمكانيات، فإن النصر من الممكن تحقيقه بالإرادة".
واستطرد بالقول: "بعد 51 عاماً من الحرب، أقول إن القيادة المصرية آنذاك كانت قيادة لها رؤية بعيدة جداً، واستطاعت أن تتجاوز عصرها وظروفها، والحالة التي كانت موجودة في المنطقة العربية. الاتجاه إلى السلام بعد حرب أكتوبر كانت رؤية مصرية شديدة العبقرية، وما تحقق وقتها يؤكد أنها كان سابقة لعصرها، حيث تحقق بها السلام لمصر، وبقي السلام منذ ذلك الوقت خياراً استراتيجياً لمصر حتى الآن".
وختم الرئيس المصري قائلاً: "ما نعيشه اليوم من صراع وقتال وغضب وكراهية كان موجوداً في فترة سابقة بشكل أو بآخر، وكان على مستوى المنطقة بأكملها. يجب أن نتوقف جميعاً أمام التجربة المصرية في التعاون والبناء، التي أثبتت أنها أفضل من الصراع والاقتتال، وأمام القادة في فترة ما بعد الحرب، سواء في مصر أو في إسرائيل".
ولطالما كرر السيسي حديثه عن مكاسب التطبيع مع إسرائيل، والسلام مع دولة الاحتلال، في تصريحاته الأخيرة، متجاهلاً تكرار اعتداء القوات الإسرائيلية على الجنود المصريين في شبه جزيرة سيناء، واحتلالها محور فيلادلفيا الممتد بطول الحدود بين قطاع غزة ومحافظة شمال سيناء، خارقة بذلك بنود معاهدة السلام الموقعة بين البلدين في عام 1979. كذلك اعتاد السيسي الهجوم على ثورة 25 يناير في أي مناسبة قومية، وربطها دائماً بالحديث عن الخراب والدمار، ومحاولة إسقاط مؤسسات الدولة، كالجيش والشرطة.