استمع إلى الملخص
- رفع المحتجون لافتات تندد بالجرائم المتزايدة في المحافظة، داعين إلى دولة قانون علمانية تحارب التخلف والعنف، مؤكدين أن الحراك مستمر حتى زوال الاستبداد.
- أجرت فصائل "الدفاع الوطني" الموالية للنظام استعراضات مسائية لترهيب المحافظة، بينما زارت الهيئة العامة لحراك السويداء الشيخ حكمت الهجري لدعم موقفه من الحراك الشعبي.
شارك عشرات المحتجين اليوم الجمعة في التظاهرة المركزية الأسبوعية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوبي سورية، لتأكيد المطالبة بتطبيق القرارات الأممية ذات الشأن بالملف السوري. وشدد المحتجون على استمرار الحراك السلمي "حتى يهتز ضمير العالم ويناصر قضية الشعب السوري"، فيما عزز النظام السوري قواته في مواقع عدة.
وقال الناشط عادل أبو الحسن لـ"العربي الجديد"، إن استمرار الحراك حتى لو بأعداد قليلة لا يزال يؤرق النظام السوري، ممثلاً برئيسه بشار الأسد، على الرغم من كل محاولاته عبر وكلاء غير رسميين إخماد الأصوات التي تطالب برحيله، مضيفاً: "سيستمر هذا الحراك حتى آخر نفس، فالعودة عنه ستكون إعداماً نهائياً للحرية".
ورفع المحتجون لافتات تندد بالجرائم التي ازدادت وتيرتها أخيراً في المحافظة، وتدعو المجتمع "للوصول إلى دولة قانون علمانية تحارب كل أشكال التخلف والعنف التي رسختها الأنظمة المستبدة". وأشار الناشط ابو الحسن إلى أن الحراك "خرج ليقول لا لكل أنواع الاستبداد والظلم السياسي والاجتماعي. استبداد قانون الغاب الذي نشأ في الجاهلية الأولى وأحياه النظام وعززه على مدى نصف قرن من الزمن".
وأضاف: "كي يتخلص المجتمع من العادات والقيم البالية عليه أن يسعى للتخلص ممن يعزز تلك العادات ويتحكم بالقضاء، ويحيده عن خط النزاهة، فالمدنية العلمانية تتحقق بتحقق القضاء الحيادي النزيه، والأخير يتحقق بتحقق زوال الظلم والاستبداد، وزوال الظلم والاستبداد لا يتحقق إلا بتغير المنظومة السياسية التي رسخت كل أشكال العنف".
وبالتزامن مع دخول تعزيزات عسكرية جديدة إلى المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، أجرت مجموعة من فصائل "الدفاع الوطني" الموالية للنظام حركات استعراضية مسائية، حيث جابت شوارع مدينة السويداء بالرشاشات المتوسطة المحمولة على سيارات رباعية الدفع، تحمل صور رئيس النظام بشار الأسد في مقدمة الحشد.
وقالت الناشطة الحقوقية سلام عباس لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الاستعراض يأتي في سياق ترهيب المحافظة، بعد سلسلة من أعمال الترهيب المبطنة بغلاف حوادث القتل والسلب على الطرقات ومحاولات سرقة متفرقة طاولت منازل مواطنين من المحافظة".
ولفتت عباس إلى أن "فورة الجرائم" في الشهرين الأخيرين في المحافظة، من قتل وسرقة وخطف "ليست في مصلحة أي طرف إلا النظام نفسه الذي يحاول جاهداً شرعنة التدخل العسكري في السويداء لضمان إخماد الأصوات المناهضة له".
وفي سياق آخر، زارت الهيئة العامة لحراك السويداء، أمس الخميس، مقر الرئيس الروحي لطائفة الموحدين المسلمين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، تأكيداً على دعم وتأييد موقفه من الحراك الشعبي. وأثنى الشيخ الهجري على خطوة انتخاب الهيئة العامة للحراك، مهنئاً الحراك والسوريين جميعاً بالتوصل لما سمّاه "الإنجاز الوطني" الذي حُرم السوريون من ممارسته بالشكل الديمقراطي الحقيقي منذ عقود، آملاً أن "يكون خلاص السوريين قد بدأ من هنا".
كما أشار الهجري في كلمة أمام زائريه إلى ضرورة الحوار السلمي بين أبناء الوطن الواحد للوصول إلى دولة تضمن حقوق جميع مواطنيها، مشدداً على التمسك بوحدة البلاد بالتشارك مع جميع السوريين.