السوريون يحيون ذكرى ثورتهم بمظاهرات سلمية تؤكد مطلب إسقاط النظام

15 مارس 2022
من مظاهرة إدلب اليوم (Getty)
+ الخط -

تظاهر آلاف السوريين، اليوم الثلاثاء، في مناطق متفرقة شمالي وشرقي البلاد إحياء للذكرى الحادية عشرة للثورة السورية، مجددين مطالبهم بإسقاط النظام.

وقال مراسل "العربي الجديد" إن آلاف السوريين تظاهروا في مدينة إدلب ومناطق متفرقة من ريفها، كما خرجوا في مظاهرات بمدينة جرابلس في ريف حلب، ومظاهرات في مدينة سلوك بريف الرقة ومظاهرات في رأس العين بريف الحسكة الخاضع للمعارضة السورية.

وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أيضاً، أن مظاهرات خرجت في بلدة معيزيلة الخاضعة لـ"قسد" بريف دير الزور الشمالي، إحياء للذكرى الحادية عشرة للثورة.

وتجمع آلاف السكان في ساحة السبع بحرات في مدينة إدلب رافعين أعلام الثورة السورية، ولافتات كتبت عليها عبارات تؤكد على مطلب إسقاط النظام وشعارات تنادي بالحرية والكرامة.

إدلب ومحيطها شهدا، منذ صباح اليوم، تحليقاً مكثفاً من الطيران الحربي الروسي

وخرجت مظاهرات في منطقة أطمة وناحية سرمدا بريف إدلب، إذ تكتظ تلك المنطقة بمخيمات المهجرين والنازحين، وتوجه المتظاهرون إلى مدينة إدلب.

وقال مراسل "العربي الجديد" إن المظاهرات ضمت سكان المنطقة إلى جانب النازحين والمهجرين، سواء من مناطق النظام أو من مناطق "قسد"، والجميع يؤكد مجدداً على رفض الانصياع للنظام السوري، ويطالب بإسقاطه. مضيفاً أن الأهالي خرجوا في إدلب رغم وجود تخوف من عمليات قصف قد يقوم النظام بها.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأشار إلى أن إدلب ومحيطها شهدا، منذ صباح اليوم، تحليقاً مكثفاً من الطيران الحربي الروسي، وطيران الاستطلاع التابع للنظام دون تنفيذ غارات.

وقال وليد العمري، وهو من المهجرين في إدلب، إنهم جاؤوا إلى المظاهرة تأكيداً على مطلب إسقاط النظام، وتنديداً بالتدخل الروسي لمصلحته ومطالبة المجتمع الدولي بمحاسبته ومحاسبة كل من دعمه في جرائمه ضد الشعب السوري.

بدوره، شدد الناشط محمد الإدلبي على أن "المظاهرات اليوم تؤكد أن الثورة مستمرة حتى إسقاط النظام وعودة المهجرين إلى ديارهم وإخراج المعتقلين من سجون النظام، وأن هذه الثورة مستمرة مهما طال الزمن".

ومضى قائلاً: "هذه المظاهرات تعيدنا إلى بدايات الثورة السلمية التي واجهت آلة القمع بالكلمة والصوت، وهذه المظاهرات هي ما يقض مضجع النظام وليس البندقية، فهي التي تؤكد على أن هؤلاء مطلبهم نيل حريتهم وتكذب النظام الذي كان يدعي محاربة الإرهاب بقصف الأطفال".

ونشرت صفحة اتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم فيديو للمظاهرات من مدينة إدلب، مبرزة مشاركة والدة منشد الثورة "عبد الباسط الساروت".

"مسد" تقيم مهرجاناً خطابياً في القامشلي

وفي القامشلي، أقام "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) في مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة، شمالي شرق سورية اليوم الثلاثاء، مهرجاناً خطابياً بمناسبة مرور الذكرى الحادية عشرة على الثورة السورية، تحت شعار "الثورة مستمرة حتى إنهاء الاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة". 

وحضر المهرجان الخطابي ممثلون عن العشائر العربية والكردية، وممثلون عن أحزاب سياسية، وشخصيات مستقلة.

من جهته، قال عدنان عزو، وهو أحد أعضاء "حزب المحافظين الديمقراطي" الذين حضروا المهرجان الخطابي، في حديث لـ"العربي الجديد": "دخلنا في بداية العام الثاني عشر للثورة السورية، تم استهداف كل شيء خلال هذه الثورة، وهناك الكثير من الضحايا والمعتقلين، لا سيما أن الظروف الاقتصادية الصعبة جداً"، مضيفاً: "مجلس سورية الديمقراطية بحرصه على وجود أي نواة للاستقرار في كامل الأراضي السورية يتبنى أي أمر يؤدي إلى حل الأزمة السورية". 

وأشار عزو إلى أن "أي حلول تؤدي إلى الحوار السوري - السوري وإنهاء مأساة الشعب السوري، فنحن ندعمها ونشارك فيها بما أننا جزء من مجلس سورية الديمقراطية". 

بدوره، أكد سنحاريب برسوم، الرئيس المشترك لـ"حزب الاتحاد السرياني بشمال سورية"، لـ"العربي الجديد"، أن "مجلس سورية الديمقراطية هو جزء من الثورة السورية والشعب السوري، ويسعى إلى هدف الانتقال الديمقراطي في سورية، وإسقاط نظام الاستبداد، وبناء ديمقراطية ودستور جديد للبلاد"، مُشيراً إلى أن "لدى (مسد) رؤية سياسية متكاملة بخصوص مستقبل سورية، ويسعى المجلس ضمن سياساته إلى بناء جسور ما بين أطراف المعارضة السورية"، مضيفاً: "لكن دائما تلك الجسور كانت تنتهي بنوع من الفشل". 

ولفت برسوم إلى أنه "لدى مسد محاولات من أجل أن يكون هناك مؤتمر للمعارضة السورية، يُدعى إليه كل الأطراف". وأوضح برسوم أنه "هناك مطالب حثيثة من مسد بأن يدخل ضمن العملية السياسية، لكن هناك دائماً رفضاً يتمثل بالدرجة الأولى من تركيا التي تعتبر مسد والإدارة الذاتية أعداء لها، وتهديداً لأمنها القومي، وهذا كله خلق الشرخ ما بين أطراف المعارضة السورية". 

وأشار برسوم إلى أنه "ما يتطلب في المرحلة الحالية مراجعة حقيقية لكل الأطراف، وتوحيد الجهود، وتقديم التنازلات، والوصول إلى رؤية مشتركة من أجل حل سياسي في سورية يلبي تطلعات الشعب السوري". 

المساهمون