السودان: 3 أعضاء جدد في مجلس السيادة

04 فبراير 2021
رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان (Getty)
+ الخط -

أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الخميس، قراراً بتعيين 3 أعضاء جدد في مجلس السيادة، من قادة حركات الكفاح المسلح، التي انضمت إلى الحكم بعد توقيعها اتفاق سلام أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وسمى البرهان كلاً من الهادي إدريس يحيى، رئيس حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي، والطاهر أبو بكر حجر، رئيس تجمع قوى تحرير السودان، ومالك عقار، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، أعضاءً جدداً في مجلس السيادة.

ويأتي القرار تنفيذاً لاتفاق السلام الذي وقعته الحركات المسلحة مع الحكومة الانتقالية، تحت وساطة جنوب السودان. ومن المتوقع أن يعقب القرار، تشكيل الحكومة الجديدة، الاثنين المقبل، بواسطة رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك.

ويعد مالك عقار، أبرز الأعضاء الثلاثة الذين جرى تعيينهم اليوم كأعضاء بمجلس السيادة، وهو رئيس للحركة الشعبية لتحرير السودان، المتفرعة من الحركة الأم التي تمردت على السلطة المركزية في الخرطوم عام 1983، بقيادة الزعيم الجنوب سوداني، جون قرنق، وانضم إليها عقار في العام 1984، ووظل يقاتل في صفوفها حتى انتقلت الحركة من الحرب إلى السلام عام 2005 عبر اتفاق سلام تاريخي رعته منظمة التنمية الحكومية"إيغاد"، وانتهى الاتفاق باستفتاء شعب جنوب السودان على الوحدة أو الانفصال مع الشمال، فاختار الجنوبيون خيار الانفصال في العام 2011، لتنقسم الحركة إلى نصفين، شمالي وجنوبي، وقاد مالك عقار قطاع الشمال، ليتعرض القطاع في العام 2017 إلى هزة وينقسم إلي فصيلين، الأول بقيادة عقار نفسه، والآخر بقيادة عبد العزيز الحلو، وكلاهما يقاتل الحكومة في الخرطوم.

دخل عقاربعد سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير2019، في مفاوضات جادة مع الحكومة الانتقالية قادت إلى التوقيع على اتفاق سلام جوبا، ليدخل القصر الرئاسي في منصب عضو مجلس السيادة، وهى ليست المرة الأولى التي يتبوأ فيها منصباً حكومياً، ففي الفترة من العام 2005 - 2011، عين أولاً وزيراً للاستثمار في نظام البشير، من حصة الحركة الشعبية، ثم انتقل والياً لولاية النيل الأزرق مرة بالتعيين ومرة بالانتخاب، وهي الولاية التي انطلق منها تمرده الجديد على الحكومة المركزية.

وتواجه حركته حالياً انقساماً جديداً يقوده الأمين العام إسماعيل خميس جلاب الذي رفض ما عده الهيمنة المطلقة لرئيس الحركة مالك عقار مع نائبه ياسر عرمام على مقاليد القرار فيها، ورفض جلاب في خطاب رسمي وجهه لرئيس الوزراء  كل الترشيحات الخاصة بالحركة، للحكومة الجديدة.

أما الهادي إدريس، فهو أحد المؤسسين لحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، لكن إدريس الذي تخرج من كلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم في العام 2003، انشق عن عبد الواحد، قبل سنوات، ليشكل مع مجموعة من المنشقين من حركات مختلفة حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي.

في العام 2018، اشتدت الخلافات داخل الجبهة الثورية، وهى تحالف يضم عدداً من قوى الكفاح المسلح، ليتم اختياره رئيساً للجبهة كشخصية توافقية، واستطاع خلال ذلك إعادة توحيد الجبهة من جديد، حتى دخلت في المفاوضات مع الحكومة.

أما العضو الثالث، الطاهر أبوبكر حجر، فهو رئيس لتجمع قوى تحرير السودان، وأيضاً أحد القادة المنشقين من حركة تحرير السودان، وأسس بعد انشقاقه في العام 2014 تحالف تجمع قوى التحرير، وهو جزء من الجبهة الثورية، وقد حاول حجر في العام 2015 اللحاق بالحوار الوطني الذي دشنه نظام الرئيس المعزول عمر البشير، حيث حضر أولى جلسات مؤتمر الحوار الوطني، ولم يواصل بعد ذلك ليعود العام الماضي ضمن صفقة اتفاق السلام.

وبعد تعيين ثلاثتهم، عقار وإدريس وحجر، يصبح عدد أعضاء مجلس السيادة 14 عضواً ليُعد أكبر مجلس سيادي في تاريخ السودان الحديث.