قالت مصادر طبية في مدينة الجنينة السودانية، اليوم الإثنين، إنها أحصت 18 قتيلاً و54 جريحاً، في تجدد للنزاعات القبلية بالمدينة.
وذكر بيان صادر عن لجنة أطباء في ولاية غرب دارفور، أن عجلة العنف دارت مرة أخرى في مدينة الجنينة، مركز الولاية، منذ مساء السبت الماضي، لتتسع في اليومين الماضيين، مبيناً أنه لا تزال مستشفيات المدينة تستقبل المزيد من الضحايا، ما يرجح تصاعد أعداد الضحايا على مدار الساعة.
وتُعد الأحداث الحالية، الثالثة من نوعها في مدينة الجنينة، منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في عام 2019، وكانت آخر تلك المواجهات وقعت في يناير/كانون الثاني الماضي، والتي سقط فيها أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى.
وطبقاً لشهود عيان، فإن التوتر ساد المدينة خلال الساعات الماضية، ويُسمع باستمرار أصوات الرصاص، وتُرى ألسنة الدخان في عدد من المناطق، وأصيبت الحياة داخل المدينة بالشلل التام، وتوقفت وسائل النقل، وأغلقت المحال التجارية أبوابها.
ودان بيان لجنة الأطباء اعتداء من نوع آخر على سيارة إسعاف كانت تقلّ عددا من الكوادر الطبية العاملة في مستشفى الجنينة التعليمي، مساء أمس الأحد. وأوضح بيان اللجنة أن مجموعة مسلحة أطلقت النار على السيارة، ما أدى إلى إصابة السائق، وإرغام الطواقم الطبية على النزول وضربهم، حيث أصيب اثنان من اختصاصي المختبرات الطبية، إضافة إلى أحد أفراد الحراسة، وتم نهب كل مقتنياتهم. وأشارت اللجنة إلى تعرّض المؤسسات الطبية وسكن الكوادر لتهديد مستمر في ظل التأمين غير الكافي.
وحمّل البيان، السلطات الأمنية ووزارة الصحة، مسؤولية التساهل المتكرر والمستمر في توفير التأمين الكافي والدائم للمؤسسات الطبية وحركة الكوادر، ما يهدد بشكل جدي استمرارية تقديم الخدمات الطبية. ودعت اللجنة، الحكومة، إلى التدخل وفرض هيبة الدولة، وإنهاء حالة الانفلات الأمني في المدينة.