السودان: يوم دام في أم درمان وهدوء نسبي في الفاشر

23 سبتمبر 2024
مبان متضررة في أم درمان بفعل القصف، 30 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **قصف مدفعي في أم درمان**: مقتل 15 شخصاً وإصابة 46 آخرين في قصف على سوق صابرين بمنطقة كرري، وسط حرب مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 18 شهراً، مما أدى إلى مقتل 18 ألف مدني ونزوح ربع السكان.

- **هجمات متبادلة في نهر النيل والخرطوم**: الجيش يشن هجمات بطائرات مسيرة على قوات الدعم السريع في نهر النيل والخرطوم، ويمتد القصف إلى ولاية الجزيرة.

- **الوضع في الفاشر وشرق السودان**: هدوء نسبي في الفاشر بعد معارك ضارية، وقوات الدعم السريع تسيطر على دفاعات في القضارف، والجيش يرد بتدمير مركبات وقتل عناصر.

أعلنت وزارة الصحة السودانية بولاية الخرطوم، اليوم الاثنين، مقتل 15 شخصاً وإصابة 46 آخرين في أحدث قصف مدفعي على مناطق شمال مدينة أم درمان، فيما دخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان شهرها الثامن عشر. 

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة الولائية محمد إبراهيم، في تصريح صحافي، إن ما سماه بـ"مليشيا آل دقلو الإرهابية" قصفت اليوم سوق صابرين بمنطقة كرري، وهو أكثر الأسواق اكتظاظاً بالباعة والمتسوقين، وأشار إلى أن العدد الأولي للضحايا بلغ 15 قتيلاً، مشيراً إلى أن المصابين نقلوا إلى مستشفى النو ومستشفى سواعد، ولا يزال الحصر جارياً لمعرفة بقية الضحايا الذين لم يتسن للأطقم الطبية الوصول اليهم حتى الآن.

ويعد هذا أكبر عدد قتلى في يوم واحد منذ أشهر في منطقة شمال أم درمان الواقعة تحت سيطرة الجيش، والمعرضة بصورة شبه يومية لقصف الدعم السريع من مناطق شمال بحري وتوتي. ودخلت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها الثامن عشر، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 18 ألفاً من المدنيين ونزوح ولجوء نحو ربع سكان البلاد إما إلى مناطق آمنة وإما إلى خارج البلاد. 

وفي ولاية نهر النيل، أعلنت تنسيقية لجان حجر العسل أن طائرات مسيرة تابعة للجيش شنت، الاثنين، هجوماً مكثفاً على تمركزات قوات الدعم السريع في قرى جنوب حجر العسل، واستهدفت سيارات تتبع للدعم السريع حيث قُتل عدد من أفرادها كما قُتل مواطن أثناء الهجوم، وأدانت اللجان، في بيان، الأطراف المتحاربة لإقحامهم المواطن في ما عدته حرباً عبثية. 

وطبقاً لشهود عيان، قصف الجيش تجمعات وتمركزات للدعم السريع في قلب العاصمة الخرطوم ومنطقة المقرن، حيث شوهدت أعمدة الدخان، كما شملت غارات الطيران الحربي التابع للجيش نقاطاً خارج الخرطوم، مثل ولاية الجزيرة التي تدور فيها معارك بقرية الشاقياب بالقرب من ود مدني، مركز ولاية الجزيرة. 

وفي السياق نفسه، شهدت مدينة الفاشر، اليوم الاثنين، هدوءاً نسبياً بعد معارك ضارية استمرت أياماً وأدت إلى مقتل 13 مدنياً، طبقاً لبيان من تنسيقية لجان مدينة الفاشر. وتواجه المدينة منذ 10 مايو/أيار الماضي حصاراً مشدداً من قبل "الدعم السريع" التي تسعى للاستيلاء على المدينة إلا أن محاولات الهجوم، التي زادت عن مائة، فشلت في تحقيق السيطرة عليها بعد مقاومة وتصدٍّ من الجيش والقوات المتحالفة معه. وفي شرق السودان، قالت قوات الدعم السريع، في حسابها على منصة إكس، إن قوات تابعة لها تمكنت من السيطرة دفاعات متقدمة للجيش في ولاية القضارف وهددت بالسيطرة على الفرقة الثانية مشاة.

وفي وقت لاحق من اليوم الاثنين، قال الجيش السوداني إنه استطاع تدمير عدد من المركبات وقتل مجموعة من عناصر الدعم السريع خلال محاولتهم التسلل إلى أطراف مدينة الفاشر. وأضاف الإعلام العسكري التابع للجيش السوداني في بيان له إن "الدعم السريع" حاولت إستهداف مدينة الفاشر بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة، فتصدى لها الجيش المسنود بحركات مسلحة، وأجبرها على التراجع دون تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن القصف المدفعي المتقطع استهدف الأحياء السكنية. 

وعدد الإعلام العسكري الخسائر التي يقول إن "مليشيا الدعم السريع" منيت بها، مثل مدرعة "بي تي آر"، ودبابة تي (55)، ومدفع هاوتزر، ومركبة لاندكروز بكامل طاقمها، وأكد أن مدينة الفاشر هادئة تماما عدا بعض اللصوص في أطراف الأحياء الجنوبية والشرقية هدفهم سرقة ونهب ممتلكات ومنازل المواطنين الذين تم تهجيرهم بواسطة القصف المدفعي، كما أكد أن الأوضاع تحت السيطرة، وأن الطيران الحربي يتعامل مع تجمعات العدو بدقه عالية مسببا خسائر جارٍ حصرها.