السودان يعلن القبض على "خلية إرهابية" مصرية وتشكيك بالرواية الأمنية

30 سبتمبر 2021
من الانتشار الأمني السوداني خلال مظاهرات اليوم ضد المكوّن العسكري (Getty)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية سودانية إن وفدًا أمنيًا مصريًا رفيعًا يزور الخرطوم حاليًا لبحث تسليم 4 مصريين، تم القبض عليهم ضمن "خلية إرهابية" متهمة بقتل 5 من ضباط جهاز المخابرات العامة بالخرطوم الثلاثاء الماضي.

وكشف مصدر أمني لوسائل إعلام محلية سودانية، عن القبض على زعيم الخلية الإرهابية التي قتلت عدداً من أفراد الأمن أمس الثلاثاء. وقال المصدر إنهم تمكّنوا من القبض على زعيم الخلية الإرهابية بمدينة بورتسودان، ويحمل جواز سفر باسم محمود ويلقب بأبو محمد وهو مصري الجنسية، وأوضح المصدر أن كل المُشتبه فيهم تم إلقاء القبض عليهم باستثناء عنصر سوداني لا تزال السلطات تُلاحقه.

وكشفت صحف مصرية وسودانية تفاصيل عن المصريين المتورطين بخلية اغتيال ضباط المخابرات السودانية، والتي وقعت قبل أيام، وأسفرت العملية عن مقتل خمسة عناصر وجرح خمسة آخرين خلال عملية دهم استهدفت خلية لتنظيم "داعش".

إحدى المتهمين الأربعة هي شابة مصرية، مبلغ باختفائها قسريًا منذ عام 2019

وأوضحت وسائل إعلام مصرية وسودانية أن المصريين المشاركين في الخلية، هم: محمد أحمد محمد علي مواليد القاهرة، يبلغ من العمر 31 عاما وحاصل على معهد فني تجاري، ومحمود عبد البديع أحمد محمود، وسيدة تدعى آية حسن عبد السلام أبو السعود من مواليد العام 1997 وتقيم في مدينة ببا بمحافظة بني سويف.

وسربت جهات التحقيق السودانية أوراق الهوية الخاصة بالمتهمين الأربعة التي أظهرت أنهم مصريون، لكن لم تلق القصة تصديقًا في دوائر سودانية ومصرية حقوقية، لا سيما أن إحدى المتهمين الأربعة هي شابة مصرية، مبلغ باختفائها قسريًا منذ عام 2019؛ وهي آية حسن عبد السلام أبو السعود (24 سنة) الطالبة بكلية آداب جامعة بني سويف، والتي نشرت صفحة "أوقفوا الاختفاء القسري" في مارس/آذار الماضي منشورًا بشأنها قالت فيه: "تكمل آية بعد أقل من شهر، عامين من الاختفاء القسري، حيث تم إلقاء القبض عليها من أمام كليتها صباح 10 أبريل 2019 وتم إغلاق هاتفها من حينها وانقطع التواصل معها منذ ذلك الحين.

وقد علمت الأسرة بشكل غير رسمي بتواجدها بأحد مقرات الأمن الوطني ببني سويف". وأضافت: "قامت الأسرة باتخاذ الإجراءات الرسمية اللازمة؛ حيث قاموا بعمل محضر في مركز شرطة ببا، كما أرسلوا برقيات، لإجلاء مصير ابنتهم، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد ولم يستدلوا على مكانها حتى اللحظة".

وقالت مصادر سياسية مصرية وسودانية، لـ"العربي الجديد"، إن العملية قد تكون جاءت في إطار تعاون استخباراتي مصري سوداني، قائم على "فبركة تنظيم إرهابي" لكسب الدعم والتعاطف الدولي، لا سيما بعد فشل وكشف قصة الانقلاب التي حاول المكوِّن العسكري بمجلس السيادة السوداني ترويجها خلال الأيام الماضية".

العسكريون السودانيون يحاولون الآن تجريب "فزّاعة الإرهاب" التي طالمها استخدمها عسكريو مصر منذ انقلاب 2013

وأوضحت المصادر أن العسكريين السودانيين يحاولون الآن تجريب "فزّاعة الإرهاب" التي طالمها استخدمها عسكريو مصر منذ انقلاب 2013، كمصدر تهديد للشارع السوداني، وإجباره على الانصياع لإجراءات الطوارئ التي تستوجبها مكافحة الإرهاب؛ وبالتالي إطالة فترة بقائهم في السلطة.

ولم يستبعد المصدر أن تشهد الفترة المقبلة تفجيرات وعمليات إرهابية مفتعلة في عدد من المناطق في البلاد للإيحاء بأن البلاد باتت هدفا للإرهابيين، وبالتالي إعطاء مزيد من المبررات لتشديد القبضة الأمنية، وتقوية موقف المكون العسكري الذي يواجه معضلة كبيرة مع قرب انتهاء فترة رئاسته لمجلس السيادة وانتقالها للمدنيين.

وكان جهاز المخابرات السوداني قد أعلن في بيان صحافي، أنه "بناء على توفر معلومات عن خلية تتبع لداعش الإرهابي، تم صباح أول أمس الثلاثاء، تنفيذ عملية أمنية للقبض على هذه المجموعة" في منزل في حي جبرة جنوب العاصمة السودانية.

كما قال إن العملية أسفرت "عن القبض على 11 من الإرهابيين من جنسيات مختلفة"، فيما سقط في صفوفه خمسة، هم: "ضابطان وثلاثة ضباط صف وإصابة ضابط بجروح"، عندما "قامت المجموعة الإرهابية بإطلاق الرصاص على القوة".

وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري نقلت صحف سودانية عن مصادر حكومية، قولها إن مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وصل إلى السودان، ومعه رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وذكرت المصادر أن هذه الزيارة غير معلنة، وأن مدير المخابرات السودانية العامة الفريق أول جمال عبد المجيد كان في استقبال كامل.

وكان آخر إعلان رسمي عن زيارة عباس كامل العاصمة السودانية الخرطوم في الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي. وبعد يومين من زيارته الطارئة إلى السودان، قدم مدير المخابرات العامة المصرية، بيانا بتفاصيل ونتائج الزيارة إلى السيسي، الذي اجتمع به في 6 يناير الماضي في لقاء معتاد نادراً ما تعلن عنه رئاسة الجمهورية.

وقال بيان للرئاسة إن الاجتماع تناول استعراض التطورات الحالية على المستويين الإقليمي والدولي وجهود الدولة في هذا الإطار، وإن كامل عرض في هذا السياق نتائج ما تم من تحركات وزيارات على الصعيد الخارجي مؤخرا، ومنها زيارتاه إلى ليبيا والسودان.

وأضافت الرئاسة أن الاجتماع شهد استعراض آخر التطورات الخاصة بملفات الأمن القومي المصري، خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وأن السيسي وجه بالاستمرار في بذل أقصى جهد وأعلى درجات التنسيق ما بين أجهزة الدولة المعنية لصون أمن وسلامة الوطن، وترسيخ الاستقرار كعامل أساسي داعم لعملية البناء والتنمية والتقدم.

دلالات
المساهمون