انضم مجمع الفقه الإسلامي في السودان، الأربعاء، إلى قائمة تيار الرفض للتوجهات الحكومية نحو التطبيع مع إسرائيل.
وأفتى المجمع بتحريم التطبيع مع إسرائيل في كل المجالات، باعتباره مساندة للظلم، ومعاونة على الإثم والعدوان. وجاء ذلك في بيان أصدره المجمع عقب اجتماع له اليوم، توصل بإجماع أعضائه، إلى تحريم التطبيع.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" قد زعم في مخاطبة جماهيرية، بأن عدداً من مشايخ الدين الإسلامي قد أجازوا لهم التطبيع مع إسرائيل.
وذكر بيان صادر من مجمع الفقه، اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه، أن المصلحة المقصودة من التطبيع للسودان متوهمة، وأن المفسدة الدينية والدنيوية راجحة، وليس أدلّ على ذلك من نهي الإسلام عن مولاة الظالمين، وأن خطورة التطبيع تكمن في عدم تماسك المجتمع الداخلي، وتغذية التطرف الفكري وخلق أرضية له في البلاد.
وأشار مجمع الفقه إلى أن إسرائيل دولة محتلة ومعتدية على حقوق الشعب الفلسطيني، ومغتصبه لأرضه، وأن كل الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية والضمير الإنساني الحر تتفق على اعتباره ظلماً وعدواناً، وأن حماية وتحرير المقدسات الإسلامية، ومنها المسجد الأقصى، واجب على المسلمين وعليهم القيام به.
بيان #مجمع_الفقه_الإسلامي حول حرمة التطبيع مع إسرائيل...
Posted by مجمع الفقه الإسلامي السوداني on Wednesday, September 30, 2020
ومجمع الفقه الإسلامي هيئة حكومية تضم عدداً من علماء المسلمين من المذاهب كافة، يعيّنهم رئيس الوزراء، ومُناط به تقديم فتاوى بناءً على طلب من الحكومة أو المؤسسات أو الأفراد، ويصدر فتاوى بشأن الموضوعات العامة.
ويسعى رئيس المجلس الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، منذ فبراير/ شباط الماضي، إلى المُضيّ في خطوات التطبيع مع إسرائيل، بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وذلك بدفع من الولايات المتحدة والإمارات، بينما تتحفظ الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك على الخطوة، وتجد معارضة شبه كلية من تحالف الحرية والتغيير الحاكم.
وفي موازاة ذلك، عقدت ثلاثة أحزاب سودانية، هي حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل، وحركة تحرير السودان الثورة الثانية، وجبهة الشرق، مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه تأييدها لمسار التطبيع مع إسرائيل والقبول بالعرض الأميركي، الذي يتضمن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومساندة أميركا للسودان بإعفائه من ديونه في نادي باريس، وتقديم معونات مالية واستثمارية وإنسانية، مقابل الانضمام إلى اتفاقية السلام بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
وذكر أبو القاسم إمام، رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية، أن تفويت العرض يعني بقاء البلاد في عزلتها الدولية والسياسية والاقتصادية، وطالب مجلس الأمن والدفاع بعقد اجتماع طارئ لإجازة العرض الأميركي.