استمع إلى الملخص
- اعتبرت القوة المشتركة استعادة القاعدة ضربة قاصمة لقوات الدعم السريع، ودعت المجتمع الدولي لدعم السودان وإدانة جرائم المليشيا، والضغط على الإمارات لوقف دعمها.
- أعلنت قوات الدعم السريع استعادة السيطرة على المنطقة، متهمة الجيش بارتكاب جرائم حرب، ودعت المنظمات الدولية لإدانة هذه الممارسات.
أكد بيان عسكري، اليوم الأحد، أن الجيش في السودان والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، تمكنت من السيطرة على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور غربيّ البلاد، أكبر معقل لقوات الدعم السريع في المنطقة، لكن الأخيرة أكدت استعادتها للقاعدة مرة أخرى.
وذكر بيان من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، اليوم الأحد، أن قواتها والجيش والمستنفرين، دكوا حصون "مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها الإقليميين والدوليين"، وقاموا بتطهير منطقة وداي هور بولاية شمالة دارفور، بما فيها المناطق الاستراتيجية من وجودهم بشكل كامل، مبيناً أن العملية العسكرية بدأت صباح أمس السبت، وانتهت بتحرير قاعدة بئر مرقي، بما فيها المطار العسكري، ثم السيطرة على قواعد بئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي، وخائم، وصولاً إلى القاعدة الكبرى الزرق العسكرية، حيث هربت بقايا "المليشيا" جنوباً، تاركة خلفها ما لا يقل عن 700 قتيل وجريح، وأسر عددهم كبير منه عناصرها، فضلاً عن تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، والسيطرة على عدد كبير من الآليات السليمة والمتنوعة بالتسليح والإنتاج، بالإضافة إلى السيطرة على خمس قواعد عسكرية أخرى، بما فيها مطاران عسكريان، طبقاً لما جاء في البيان.
وتُعدّ قاعدة الزرق العسكرية الواقعة على بعد 87 كيلومتراً من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، من أهم معاقل قوات الدعم السريع التي تأسست في عام 2017، ويبلغ طولها 250 كيلومتراً، وتقع على مثلث حدودي بين السودان وتشاد وليبيا، وتتهم قبيلة الزغاوة، "الدعم السريع" بتهجير أكثر من 140 ألفاً من سكان المنطقة الأصليين، وتوطين مجموعات عربية مكانهم، كذلك يتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع باستغلال القاعدة لتكون معبراً لجلب مرتزقة من غرب أفريقيا للمشاركة في الحرب الحالية، وكذلك باستخدامها في تهريب السلاح والوقود لداخل البلاد.
وعدّ بيان القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، استعادة القاعدة بمثابة ضربة قاصمة لتحركات الدعم السريع، وتعهد البيان بتحرير جميع الأراضي السودانية الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية بدعم الشعب السوداني، ودعاه كذلك إلى إدانة جرائم المليشيا التي ترقى إلى الإبادة الجماعية. وكذلك، حثّ البيان المجتمع الدولي على الضغط على دولة الإمارات العربية المتحدة لوقف أي دعم مالي أو لوجستي للمليشيا التي يقول البيان إنها ما زالت ترتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية.
وأوضح الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة المقدم أحمد حسين مصطفى، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، أن أهمية قاعدة الزرق تكمن في جانبها الاستراتيجي، وجانبها التعبوي (التكتيكي)، حيث تقع في أرض حاكمة، ويتفرع منها الطريق البري إلى تشاد وليبيا عبر الصحراء، هذا بالإضافة إلى أهميتها لجهة تجفيف منابع الدعم اللوجستي للمليشيا من الدول الداعمة للتمرد في المحيط الإقليمي، لافتاً إلى أن خطة الإطباق على العدو أتت لتأمين ظهر المقاتلين والجيش، وتأمين الصحراء والحدود من قبل القوات المشتركة، وبعدها يسهل طرد التمرد من الفاشر، بل من كل دارفور في المستقبل القريب، وكذلك تأمين ولايتي الشمالية ونهر النيل، وقطع خط الإمداد مع ليبيا.
ولاحقاً، قالت قوات الدعم السريع في بيان مماثل، إنها طردت من جديد قوات الجيش والقوة المشتركة من المنطقة، ونشرت منصات "الدعم" على وسائط التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ذكرت فيه أنه لجنودها بعد أن أعادوا انتشارهم في المنطقة. وأوضح البيان أن ما أسماها قوات البرهان مارست عادتها المحببة في الهروب، بعد أن ارتكبت تطهيراً عرقياً بحق المدنيين العزل في منطقة الزرق، وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن، وحرق وتدمير آبار المياه، والأسواق، ومنازل المدنيين، والمركز الصحي، والمدارس، وكل المرافق العامة والخاصة، وعدّت ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأهاب البيان بالمنظمات الإقليمية والدولية، خصوصاً منظمات حقوق الإنسان، بإدانة تلك الممارسات الفظيعة التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء، ومحاولات تحويل الصراع إلى صراع قبلي لخدمة أجندة الجلاد، بحسب ما جاء في البيان.