قال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع استطاعت السيطرة، أمس الأحد، على "أحد مقرات الشرطة السودانية" معتبراً، في بيان نشره على حسابه في فيسبوك، أن ذلك لا يعتبر انتصاراً عسكرياً لأن "مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية".
وشهد محيط مقر قيادة الشرطة في الخرطوم معارك عنيفة أمس الأحد أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً، وقد تغير سيطرة قوات الدعم السريع على المقر المعطيات في العاصمة السودانية، بحسب فرانس برس.
وأعلنت "الدعم السريع"، مساء أمس الأحد، في بيان، "الانتصار في معركة رئاسة الاحتياطي المركزي"، وقالت "استولت قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر".
وقال ضابط متقاعد في الجيش، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "سيطرة متمردي الدعم السريع على الاحتياطي المركزي إن استمرت، سيكون لها تأثير كبير على المعركة في الخرطوم".
سيطرة وتهديد
وحتى وإن خسرت قوات الدعم السريع لاحقاً هذا الموقع الاستراتيجي، تظهر أشرطة الفيديو، التي بثتها أجهزة الدعاية التابعة لها، رجالها يستولون على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخائر، ما يجعلها قادرة على الاستمرار طويلاً في الحرب.
ولم تعلن قوات الدعم السريع منذ بداية النزاع عن أي حصيلة لخسائرها في المعارك العنيفة التي تستخدم فيها المدفعية فيما تتعرض مواقعها لغارات الجيش الجوية. إلا أن مصدراً في الجيش قال إن قوات الدعم السريع "تجاوز عدد قتلاها 400" في المعركة للسيطرة على المقر.
وأسفرت المعارك في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ اندلاعها، في 15 نيسان/إبريل، عن مقتل 2800 شخص، وفق منظمة أكلد غير الحكومية، كما نزح في الداخل أو لجأ الى الدول المجاورة 2.5 مليون سوداني، وفق الأمم المتحدة.
لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى بكثير، لأن أياً من الطرفين المتحاربين لم يصدر بيانات رسمية حول خسائرهما والكثير من الجثث ما زالت منتشرة في شوارع الخرطوم ودارفور في غرب البلاد عند الحدود مع تشاد حيث تدور أعنف المواجهات.
وسجل مكتب التوثيق للانتهاكات وقوع "14 حالة وفاة، بينها طفلان" في محيط مقر قوات الاحتياط، أمس الأحد، وأضاف المصدر نفسه أن "عدد الإصابات بلغ 217 خضع منهم 147 للجراحة وبلغ عدد الإصابات البليغة والحرجة 72".
جنوب دارفور
وتتواصل المعارك أيضاً في مدينة نيالا، كبرى مدن جنوب دارفور، حيث قُتل ما لا يقل عن 12 مدنياً أمس الأحد، على ما أفاد طبيب لفت إلى عدم إحصاء عدد كبير من الجرحى والقتلى لأن المعارك تحول دون إمكان التنقل.
ويحمل كل يوم عدداً جديداً من الناس على النزوح هرباً من المعارك وأعمال العنف الجنسي والنهب المنتشرة. وبالمجمل، نزح 2.2 مليون سوداني داخل بلادهم فيما لجأ نصف مليون إلى الدول المجاورة.