قالت المنظمة الدولية للهجرة، أمس الاثنين، إنّ نحو 300 ألف شخص فروا من القتال على جبهة جديدة في الحرب السودانية، مع دخول مقاتلين من قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تقاتل الجيش منذ ثمانية أشهر مدينة ود مدني.
وقد يكون الاستيلاء على المدينة المكتظة بالنازحين والتي تمثل مركزاً للمساعدات، نقطة تحوّل في تقدّم قوات الدعم السريع عبر المناطق الغربية والوسطى من السودان.
وتقع ود مدني على بعد 170 كيلومتراً تقريباً إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعاً متفاقماً. وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان إنّ ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من الولاية منذ اندلاع الاشتباكات قبل أربعة أيام.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم السريع مقاتلين في شاحنات صغيرة تتجول في شوارع المدينة وفوق جسر عبر النيل الأزرق دار قتال عليه مع قوات الجيش. وقال شهود إنهم دهموا أيضاً قرى مجاورة.
وفي أحد المقاطع المصورة، وقف مقاتلو قوات الدعم السريع حاملين بنادق حول قساوسة أقباط قالوا إنهم لم يتمكّنوا من الفرار، لكنهم طلبوا مساعدة قوات الدعم السريع لمغادرة المدينة.
وقال نشطاء محليون يطالبون بالديمقراطية إنّ قوات الدعم السريع أقامت نقاط تفتيش في أنحاء المدينة وتنهب المنازل والسيارات، في غياب قوات الجيش والشرطة.
عمليات نهب وقتل واسعة تقوم بها الميليشيا العدمية في مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة #السودان pic.twitter.com/6AvHMApJH6
— أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) December 18, 2023
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، وتركت العاصمة أطلالاً، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة وأتاحت الفرصة لتصاعد موجات القتل بدوافع عرقية في دارفور.
وتقاسمت القوتان السلطة مع المدنيين بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019، ثم تحالفتا في انقلاب عام 2021، لكن الخلاف نشب بينهما حول خطة لانتقال سياسي مدعومة دولياً.
قوات الدعم السريع تواجه اتهامات بنهب منازل واغتصاب نساء
وفي الخرطوم، تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بنهب منازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنّ الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش حول ود مدني تسببت في نزوح كبير في الأيام القليلة الماضية.
ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة بشكل عام، ويعيش ما لا يقل عن 85 ألفاً داخل ود مدني وسط اعتماد متزايد على مرافق المدينة للحصول على الرعاية الصحية والمساعدات والخدمات الحكومية التي بدأت في التوقف خلال الأيام الماضية.
مرتزقة الدعم السريع يستبيحون منازل المواطنين في حي المدنيين بمدينة ودمدني، على غرار ما تم في الخرطوم .#السودان pic.twitter.com/GsDF4TwKHj
— Sudan News (@Sudan_tweet) December 18, 2023
وقالت هبة عبد الرحيم، التي نزحت إلى ود مدني مع أسرتها من الخرطوم، إنّ "الفرار مرة أخرى سوف يستنزف مواردنا بالكامل (لذا) سننتظر حتى لا يكون لدينا خيار آخر".
وأضافت أنّ العديد من الأسر المجاورة غادرت معاً على متن شاحنة كبيرة ومشيرةً إلى أنه كان بالإمكان سماع أصوات أعيرة نارية بينما كانت طائرات الجيش الحربية تحلق في سماء المنطقة، كما سُمع دوي ضربات جوية قبل غروب الشمس.
الاتحاد الأفريقي يدعو لوقف الحرب
من جهته، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، اليوم الثلاثاء، الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف القتال.
وأعرب فكي، في بيان خطي، عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في السودان بعد امتداد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط البلاد، وتجدد الهجمات على مخيم أبو شوك للنازحين في شمال دارفور.
واعتبر أن الهجمات على المخيم الذي يقيم فيه النازحون بدارفور منذ 20 عاماً فتحت جراحاً قديمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ الهجمات في مدينة ود مدني فتحت جبهة جديدة.
ودعا فكي الجيش والدعم السريع إلى وقف الحرب على الفور والمشاركة في مفاوضات سلام، مؤكداً استعداد الاتحاد الأفريقي للعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية لإنهاء الصراع بالسودان.
(رويترز، الأناضول)