السودان: تكتيكات جديدة للجان المقاومة في مناهضة الانقلاب العسكري

12 يناير 2022
قُتل 63 شخصاً وأصيب المئات خلال الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانقلاب (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

بشكل مفاجئ، ألغت لجان المقاومة في العاصمة السودانية، الخرطوم، مليونية كانت قد أعلنتها، اليوم الأربعاء، وقررت ترحيلها إلى يوم غد الخميس.

وجاء قرار لجان المقاومة كجزء من محاولتها استنزاف السلطات الانقلابية، وإرباك خططها الأمنية.

وقالت اللجان في بيان نشرته على منصات التواصل الاجتماعي، إنّ الفعل الثوري يتخذ أشكالاً عدة، تجتمع كلّها في الهدف النهائي، وهو إسقاط الانقلاب العسكري وتصفية أركانه، مشيرة إلى أنها في حالة حرب مع من أسمتها قوات الاحتلال، وأن الحرب خدعة، داعية جموع الشعب السوداني إلى الخروج في مليون غداً الخميس 13 يناير/كانون الثاني، في جولة أخرى من إسقاط الانقلاب.

وكانت السلطات الأمنية قد استبقت الإعلان الأول بقيام المليونية اليوم، بإغلاق جسر النيل الأبيض الرابط بين الخرطوم وأم درمان، وجسر المك نمر الرابط بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، ما أحدث شللاً تاماً في حركة المرور استمرت حتى ساعات النهار، ونشرت السلطات وحدات من قوات الشرطة والجيش بعدد من النقاط، وأغلقت عدداً من الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم، تحسباً لوصول المحتجين إلى محيط القصر الرئاسي.

وتتبنى لجان المقاومة السودانية، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدعم من "تجمّع المهنيين السودانيين"، و"قوى إعلان الحرية والتغيير"، الحراك الثوري المناهض للانقلاب العسكري من مليونيات وإضرابات ووقفات احتجاجية وتظاهرات ليلية في الأحياء، وتتمسك اللجان، بالعمل السلمي، وتحثّ المشاركين في الحراك الثوري على تجنب الاحتكاك بالقوات الأمنية.

وقُتل 63 شخصاً وأصيب المئات، خلال الاحتجاجات الشعبية المناهضة للانقلاب، منهم اثنان قُتلا خلال آخر موكب في السادس من الشهر الجاري.

وبدأت بعثة الأمم المتحدة في السودان، منذ أيام، مشاورات مع أطراف الأزمة من العسكريين والمدنيين، تهدف إلى تحقيق توافق سياسي لإدارة ما بقي من الفترة الانتقالية المنتهية في 2023، فيما تواجه المساعي الأممية تلك، مواقف متباينة بين الرفض والقبول، بينما تشهد الخرطوم حراكاً دبلوماسياً مستمراً لإقناع الأطراف بأهمية الحوار.

المساهمون