عاد الهدوء النسبي إلى مدينة كسلا، شرقيّ السودان، اليوم الأربعاء، بعد يوم دامٍ لقي فيه ما لا يقل عن 6 أشخاص مصرعهم في أحداث عنف قبلي بالمدينة أمس الثلاثاء، فيما جدد رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، تمسك قيادة الجيش السوداني بالحوار الشامل الذي تسهله الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية" إيغاد".
ووفقاً لمعلومات "العربي الجديد"، فإن أصوات الذخيرة المتقطعة لا تزال تُسمع بين الحين والآخر في أحياء مدينة كسلا، بينما أغلقت كل المحلات التجارية أبوابها في إضراب شامل من التجار، احتجاجاً على غياب الأجهزة الأمنية والتباطؤ في حسم النزاع.
وتُعد الأحداث الحالية امتداداً لنزاعات سابقة بين البني عامر والنوبة، التي بدأت قبل أكثر من سنتين، وسبّبت مقتل العشرات بأكثر من مدينة في شرق السودان، وتجدد النزاع أمس الثلاثاء، بسبب حوادث نهب واعتداء في حيَّي مكرام وكادوقلي. وتشير المصادر إلى أن جميع القتلى من الطرفين سقطوا نتيجة إصابتهم بالرصاص الحيّ.
وجاءت اشتباكات مدينة كسلا، بالتزامن مع نزاع قبلي آخر في إقليم دارفور، غربيّ البلاد. ففي ولاية غرب دارفور سقط 3 ضحايا جدد، نتيجة النزاع القبلي بمنطقة كلبس، ليرتفع بذلك عدد القتلى خلال أسبوع واحد إلى أكثر من 125 قتيلاً.
وفي ولاية جنوب دارفور، اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الأربعاء، مدير ديوان الزكاة بمحلية قريضة، وذلك داخل مكتبه، في تكرار لحوادث الاغتيالات في المنطقة.
سياسياً، جدد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تمسك قيادة الجيش السوداني بالحوار الشامل الذي تسهله الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد".
وأشار لدى مخاطبته في مقر قيادة الجيش لضباط القوات المسلحة والدعم السريع إلى أن الحوار الشامل لا يستثني أحداً عدا حزب المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول عمر البشير)، مبيناً أن الحوار هو المخرج الوحيد الذي يعبر بالبلاد في هذه الفترة الانتقالية، وسيفضي إلى تحقيق التوافق الوطني، وصولاً إلى مرحلة الانتخابات، وشدد على عدم وجود مجال لعقد أي تحالف ثنائي مع أي جهة محددة.
وكان المكون العسكري قد التقى منفرداً ممثلين عن تحالف قوى الحرية والتغيير، وانتهى الاجتماع بتبادل المقترحات الخاصة بشأن طرق إنهاء الأزمة السياسية، وعقد الاجتماع بوساطة أميركية سعودية.
وطالب البرهان بعدم الالتفات إلى الشائعات، موضحاً أن "المنظومة الأمنية غير قابلة للمزايدة على قوميتها، أو وحدة مقاصدها وأهدافها الوطنية، وأنها على قلب رجل واحد، وقادرة على المضي في إجراءات تطويرها وهيكلتها على أسس علمية واضحة".