شهدت مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان، غربي السودان، انفلاتاً أمنياً واسعاً، اليوم الإثنين، وذلك عقب احتجاجات طلابية على تردي الأوضاع الاقتصادية، في وقت تجري فيه بالخرطوم استعدادات للإعلان عن الحكومة الجديدة.
وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، فإن الأحداث بالأبيض بدأت بمظاهرة لطلاب المرحلة الثانوية، الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على انعدام الخبز، وغلاء الأسعار، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بصورة عامة.
ووصلت التظاهرات إلى مقر حكومة الولاية، قبل أن تنتقل إلى سوق المدينة، فتدخلت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمعين، الذين ردوا بإحراق سيارات حكومية، لتعقب ذلك عمليات نهب واسعة للمحلات التجارية والاعتداء على البنوك وتخريب الممتلكات العامة.
ومع تلك التطورات، أعلنت السلطات المحلية حظراً للتجول بالمدينة ونشر مزيد من قوات الشرطة، وسط ترقب لإنزال قوات الجيش، فيما أكد شهود عيان أن الأوضاع بدأت تعود تدريجياً لطبيعتها.
وأصدر حاكم ولاية شمال كردفان جنوبي السودان خالد مصطفى آدم، قراراً بإعلان حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية، بالإضافة إلى حظر تجوال ليلي، عقب الاحتجاجات، موضحاً أنّ القرار جاء حفاظاً على أرواح المواطنين والممتلكات.
ووفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية، فإنّ حظر التجول يبدأ من الساعة 6 مساءً (16:00 توقيت غرينتش) حتى الساعة 6 صباحاً (4:00 توقيت غرينتش).
وكانت مدينة القضارف، شرقي السودان، قد شهدت الأسبوع الماضي أحداثاً مماثلة قبل أن تعود الحياة فيها إلى طبيعتها. وفي مثل هذه الأحداث غالباً ما تتهم السلطات عناصر النظام السابق بتحريكها واستغلالها سياسياً.
من جهة أخرى، أغلق الجيش السوداني كل الطرق المؤدية إلى مقر قيادته، وسط الخرطوم، قبل ساعات من إعلان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عن قائمة الحكومة الجديدة المتوقع إعلانها مساء اليوم، الإثنين.
وكان حمدوك قد أصدر، أمس الأحد، قراراً بإقالة وزراء الحكومة تمهيداً لتشكيل حكومة جديدة تشارك فيها أحزاب تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، وحركات الكفاح المسلح، إضافة لوزيرين يختارهما المكون العسكري للدفاع والداخلية.