لأول مرّة منذ عامين، عاد الثوار في السودان، الثلاثاء، إلى محيط القيادة العامة للجيش السوداني لإحياء الذكرى الثانية لفض اعتصام محيط قيادة الجيش التي تصادف اليوم 29 رمضان بالتقويم الهجري.
وتجمع الآلاف من السودانيين، وأغلبهم من الشباب، أمام قيادة الجيش بالخرطوم، استجابة لدعوة صادرة من كيان باسم "حراك 29 رمضان"، وأعادوا هتافات الثورة السودانية التي أطاحت نظام الرئيس المعزول عمر البشير عبر إعتصام شهير استمر قرابة الشهرين، قبل فضه في عهد المجلس العسكري الانتقالي برئاسة عبد الفتاح البرهان.
وطالب المجتمعون بسرعة القصاص للشهداء الذين قضوا في عملية الفض، ويقدر عددهم بأكثر من مائة شخص، واستنكروا بطء عمليات التحقيق، وشددوا على ضرورة تقديم المتورطين للعدالة.
وفي ديسمبر /كانون الأول 2019، شكل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في فض الاعتصام وغيره من الانتهاكات في حق الثوار، ومنح حمدوك اللجنة فرصة 3 أشهر لتقديم تقريرها النهائي، لكن اللجنة، التي يرأسها المحامي نبيل أديب، طلبت التمديد لها أكثر من مرة، ونقلت تقارير صحافية عن أديب قوله، قبل أيام، إن لجنته قاربت على إصدار تقريرها بعد أن استدعت كل الشخصيات المطلوب منها تقديم ما لديها من معلومات، وآخرهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، الأسبوع الماضي، كما ذكرت اللجنة أنها حصلت على عدد آخر من الأدلة، منها المئات من مقاطع الفيديو أثناء عملية فض الاعتصام.
وبعيداً عن محيط قيادة الجيش، خرجت لجان المقاومة السودانية في الأحياء، الثلاثاء، وأغلقت الطرق الرئيسية، ما أصاب عدداً من مناطق الخرطوم بالشلل التام، خاصة منطقة وسط الخرطوم.