إعدام إثيوبيا أسرى سودانيين: الخرطوم تشكو أديس أبابا... والبرهان يتوعّد بالردّ "على الأرض"
أعلن السودان، اليوم الإثنين، عزمه على تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إثيوبيا، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني إعدام الجيش الإثيوبي 8 أسرى سودانيين، بينهم مدني، بعد أسبوع من أسرهم، في وقت أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان أن ردّ بلاده "سيكون على الأرض".
ودانت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، "ما أقدم عليه الجيش الإثيوبي من جريمة نكراء تجافي مبادئ القانون الإنساني الدولي، بقتله سبعة أسرى من الجنود السودانيين ومواطناً مدنياً بعد اختطافهم من داخل الأراضي السودانية بتاريخ 22 يونيو/حزيران 2022 الحالي، واقتيادهم إلى داخل الأراضي الإثيوبية، وقتلهم والتمثيل بجثثهم على الملأ".
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الوزارة تأكيدها أنه "حفاظاً منها على سيادة البلاد، وكرامة مواطنيها، شرعت الوزارة في تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة".
وكشفت وزارة الخارجية عن استدعاء السودان لسفيره لدى إثيوبيا فوراً للتشاور، كما يرتقب أن تستدعي الوزارة، اليوم الإثنين، السفير الإثيوبي بالخرطوم لإبلاغه بشجب وإدانة السودان لهذا السلوك غير الإنساني.
ولاحقاً، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، استئناف الاشتباكات بين الطرفين بمنقطة الفشقة الصغرى بالقرب من قرية الأسرة المتاخمة للحدود، مشيرة إلى قرار سوداني بإغلاق معبر القلابات بين البلدين. كما تتحدث مصادر عن حشود عسكرية من الجانبين في المناطق الحدودية.
وأعادت حادثة إعدام الجنود السودانيين التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا إلى ما كان عليه في 2020، حينما دشّن الجيش السوداني عمليات عسكرية لتحرير منطقة الفشقة الحدودية، والتي ظلت واقعة تحت السيطرة الإثيوبية منذ العام 1995، وتضاعف التوتر بعدها نتيجة للخلافات بين البلدين أثناء مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، والتي فشلت في التوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد.
البرهان يزور الفشقة: ردّنا سيكون "على الأرض"
في غضون ذلك، زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الاثنين، منطقة الفشقة، بؤرة التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن البرهان عقد سلسلة من الاجتماعات مع القيادات العسكرية في المنطقة.
وقال البرهان في خطاب للجنود على الخطوط الأمامية في جبهة المواجهة على الحدود الشرقية مع إثيوبيا، إن ردّ بلاده على إعدام إثيوبيا لثمانية أسرى سودانيين، بينهم 7 جنود، سيكون على الأرض، مؤكداً أن الردّ السوداني سيأتي بدون كلام ودون جزع أو خوف، "حتى لو متنا كلنا وكل شيء لا يفك في عضدنا ولن نتراجع".
وتعهد البرهان بإسناد الجنود حتى لا يتم السماح لأي شخص بدخول الأراضي السودانية، مؤكداً ثقته بالجنود السودانيين لردّ حق رفاقهم الذين أعدموا، "لأن الدم السوداني غالي جداً" .
وكان الجيش السوداني قد توعد إثيوبيا، في وقت متأخر من مساء الأحد، بالرد على إعدام الأسرى الثمانية، مؤكدا في بيان أن "هذا الموقف الغادر لن يمرّ دون ردّ" وأنه سيردّ على "ذلك الفعل الجبان بما يناسبه".
أول تعليق لـ"تجمع المهنيين" على إعداد إثيوبيا 8 أسرى سودانيين
وفي أول تصريح من المعارضة السودانية، اعتبر تجمع المهنيين السودانيين إعدام الأسرى من جنود وقوات الشعب المسلحة ومواطن مدني، جريمة مخالفة للأعراف والقوانين الدولية التي تحمي الأسرى وحقوقهم وحياتهم، مشيراً إلى أن هذا "الفعل مُدان، ويجب على القوات المسلحة أن تقوم بدورها المُناط بها في حماية البلاد ومواطنيها، والتصدي للعدوان الخارجي، فهو دور الجيش وواجباته الأساسية".
وأضاف التجمع في بيان، أن "انقلاب 25 أكتوبر أحدث قطيعة نفسية بين الجيش والشعب لن يتم تجاوزها إلا بعمل كثيف من الجيش، وإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية، وأن تخرج من السياسة". ونبّه التجمع إلى أنه "يشعر بأهالي الجنود ومدى فجيعتهم، تماماً كما إحساس أهالي الشهداء في مواكب مقاومة الانقلاب".