اتسعت رقعة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الثلاثاء، مع تواصل عمليات النزوح إلى خارج العاصمة.
وشملت مناطق الاشتباكات، أحياء جنوب الخرطوم، والديم، والصحافة، في مدينة الخرطوم، واستُخدمت فيها، طبقاً لشهود عيان، كلّ أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة. فيما ضمّت مناطق الاشتباكات في مدينة أم درمان غرب العاصمة، أحياء الشمال، حيث أبلغ شهود عيان، "العربي الجديد"، بسماع صوت انفجار قوي لم يتأكدوا من مصدره، كما شهدت مناطق شارع الشهيد عبد العظيم اشتباكات امتدت حتى حي الشقلة غرب المدينة.
وأكد الشهود أن الجيش يحرز تقدماً نسبياً في المعارك، ووصل إلى مناطق لم يصل إليها من قبل، فيما واصل الطيران الحربي التحليق في سماء المدينة، ووجّه ضربات جوية على مراكز لقوات "الدعم السريع".
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من إبريل/نيسان الماضي، وطوال تلك الأسابيع فشل كلا الطرفين في حسم المعركة لصالحه، فيما تتزايد المخاوف من طول أمدها.
وفي غضون ذلك، يستمرّ سكان العاصمة الخرطوم في مغادرتها لاشتداد المعارك وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية. ورصد مراسل "العربي الجديد"، على طريق الخرطوم مدني وسط السودان، مئات السيارات العامة والخاصة وهي تحمل عشرات الأسر المتوجهة إلى ولاية الجزيرة وسط السودان.
ويقول صفوت عمر (62 عاماً) من سكان حي الجامعة في مدينة أم درمان، إن صبره نفد مع أسرته بعد أكثر من خمسين يوماً من الحرب، وتلاشت أحلامهم في توقّفها وعودة الحياة إلى طبيعتها، فقرروا الخروج إلى ولاية الجزيرة، والإقامة مع أقاربهم في مدينة ود مدني مركز ولاية الجزيرة. ويلفت إلى أن أكبر خطر يهدّدهم هو التعامل العنيف من قبل قوات "الدعم السريع" مع المدنيين، خصوصاً بعد أن سمعوا ما قامت به تلك القوات في أحياء أخرى، في ظل غياب كامل وعجز من جانب الجيش عن حمايتهم.
توتر في الجنينة وولاية البحر الأحمر
وخارج الخرطوم، يخيّم التوتر على مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، خصوصاً في ظل المواجهات بين الجيش و"الدعم السريع" من جهة، والمواجهات القبلية من جهة أخرى. وبحسب شهود عيان، فإن عمليات النهب والسلب مستمرة، مشيرين إلى أن آلاف الأسر نزحت إلى مناطق أكثر أمناً، فيما اختار البعض اللجوء إلى دولة تشاد المجاورة.
على صعيد آخر، تتضاعف المخاوف في ولاية البحر الأحمر، عطفاً على أنباء تفيد بتحرك قوات "الدعم السريع" نحو الولاية لملاحقة الزعيم القبلي سيد محمد الأمين ترك، الداعم القوي للجيش، بغرض اعتقاله.
وأصدر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، بياناً شديد اللهجة، حذر فيه من المساس بالناظر ترك. وذكر أن أي خطوة من هذا القبيل ستقود إلى مستنقع عجزت إمبراطوريات العالم عن خوضه، كما جاء في البيان.
اتصال بين البرهان وبن فرحان
من جهة اخرى، قال مجلس السيادة السوداني، إن رئيسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تلقّى، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود.
وأكد البرهان، خلال الاتصال، ضرورة التزام المتمردين بالخروج من المستشفيات، والمراكز الخدمية، ومنازل المواطنين، وإخلاء الجرحى، وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية، حتى يحقق منبر جدة نجاحه.