السودانيون يتجهون إلى القصر الجمهوري والجيش يغلق الطرقات ويقطع الاتصالات

17 نوفمبر 2021
يواصل السودانيون الاحتجاجات الرافضة انقلاب الجيش (Getty)
+ الخط -

يستعد السودانيون، اليوم الأربعاء، للخروج في مواكب جديدة رفضاً للانقلاب الذي قام به قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في وقت يحاول فيه الجيش إحكام قبضته الأمنية والتضييق على المتظاهرين ووقف الاتصالات.

وقررت لجان أحياء مدينة بحري خوض تحدي الوصول إلى القصر الرئاسي في الخرطوم عبر جسر المك نمر، إلا أن قوات الجيش سارعت إلى إغلاق الجسر مع جسور أخرى، ضمن سياق حزمة من الترتيبات الأمنية اتخذتها اليوم، من بينها إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى محيط قيادة الجيش، ونشر قوات الشرطة في الشوارع الرئيسة وتسيير دوريات لتتبع المواكب وتفريقها قبل الوصول إلى نقاط التجمع الرئيسة بشارع الستين في الخرطوم، وشارع الأربعين في أم درمان، حيث من المقرر تنظيم اعتصام اليوم الواحد.

كما أوقفت قوات الجيش في السودان، بنحو مفاجئ، الاتصالات الهاتفية عبر شركتي زين وسوداني، وذلك قبل نحو ساعة من انطلاق مواكب 17 نوفمبر/تشرين الثاني المناهضة الانقلاب. وسبق أن أوقفت السلطات خدمة الإنترنت منذ 25 الشهر الماضي، تاريخ الانقلاب.

واستبقت هيئات نقابية ومهنية مليونية اليوم بتنظيم وقفات احتجاجية، مثل ما حدث في شركة سوداتل للاتصالات، التي نظّم تجمّع العاملين فيها وقفة رافضة الانقلاب العسكري، وداعمة بناء الدولة المدنية.
كما خرجت طالبات في المرحلة الثانوية بمنطقة الخرطوم شرق، اليوم الأربعاء، في تظاهرة طافت الشوارع القريبة رفضاً للانقلاب العسكري، بينما طلبت مدارس أخرى من تلاميذها عدم الحضور اليوم إلى الدراسة تحسباً للأوضاع الأمنية التي يمكن أن تحدث.

وتعد مليونية اليوم الثالثة من نوعها منذ انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ويتوقع لها أن تشمل كل مدن السودان.

وكان حزب المؤتمر السوداني أعلن أن قوات عسكرية تتبع للمجلس العسكري الانقلابي قد قامت باختطاف القيادي في الحزب نور الدين صلاح الدين، واقتياده إلى جهة غير معلومة، وأوضح الحزب في بيان له أن قوة مدججة بالسلاح اقتحمت منزل صلاح الدين بطريقة إرهابية مروعة في حوالي الساعة الواحدة من صباح اليوم الأربعاء.

ووصف الحزب ما حدث بأنه سلوك إرهابي منافٍ للقوانين ومنتهك للحريات، وحمّل الانقلابيين كامل المسؤولية عن سلامة نور الدين، وكافة المختطفين والمعتقلين من قيادات وأعضاء الحزب وكل الشرفاء من رموز الحكومة المدنية الشرعية والقوى السياسية ولجان المقاومة والثائرات والثوار الأحرار، وأكد أن جرائم الانتهاكات والقمع والاختطاف والقتل والاعتقالات الممنهجة لا تسقط بالتقادم، وسوف يقدم مرتكبوها للمحاسبة وفق نصوص القانون.

وأعلنت لجنة الأطباء المركزية أن أحد المشاركين في موكب 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واسمه شاكر علي عبد الرحمن، 28 عاماً، توفي اليوم متأثراً بإصابته برصاص قوات الأمن في رأسه، ليرتفع العدد الإجمالي للمدنيين الذين قتلوا على يد قوات الأمن إلى 24 منذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعت لجنة الأطباء المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إيلاء اهتمام وثيق بالانتهاكات ضد المدنيين السلميين.

وكانت السلطات السودانية قد أعلنت في وقت سابق إغلاق أربعة جسور في الخرطوم اعتباراً من منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، ودعت تنسيقيات "لجان المقاومة" إلى تظاهرة مليونية في العاصمة، للمطالبة بعودة الحكومة المدنية ورفضاً لقرارات الجيش الأخيرة.

وتكونت "لجان المقاومة" في المدن والقرى السودانية عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة التظاهرات في الأحياء والمدن حتى عزل الرئيس عمر البشير في 11 إبريل/نيسان 2019.

ونقل التلفزيون السوداني الرسمي عن إدارة المرور إعلانها إغلاق أربعة جسور من جملة 10 تربط مدن العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان.

المساهمون