السلطة الفلسطينية تفرج عن كافة النشطاء المحتجين على الاعتقال السياسي والمطالبين بالعدالة لنزار بنات
أفرجت السلطة الفلسطينية مساء الثلاثاء، عن كافة النشطاء المعتقلين الذين شاركوا باعتصامات ضد الاعتقال السياسي أو الذين حاولوا المشاركة باعتصامات تطالب بالعدالة للمعارض السياسي نزار بنات خلال الأيام الماضية.
وقال المحامي مهند كراجة لـ"العربي الجديد": إن الشرطة الفلسطينية أفرجت عن جميع النشطاء الذين اعتقلوا خلال الأيام الماضية، على خلفية الدعوات لاعتصامات ومسيرات في رام الله.
وأكد كراجة أن الشرطة أفرجت عن آخر المعتقلين، وهم الناشط السياسي عمر عساف والأسيران المحرران خضر عدنان ولؤي الأشقر، والناشط فادي قرعان، بعد أن وقعوا على تعهد بالحضور إلى أي جلسة تحقيق أو محكمة يستدعون إليها.
أما الأسير المحرر خضر عدنان فقد شرح خلال حديث مع "العربي الجديد"، ظروف اعتقاله السيئة وتعرضه للإهانة والضرب خلال اعتقاله، وقال: "جربت الاعتقال السياسي قبل 21 سنة حينما كنت طالبًا في جامعة بيرزيت، واعتقلت للمرة الأولى بعد هذا الوقت الذي مر، لكنني هذه المرة تعرضت للاعتداء من قبل أحد ضباط الأمن واسمه معروف لدي، وأصبت نتيجة ذلك بكدمات وتعرضت للضرب على بطني، في مكان عمليتين جراحيتين أجريتهما بعد خوضي إضرابين عن الطعام في سجون الاحتلال".
وقال عدنان: "إن المشكلة ليست بالشخص الذي ضربني ثم قدم ضدي شكوى"، منوهًا إلى أنه مُنع من الصلاة، واعتقل بظروف غير آدمية لدى الشرطة الفلسطينية، حيث كان يوجد في الغرفة الواحدة 40 معتقلاً رغم أنها تتسع لـ14 سريرًا فقط، عدا عن النظافة السيئة، بحسب قوله.
وأضاف: "تعرضت للشتم، ولم أتقبل ذلك، وشتمت لحيتي، وشتم نضالي (..) أنا أستغرب مما جرى، أنا معتقل لديهم وبإمكانهم محاكمتي، لكنهم اعتدوا علي وشتموني، وما جرى معي تذكرت فيه ما حصل مع الراحل نزار بنات".
وأشار عدنان إلى طريقة اعتقاله، قائلًا: "لقد خطفت خطفًا من أمام مجمع المحاكم في رام الله، فهل هذا مقبول؟، وبعد ذلك بقيت على كرسي مدة 14 ساعة".
وطالب عدنان القيادة والحكومة والفصائل الفلسطينية بالاطلاع على ما يجري، مؤكدًا "أنه رغم كل ما جرى فإن العدو هو الاحتلال وليس السلطة"، وقال: "بعد الإفراج عنا زرنا منزل الأسير في سجون الاحتلال نضال وفككت إضرابي عن الطعام في منزله، لنقول إن عدونا واحد وهو الاحتلال الإسرائيلي، ولنؤكد أنه لماذا هذا الاستعداء".
من جهته، شرح الناشط جهاد عبدو وهو مرشح سابق للانتخابات التشريعية، في قائمة "طفح الكيل"، في حديث لـ"العربي الجديد"، الظروف الصعبة التي واجهها خلال اعتقاله لدى الشرطة الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها "لا يتقبلها إنسان"، حيث يتم احتجاز 11 شخصًا في غرفة تتسع لأربعة أشخاص، مشددًا على أن ما جرى هو جريمة صحية كبرى في ظل كورونا، وقال: "إن لم يكن عندكم سجون لماذا تعتقلون بهذه الكثافة".
وأشار عبدو إلى ما جرى بحق الناشط عبد الهادي أبو شمسية (63 عامًا) والذي تم اعتقاله ووضع أحد عناصر الشرطة ركبته على رقبة أبو شمسية، رغم أن لديه عملية "قسطرة" في اليوم التالي، وهو "ما ذكرني بصورة جورج فلويد"، مؤكدًا ضرورة ملاحقة ومحاسبة هذا الشرطي.
بدوره، قال الناشط عمر عساف لـ"العربي الجديد": "إن ما حدث يدلل على أن السلطة الفلسطينية ومستواها السياسي مرتبك، وهم لا يدركون أن المناضلين والنشطاء لن يتراجعوا ولا تخيفهم الاعتقالات ولا المواجهات، أمس، عدت من البيت بعد تحرري بساعتين ثم عدت للمشاركة باعتصام ضد الاعتقالات، وخيرت إما أن أذهب إلى البيت أو الاعتقال".
وأكد أنه تم الإفراج عنهم بشكل مفاجئ، مشيرًا إلى أن قادة السلطة "أبلغوا قناصل الدول أنه لا يوجد لديهم معتقلون، رغم استمرار اعتقالنا".
وأشار عساف إلى أن مواقف السلطة في المستوى السياسي تتعارض مع الإرادة الشعبية والمواثيق الدولية والقوانين الفلسطينية، وقال: "نحن ندرك أن السلطة تخضع لضغوط، لكن يجب أن تخضع لإرادة شعبها، وأن تأخذ السلطة العبرة مما يجري".