أعلنت أجهزة الأمن الفلسطينية، مساء اليوم الاثنين، حالة الاستنفار القصوى، واستدعت مئات العناصر والآليات العسكرية في الضفة الغربية، وذلك لمنع الشارع من تلبية نداء "كتيبة جنين" بالخروج بمسيرات الساعة التاسعة مساءً، تطالب أمن السلطة بإطلاق سراح المقاومين من سجونها.
وكانت كتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قد دعت في بيان قبل قليل، الفلسطينيين للخروج في مسيرات غضب في المحافظات كافة، في الضفة وفي غزة والشتات، مساء الاثنين، ضد الاعتقالات السياسية.
وردت السلطة على نداء الكتيبة بحشد آلاف عناصر الأمن وسط المدن لمنع وصول المواطنين.
وفي رام الله (وسط الضفة الغربية)، أغلقت أجهزة الأمن الفلسطينية ميدان المنارة، وأوقفت حركة المركبات لمدة تقارب نصف ساعة، بالتزامن مع الموعد المفترض لدعوة كتيبة جنين - سرايا القدس لتظاهرات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ومنهم عناصر في كتيبة جبع.
وانتشر العشرات من الأمن في ميدان المنارة بالزي العسكري والمدني، بينما وضع الأمن متاريس حديدية لإغلاقه. ومرّ من الميدان عدد من مركبات الأمن بمختلف تشكيلاتها على شكل مسير بالمركبات التي كانت تطلق الأبواق المخصصة للطوارئ.
وفي مدينة طولكرم، نُشر المئات من عناصر الأمن بالزي المدني، وكان العشرات منهم ملثمين وسط المدينة التي ازدحمت بمركبات الأمن لمنع وصول المواطنين. بينما انتشر المئات من عناصر الأمن على دوار ابن رشد وسط مدينة جنين، واستبقوا وجود المواطنين بوضع المركبات العسكرية في المكان لمنع وصولهم.
وفي السياق، أكد عضو المجلس الثوري في حركة فتح، جمال حويل لـ"العربي الجديد"، أن "الشبان والمقاومين في مخيم جنين عبّروا عن رأيهم ورفضوا الاعتقال السياسي في كل مكان".
وأوضح أن "المقاومين في مخيم جنين وبلدة جبع أكدوا أن بنادقهم موجهة فقط نحو الاحتلال، وجددوا مطالبهم بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ومنهم مراد ملايشة".
وأشار إلى أن "أجهزة السلطة الفلسطينية تعهدت بالإفراج عن عنصرين من كتيبة جنين بعد انتهاء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمخيم، لكن بحسب بيان الكتيبة هذا لم يحدث".
وكشفت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن تفاهماً توصل إليه أمين سر حركة "فتح" عطا أبو رميلة وفعاليات مخيم جنين مع قادة الأمن الفلسطيني، يقضي بحسب ما طلب الأمن وحركة "فتح" بزيارة الرئيس محمود عباس للمخيم وإلقاء كلمة فيه، فيما طالبت الكتيبة السلطة بإطلاق سراح المقاومين مراد ملايشة ومحمد براهمة اللذين اعتقلهما الأمن وصادر سلاحهما وهما في الطريق لنصرة المقاومين في مخيم جنين.
وذكرت "كتيبة جنين"، في بيانها، "أن ملاحقة مجاهدينا واعتقالهم وكان آخرها اعتقال المجاهد عيد حمامرة والأسير المحرر خالد عرعراوي (..)، وصمة عار لن يمحوها التاريخ، حيث تلتقي جهود العدو مع جهود عناصر السلطة في ملاحقة أحرار الوطن للأسف".
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أسماء معتقليها في سجون السلطة الفلسطينية، وهم: مراد ملايشة ومحمد براهمة وعيد حمامرة ومحمد سليم علاونة، ومحمد فايز ملايشة، ومؤمن فشافشة، وعماد محمد خليلية، وخالد عرعراوي، وجميعهم من بلدة جبع في جنين، باستثناء براهمة من قرية"عنزا"، وجميل جعار من طولكرم، وسلامة عبد الجواد من نابلس.
وبحسب حركة الجهاد، فإن جميعهم اعتقلوا هذا الشهر، ومنهم ستة اعتقلوا، أمس الأحد، ونُقلوا إلى مقر الجنة الأمنية في أريحا، حيث تعتقل السلطة مصعب اشتية أحد قادة "عرين الأسود" في نابلس والعديد من المقاومين منذ نحو عشرة أشهر.
واستجاب المئات في بلدة جبع لنداء كتيبة جنين، ونظموا مسيرة طالبت بإطلاق سراح المقاومين والمعتقلين السياسيين، وأبرزهم ملايشة قائد كتيبة "جبع" وبراهمة.
كذلك جاب آلاف الشبان مخيم جنين وشوارعه المدمرة، في مسيرة دعت إليها كتيبة جنين، رفضاً لملاحقة الأمن الفلسطيني للمقاومين وطالبتهم بإطلاق سراحهم.
وبينما هتف المتظاهرون: "يا أبو مازن ليش ليش .. مرة السلطة ومرة الجيش"، أعلن أحد المقاومين في مخيم جنين في المسيرة، أنه "لن تخرج المسيرة إلى مدينة جنين، وستنتهي في المخيم خوفاً من الوقوع في الفتن، وللحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني لن نتوجه إلى المدينة".
وقال وهو يرفع سلاحه: "قلناها أكثر من مرة وسنكررها، بنادقنا لن تتوجه إلا إلى الاحتلال".