أفادت وكالات أنباء إيرانية، الليلة، بأن السلطات الإيرانية اعتقلت صباح الجمعة، الناشط السياسي البارز مصطفى تاج زادة، بأمر قضائي.
وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، أن اعتقال تاج زادة جاء على خلفية اتهامه "بالتواطؤ ضد أمن البلاد ونشر الأكاذيب بهدف التشويش على الرأي العام".
كما أكدت زوجة تاج زادة، فخر السادات محتشمي بور، في مقطع مصور متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، اعتقال زوجها، قائلة إن 15 شخصاً راجعوا البيت لاعتقاله، وهو ما تم في غيابها في الساعة الحادية عشرة صباح الجمعة. ووجهت محتشمي بور انتقادات حادة للسلطات الإيرانية، مشيرة إلى أنه تم إبلاغها هاتفياً أن زوجها قد اعتقل.
تاج زاده كان شاباً يعيش في فرنسا، فالتقى مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، أواخر عام 1978، وقرر بعد ذلك عدم إكمال الدراسة في باريس والعودة إلى بلاده للانخراط في الثورة.
تولى مصطفى تاج زادة، بعد الثورة، مناصب عدة في إيران، أبرزها وزير الداخلية بالإنابة في عهد حكومة "الإصلاحات" للرئيس محمد خاتمي، ونائب وزير الداخلية للشؤون السياسية والأمنية، ورئيس لجنة الانتخابات الإيرانية، ونائب وزير الثقافة والإرشاد للشؤون الدولية في حكومة رئيس الوزراء مير حسين موسوي. كما كان عضواً في اللجنة المركزية لـ"جبهة المشاركة لإيران الإسلامية" ومنظمة "مجاهدي الثورة الإسلامية"، قبل أن تحلهما السلطة القضائية عام 2009.
وتاج زادة معروف في إيران بانتقاداته للسياسات الداخلية والخارجية، إذ قضى سبع سنوات في السجن بعد احتجاجات عام 2009 على نتائج الانتخابات الرئاسية. واختارته "جبهة الإصلاحات" الإيرانية، المظلة الشاملة للتيارات الإصلاحية، في عملية تصويت داخلي، ضمن المرشحين الثلاثة الأوائل للجبهة لخوض السباق الرئاسي، لكن مجلس صيانة الدستور رفض أهليته وأهلية بقية مرشحي الجبهة الذين بلغ عددهم تسعة لخوض غمار السباق الرئاسي.
إلى ذلك، أفادت وكالة "فارس" للأنباء، بأن السلطات اعتقلت المخرجين محمد رسول أوف ومصطفى آل أحمد، بتهمة السعي "لإثارة البلبلة وزعزعة الأمن النفسي" للمجتمع، بعد انهيار برج "متروبل" التجاري أواخر مايو/أيار الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من أربعين إيرانياً.