السفارة الأميركية في بيروت: تعرضنا لإطلاق نار ولا إصابات

21 سبتمبر 2023
أُبلِغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخل السفارة (Getty)
+ الخط -

قال المتحدث باسم السفارة الأميركية في لبنان، جيك نيلسون، إن أعيرة نارية أطلقت على السفارة، أمس الأربعاء، دون وقوع إصابات.

وتابع: "عند الساعة 10:37 مساءً بالتوقيت المحلي، أُبلِغ عن إطلاق نار من أسلحة خفيفة بالقرب من مدخل السفارة الأميركية".

وأضاف نيلسون: "لم تقع إصابات، ومنشآتنا آمنة. نحن على اتصال وثيق بسلطات إنفاذ القانون في البلد المضيف".

واكتفت السفارة الأميركية في بيروت بالبيان الموزع، من دون أن تضيف اليوم الخميس أي معلومات جديدة عن الحادثة، لكن مصادرها قالت لـ"العربي الجديد": "إننا كلنا ثقة بالأجهزة الأمنية اللبنانية"، فيما قال مصدرٌ أمنيّ لبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك تواصلاً مع مسؤولي السفارة لمعرفة ما حصل ليلاً، والاطلاع على أجهزة المراقبة والكاميرات التي تكون قد وثّقت العملية".

ولفت المصدر إلى أنّ "التحقيقات جارية على أعلى مستوى لكشف المرتكبين، ومَن أطلق النار على السفارة، إذ لا يمكن لحدث كهذا أن يمرّ مرور الكرام، وسيصار إلى توقيف من ارتكب هذا الفعل ومساعديه، إن كان هناك أشخاص معه، وإنزال العقوبات اللازمة بهم".

وكانت السفيرة الأميركية دوروثي شيا، قد أحيت وطاقم السفارة، أمس الأربعاء، الذكرى التاسعة والثلاثين لتفجير السفارة في عوكر في 20 سبتمبر/أيلول 1984، الذي أدى حينها إلى مقتل 24 شخصاً.

وتحظى السفارة الأميركية في عوكر، بقضاء المتن الشمالي، بحراسة مشددة جداً، وتسبق موقعها حواجز أمنية للجيش اللبناني، ما يجعل من الصعب اختراقها، وهي حالياً في صدد بناء مقر جديد ملاصق لمقرّها، وُصف بالقلعة، بسبب ضخامته والتحصينات الموجودة فيه.

ونُقلَت السفارة الأميركية من بيروت إلى الموقع الحالي بعد تفجير 18 إبريل/نيسان 1983، حيث هاجم انتحاري السفارة، ما أدى إلى مقتل 63 شخصاً، من بينهم 52 موظفاً لبنانياً وأميركياً.

وفي الذكرى الأربعين للتفجير في إبريل من هذا العام، قالت السفيرة دوروثي شيا، إنّ "أولئك الذين اتخذوا القرار باغتيال 63 شخصاً بريئاً بعنف، وإصابة عائلة سفارتنا قد قلّلوا من شأننا، ولم يفهموا أن الروابط التي نتشاركها جميعاً تبقى قوية، على الرغم من الخوف والترهيب الذي قد يحاول الآخرون غرسه فينا".

وأضافت: "دعونا نظهر، من خلال التزامنا المستمر بهذا المجتمع وهذه الأهداف المشتركة، أنه في جهوده لكسرنا، فشل حزب الله".

من جانبه، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات بقادة الأجهزة الأمنية للاطلاع على المعطيات المتوافرة عن الحادث. 

وشدد ميقاتي، في بيان مساء اليوم، على أن "حماية البعثات الديبلوماسية في لبنان أمر لا تهاون فيه على الإطلاق، ومن غير المسموح لأي كان بالعودة إلى أنماط قديمة في توجيه الرسائل السياسية التي عانى اللبنانيون الكثير بسببها". وقال إن "الأجهزة الأمنية مستنفرة لجلاء ملابسات هذا الحادث المدان وتوقيف الفاعلين".

بدوره، أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب، اتصالاً بالسفيرة الأميركية دوروثي شيا، دان فيه الاعتداء الذي تعرضت له السفارة الأميركية.

وأكد بو حبيب "ضرورة محاسبة الفاعلين وإنزال أشدّ العقوبات بهم"، مشدداً، على "التزام لبنان تأمين الحماية اللازمة للمقارّ الدبلوماسية الأجنبية بما يتوافق مع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".

وتوالت المواقف السياسية، ولا سيما من الجهات المعارضة لـ"حزب الله"، التي اتهمت الأخير بضلوعه في الواقعة، ليل أمس، لأسباب سياسية، خصوصاً لتوجيه رسائل للولايات المتحدة الأميركية، التي ترفض دعم مرشحه للرئاسة، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وتؤيد بحسب الأجواء السياسية المحلية، وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى الرئاسة، وتعمل على حشد الدعم له.

وقال النائب ملحم خلف (يمثل قوى التغيير)، في منشور عبر منصة "إكس"، اليوم الخميس، إنّ "ما تعرضت له السفارة الأميركية في لبنان ليلاً هو اعتداء بالغ الخطورة ومرفوض، ويدلّ على هشاشة الوضع الأمني من جهة، وعلى وقاحة غير مسبوقة في أسلوب توجيه الرسائل من جهة أخرى، وكأننا أصبحنا في جمهورية موز".

وأضاف: "قطعاً لأي مؤامرة أو لأي مشروع أمني متفلت قد يستهدفان لبنان، على القضاء والأجهزة الأمنية التحرك فوراً لكشف الجناة وتوقيفهم وإنزال أشد العقوبات بحقهم".

يذكر أنّ الخشية في لبنان دائماً ما تكون موجودة من حدوث أي عمل أمني أو محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد عند كل استحقاق سياسي بارز، خصوصاً الرئاسي، ويُلعب من خلاله على الوتر الطائفي أو المذهبي، والحزبي أو التحريضي، ويُعرف بحسب التجارب، أن انتخاب رئيس للجمهورية يرتبط، بغالبية المراحل، بتسوية أو صفقة داخلية - خارجية، تقوم بعد هزة كبيرة تشهدها البلاد، سواء أمنياً أو اقتصادياً وما شابه.