السعودية تعلّق محادثات التطبيع مع إسرائيل

14 أكتوبر 2023
قال مصدر حكومي إن الرياض أبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين (فرانس برس)
+ الخط -

قررت المملكة العربية السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل، على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية، السبت، لوكالة "فرانس برس".

وقال المسؤول المطلع على المفاوضات إنّ "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل)، وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين" الذين يقومون برعاية المباحثات.

وقال مصدران مطلعان على تفكير السعودية لوكالة "رويترز"، إنه سيكون ثمة إرجاء للمحادثات المدعومة من الولايات المتحدة حول التطبيع مع إسرائيل.

وكان المصدران قد قالا في وقت سابق إن السعودية أشارت حتى قبل نشوب الصراع الأخير إلى أنها لن تسمح بعرقلة مساعيها لإبرام اتفاق الدفاع مع الولايات المتحدة، حتى إن لم تقدم إسرائيل تنازلات ضخمة للفلسطينيين في مسعاهم لإقامة دولتهم.

وقال المصدر الأول إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن، وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تنبذ الفكرة.

"يُعد محظوراً"

تبرز إعادة التفكير السعودية التحديات التي تواجهها جهود واشنطن لتعميق دمج إسرائيل في منطقة تظل فيها القضية الفلسطينية مبعث قلق عربي رئيسي.

وقال المحلل السعودي عزيز الغشيان: "كان التطبيع بالفعل يُعد محظوراً (في العالم العربي)... هذه الحرب تبرز ذلك فحسب".

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، خلال إفادة بالبيت الأبيض هذا الأسبوع إن جهود التطبيع "لم تُرجأ"، لكنه قال إن التركيز منصب على تحديات عاجلة أخرى.

وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودي إن واشنطن ضغطت على الرياض هذا الأسبوع لإدانة هجوم حماس، لكنه قال إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رفض ذلك. وأكد ذلك مصدر أميركي مطلع على الأمر.

ودفع التصعيد في غزة وليّ العهد السعودي والرئيس الإيراني إلى التحدث للمرة الأولى بعد مبادرة بوساطة صينية دفعت البلدين المتنافستين إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية في إبريل/نيسان.

وقال بيان سعودي إن وليّ العهد أبلغ رئيسي أن "المملكة تبذل أقصى جهدها للتواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف التصعيد المستمر"، ما يؤكد تحرك الرياض لاحتواء الأزمة.

وقال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز"، إن المكالمة التي أجراها رئيسي مع وليّ العهد استهدفت دعم "فلسطين ومنع انتشار الحرب في المنطقة".

وقال المسؤول "المكالمة كانت جيدة وواعدة".

وقال مسؤول إيراني ثانٍ إن المكالمة استمرت 45 دقيقة وحظيت بمباركة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

تخفيف حدة التوترات

ولم تقدم الحكومة السعودية تفاصيل أخرى عن المكالمة، لكن بياناً سعودياً قال إن وليّ العهد أكد معارضة المملكة "لأي شكل من أشكال استهداف المدنيين وفقدان أرواح الأبرياء"، وأعرب عن موقف الرياض الذي "لا يتزعزع في الدفاع عن القضية الفلسطينية".

ورداً على سؤال عن اتصال الرئيس الإيراني بوليّ العهد السعودي، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن "على اتصال مستمر مع القادة السعوديين". وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عدة اتصالات مع نظيره السعودي.

وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تطلب من الشركاء الذين لديهم قنوات اتصال مع حماس أو حزب الله، أو إيران أن "يجعلوا حماس تتوقف عن هجماتها، وتطلق سراح الرهائن، وألا يتورط حزب الله وإيران في المعركة".

وقال المصدر الأول المطلع على طريقة التفكير السعودية إن دول الخليج، ومن بينها التي تربطها علاقات بإسرائيل، تشعر بالقلق من احتمال استدراج إيران إلى صراع سيؤثر بها.

وقال أليكس‭ ‬وطنكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن الأسبوع الماضي أظهر مدى افتراق الرؤيتين السعودية والإيرانية للمنطقة.

وأضاف: "ما زال السعوديون مقتنعين بأن المنطقة، والسعودية نفسها، يتعين عليها التحول نحو التعاون الإقليمي والتنمية الاقتصادية. إيران تعتقد في ما يبدو أن الأولوية تتمثل بنقل المعركة إلى الإسرائيليين أولاً".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون