أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، عن خطة تعرض بموجبها على جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن وقف إطلاق نار شامل في الحرب المستمرة منذ 6 سنوات بالبلاد، والسماح بإعادة افتتاح مطار صنعاء المغلق أمام الرحلات التجارية الدولية منذ 2016.
وكشف وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في مؤتمر صحافي، أن المبادرة السعودية، تشمل وقفا لإطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة، واستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الدولي إلى "وجهات محددة"، في إشارة إلى استمرار حظر الرحلات المباشرة من صنعاء إلى طهران.
وأشار بن فرحان إلى أن المبادرة التي تشمل أيضا استئناف عملية المشاورات السياسية، ستدخل حيز التنفيذ في حال قبول جماعة الحوثيين والأطراف اليمنية بها، متهما إيران بإطالة أمد الصراع في اليمن.
تحفظ حوثي
وعلى الفور، أعلنت جماعة الحوثيين تحفظها على المبادرة السعودية الجديدة، واعتبرت أن أي مبادرات لا تفصل الجانب الإنساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية، غير جادة.
وقال المتحدث الرسمي للحوثيين وكبير مفاوضي الجماعة، محمد عبدالسلام، إنهم سيواصلون الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام، موضحا وفق ما أوردته وكالة "رويترز" أن "السعودية جزء من الحرب، ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا".
كما اعتبر المبادرة السعودية لإنهاء الحرب لا تتضمن شيئا جديدا. وفي تغريدة على "تويتر" كتب عبد السلام "أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ ست سنوات وتفصل الجانب الإنساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية وترفع الحصار فهي غير جادة ولا جديد فيها".
أي مواقف أو مبادرات لا تلحظ أن اليمن يتعرض لعدوان وحصار منذ ست سنوات وتفصل الجانب الانساني عن أي مقايضة عسكرية أو سياسية وترفع الحصار فهي غير جادة ولا جديد فيها .
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) March 22, 2021
ودعا عبدالسلام في تصريحات نقلها تلفزيون "المسيرة" التابع للجماعة، السعودية إلى إعلان وقف الحرب ورفع الحصار، بدلا من تقديم أفكار "تم نقاشها مسبقا"، كما اعتبر محاولة السعودية الهروب من استحقاقات الحرب مجرد تسطيح للأزمة.
واعتبر المسؤول الحوثي، تقديم السعودية نفسها بأنها ليست طرفا في الحرب "تسطيحا مبالغا فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق"، مجددا موقفهم الثابت برفع الحصار وأن أي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة.
#المسيرة_عاجل | محمد عبدالسلام للمسيرة: تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق
— المسيرة - عاجل (@alosbou) March 22, 2021
وقال إن "إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام لا يحتاج مبادرة ولا شروطا مسبقة، والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية".
الحكومة اليمنية تشيد
من جهتها، أشادت الحكومة اليمنية الشرعية بخطة وقف إطلاق النار، وذلك في بيان صادر عن وزارة خارجيتها أعلنت فيه الترحيب بمبادرة السعودية بشأن وقف إطلاق النار الشامل، وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات، واستكمال تنفيذ اتفاق استوكهولم ودخول السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرار مجلس الأمن.
واشترطت الحكومة اليمنية أن تُودع الأموال الخاضعة بإيرادات ميناء الحديدة بعد رفع الحظر عليه، إلى البنك المركزي ودفع المرتبات منها على أساس قوائم 2014.
الحكومة اليمنية ترحب بمبادرة تحالف دعم الشرعية https://t.co/HroByqhWkG
— معمر الإرياني (@ERYANIM) March 22, 2021
وذكر بيان الخارجية اليمنية أن "مليشيا الحوثي قابلت كل المبادرات السابقة بالتعنت والمماطلة، وعملت على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية من خلال رفضها مبادرتنا لفتح مطار صنعاء ونهب المساعدات الإغاثية، وسرقة مدخولات ميناء الحديدة المخصصة لتسديد رواتب الموظفين، مقابل تضليلها للمجتمع الدولي بافتعال الأزمات على حساب معاناة اليمنيين".
وأشار البيان إلى أن هذه المبادرة "جاءت استجابة للجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية، في الوقت الذي يقود فيه الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة الشعبية ملاحم بطولية، محققا انتصارات في مختلف جبهات القتال".
وفيما أكدت أنها ستظل مع كل الجهود الهادفة لتحقيق السلام، ذكرت الحكومة اليمنية، أن إنهاء معاناة اليمنيين "لن يكون إلا بإنهاء الانقلاب والحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية".
ترحيب دولي
دولياً، رحبت الولايات المتحدة بمبادرة السلام الجديدة التي تقدمت بها السعودية، داعية كل أطراف الأزمة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، خلال مؤتمر صحافي، إن واشنطن ترحب بالتزام السعودية والحكومة اليمنية بخطة وقف إطلاق النار في اليمن.
وأضافت بورتر أن الإدارة الأميركية تدعو جميع أطراف الأزمة اليمنية إلى "الالتزام بجدية" بوقف إطلاق النار فوراً، والدخول في محادثات برعاية الأمم المتحدة.
بدورها، رحبت الأمم المتحدة بالمبادرة الجديدة من قبل السعودية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 6 سنوات في اليمن.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن المنظمة الدولية ترحب بمبادرة السلام السعودية.
ويأتي الحديث عن خطة السلام في اليمن، بعد تصعيد عسكري واسع في المعارك البرية والغارات الجوية، حيث وسع طيران التحالف الذي تقوده السعودية من رقعة ضرباته، لتشمل أهدافا عسكرية مختلفة في مناطق خفض التصعيد بصنعاء وعمران، فضلا عن مسرح العمليات العسكرية الرئيسي في مأرب شرقي البلاد.
وقبل طرح المبادرة السعودية، تقدم عدد من قادة الصف الأول في جماعة الحوثيين بمبادرات من جانبهم لوقف الحرب، بعد فشل عملية اجتياح محافظة مأرب النفطية، وسقوط مئات القتلى والجرحى من عناصرهم في المعارك التي تصاعدت منذ 7 فبراير/شباط الماضي.