وجّه رئيس حزب "الإصلاح والتنمية" المصري محمد أنور السادات، اليوم الأربعاء، أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب في مجلسي النواب والشيوخ، لطلب الدعوة لعقد جلسة برلمانية طارئة، لبحث تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة أرواح الضباط والجنود والمصريين (الأسرى) في السودان.
وقال السادات، في بيان، إن هذه الدعوة تستند إلى المادة الـ152 من الدستور، وتستهدف الحفاظ على سمعة المصريين وكرامتهم أمام العالم، ومصالح البلاد العليا في مياه نهر النيل والبحر الأحمر، انطلاقاً من الدور الفاعل والمحوري لمصر في صون الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والأفريقية.
وتقضي المادة الـ152 بأن "رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يعلن الحرب، ولا يرسل القوات المسلحة في مهمة قتالية إلى خارج حدود الدولة، إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني، وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء".
ويمتلك حزب "الإصلاح والتنمية" 12 مقعداً فقط في مجلسي النواب والشيوخ، فاز بهم جميعاً على ما يُعرف بـ"القائمة الوطنية" المدعومة من السلطة الحاكمة. ورغم ذلك، يروّج رئيس الحزب بأنه "معارض للنظام"، باعتباره جزءاً من "الحركة المدنية الديمقراطية"، التي تضمّ أحزاباً ليبرالية ويسارية أيدت انقلاب الجيش على الرئيس الراحل محمد مرسي.
وكانت "قوات الدعم السريع" السودانية قد أصدرت بياناً اليوم، أعلنت فيه نقل من وصفتهم بـ"الرعايا المصريين" الذين كانوا في مطار مروي، خلال الاشتباكات التي وقعت مع الجيش السوداني السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم.
وقالت قوات الدعم، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في بيانها: "نطمئن أسر وحكومة مصر بأن الجنود الذين كانوا في قاعدة مروي العسكرية جميعهم بخير، ويتلقون الرعاية اللازمة، وسيتم تسليمهم متى سنحت الفرصة المناسبة لذلك، وفقاً للأوضاع التي تمر بها البلاد".
بسم الله الرحمن الرحيم#قوات_الدعم_السريع
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) April 19, 2023
تعلن قوات الدعم السريع، نقل الرعايا المصريين الذين كانوا في مطار مروي خلال الاشتباكات التي وقعت مع القوات الانقلابية السبت الماضي، إلى العاصمة الخرطوم.
نطمئن أسر وحكومة مصر بأن الجنود الذين كانوا يتواجدون في قاعدة مروي العسكرية جميعهم… pic.twitter.com/xK4ZACDK1K
وعقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية اجتماعاً طارئاً برئاسة السيسي، مساء الاثنين، لاستعراض ومناقشة الأوضاع الراهنة في السودان. وقال السيسي في الاجتماع: "نشدد على أهمية أمن وسلامة العناصر المصرية المتواجدة في السودان، ونأمل في استعادتها في أسرع وقت. هذه القوات المصرية كانت بهدف التدريب المشترك وفق بروتوكول مع الدولة السودانية، وليست أبداً لدعم طرف على حساب طرف آخر".
وفي اتصال هاتفي اليوم مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، وضرورة التنسيق والتشاور بين البلدين خلال الفترة المقبلة، لمتابعة جهود احتواء الأزمة، بينما أعرب الوزير البريطاني عن قلق بلاده البالغ من الأحداث الجارية، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في السودان.
من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، بأن الوزارة تتابع أوضاع الجالية المصرية والطلبة الدارسين في السودان، في ظل الأوضاع الأمنية التي يشهدها منذ صباح يوم 15 إبريل/ نيسان الجاري. وأوضح أن السفارة في الخرطوم تعكف على التواصل الدائم مع الطلبة المصريين، وتجمعات الجالية للاطمئنان عليهم، وتوجيه النصح والإرشادات الخاصة بسبل توفير الحماية والأمن لهم ولأسرهم.
وأضاف أن السفارة أكدت في اتصالاتها ضرورة توخي أعضاء الجالية المصرية أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام مواقعهم لحين استقرار الأوضاع، مشيراً إلى متابعة غرفة عمليات القطاع القنصلي بالوزارة وضع الجالية المصرية على مدار الساعة، بالتنسيق مع الجهات والوزارات المعنية المصرية التي لديها بعثات رسمية في السودان، لضمان توفير أكبر قدر من الرعاية الممكنة لهم، في ظل الوضع الأمني الصعب والمتأزم.